تبادل الاخوين

2.3K 240 282
                                    


كان نائماً بعد أن تناول الدواء .
إلا أن والده جاءه في الحلم رغم ذلك !
لكن هذه المرة ، لا يعلم هل هذا حقاً جزء من ذاكرته ؟
أم ان امنيته جائت في حلمه فقط ؟ أحلامه كانت أجزاء مؤلمة من ذاكرته .. لكن هذه المرة .. ما كان ذلك الحلم ؟!

طفل صغير في الخامسة من العمر يجلس في غرفة مظلمة بمفرده .
كان جسده مليئاً بالإصابات ، يضم ساقيه لصدره عله يشعر ببعض الدفئ في هذا المكان البارد !

في الجانب الآخر من زنزانته ، اقترب من بابها رجل أشقر يشبه الطفل في الداخل كثيراً .
أمسك مقبض الباب و تنفس بعمق ثم ظهرت ملامح جادة على وجهه !

فتح الباب بهدوء ليرى الطفل الصغير جالساً في الداخل بمفرده ، اقترب منه ببطئ و هو يحدق به جيداً .
شعر الطفل الصغير بوجوده فرفع رأسه لينظر له بحيرة امتزجت بالقلق !
و زاد قلقه عندما رأى أن والده هو من جاء !

لم ينطق الاشقر بشيء ! رفع يده ليخرج سلاحه و هو يفكر " لقد اتخذت قراري ، ساقتله ! "

عندما أراد إخراج سلاحه توسعت عينا الطفل و شهق بخوف و هو يتذكر ما حدث أمس !
وضع يديه أمام جسده الضعيف لحمايته و اغمض عيناه بقوة و هو يتحدث بخوف و ارتجاف : اسف ، انا اسف ، لن اطلب الخروج مجدداً ! لن أطلب شيئاً ابداً ، لن اتحدث حتى ! ارجوك سامحني ! انا آسف !

كانت يداه ترتجف و هو ينطق تلك الكلمات !
اخفض والده يده بارتباك و ألم اعتصر صدره .
هو لم يتحرك بعد و مع هذا شعر الصغير بخوف شديد !

كم عانى من الآلم ليصبح هكذا ؟ يخشى حتى اقتراب والده منه ! طفل صغير تحمل كل هذا ؟ كان منظره يؤلم حقاً !
ما فكر به الاشقر في ذلك الوقت عندما رأى ردة فعله هذه ، أنه سيقتله بسرعة و يريحه من هذا !
ألا إن عيناه توسعتا عندما أخذ يتأمل حركته تلك ! ظهرت ملامح الحزن على وجهه و هو يقترب من ابنه .

وقف أمامه و انخفض لمستواه فزاد خوف الصغير ! إلا أن الاشقر احتضنه و هو يتحدث : لا تخف صغيري ، أنا من يجب أن يعتذر ، على كل شيء .. على كل الألم الذي ستلاقيه !

نظر الطفل له بتفاجئ و عدم فهم !
فهمس الصغير : أ.. أبي ؟!

ابتعد والده عنه و مسح على شعره و هو يبتسم ابتسامة حنونة لم يراها ميكا منه قبل او بعد هذه المرة !
ثم نهض و غادر الزنزانة دون أن يقول شيئاً !
كأنه طيف مر من هنا !
بقي الصغير يحدق باثره بدهشة و عدم فهم !

من هذا ؟
أهو نيكولاس حقاً ؟
هذا مخالف تماما لشخصيته !
كأنه شخص آخر ! نسخة لطيفة منه خرجت من عالم موازي !

كان ميكا في الخامسة و لم يفكر في هذا الأمر كثيراً ! حتى أنه نسي هذه اللحظة تماماً و أصبح لا يعلم أهي حقيقية حقاً ؟
أم مجرد وهم و خيال ؟

..................................................

بدأ ميكا يفتح عينيه بإرهاق بسبب سماع صوت رفيقه يصرخ : ماذا تفعلين هنا ؟!

حلم الصديقينWhere stories live. Discover now