part 30

2.3K 167 196
                                    

بسم الله ..
قراءة ممتعة 🙂🙏🏻

______________________________________

تراخى كل شيء أسرع مما يتصوره أحد ، تلك الملامح الغاضبة ..
و الخطوات الرصينة ، لتعلوا موجة يتبعها ظلامٌ لم يتداركه احد .

و كأن الموت وطئ قدمه فجاه في المكان !
ليسود الصمت بعد تلك الموجة خوفًا منه.

وفي عمق ذاك السكون أسفل تلك الأنقاض تحرك أحد الأجساد المتروكة ، يجفل سريعًا و يباغته السعال فقد كان يتنفس الدخان لوقتًا يجهله .

كان يعلم مدى عواقب بقائه هنا يتنفس
الدخان، فحاول النهوض مسرعًا إلا أنه وجد نفسه مُتبثً على الارض بفعل بعض الأوزان فوقه.

و قبل أن يعلم ماهيتها استعاد حواسه دون سابق إنذار ، ليستشعر الألم الحاد أسفله.

فالأرض تحته لم تكن سوى سلالم الطابق و تلك الأوزان كان جسد احدهم يستند بجسده كحمايةٍ من آلم التمدد على الدرج.

قطب حاجبيه بضيق و سارع بدفع جسده
عنه شاتمًا حظه ، و بصعوبة أستطاع دفعه قليلاً ليتزحزح الجسد عنه مهرولاً على السلالم .

ارتفع بصعوبة ، و ببطء مُرادفًا :
" ما اللعنة .. "

قال ذلك ثم رأى ساقة غارقة بالدماء !
لم يكن من النوع سريع الارتباك او القلق بمّثل هذهِ المواقف.

لم يكن يستطيع تحريكها إلا أن خيار البقاء هنا غير سليم البته !، سارع في تمزيق معطفه الطبي و لف قطعة القماش على وجهه كوسيلة لمقاومة استنشاقه للدخان أكثر .
، و سريعًا ما ضغط بالأخرى على ساقة لبرهة ليلفها في نهاية المطاف متجاهلاً امر تلوثها .

اعطى نظرةً خاطفة لذلك الجسد قبل أن
يتحرك في سبيله ، لم يراوده أي شعور تجاه الشخص الساكن خلفه وسط الدخان ..
لا قلق ، لا فضول، و لا ندم !
فهو أدرك أنه ليس بموقف يسمح له بالتجول حاملاً إيً كان على ظهره.

*

في الخارج و بعد الانفجار الذي هزّ أحد مباني المشفى ، لم يستغرق الأمر سوى دقائق قليلة حتى امتلئ المكان بالإعلامّ و وميض كاميراتهم

، الشرطة و فرق الإنقاذ .

كانت معادلة حقيرة لكن سهلة ، فالمصيبة
التي أخذت تمزق قلوب العشرات من الناس ، يمكن أن تشعل الحماس في قلوب الملايين ! .

حرك ناظريه للجانب الآخر محتقرًا :
" لا أستطيع التركيز و تلك الافواه لا تتوقف
عن النباح .. "

شظايا حادةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن