فصل اضافي ، قبل ٢٨ سنة !

3.2K 257 415
                                    


يقول البعض ..
الشخص الذي يبتسم طوال الوقت غالباً ما يكون شخصاً حزيناً جداً !
شخص يخفي حزنه بابتسامته تلك ، ليمنع الناس من رؤية دموعه !

في الماضي .. منزل كبير مظلم وسط الغابة .. أخفى سر خطيراً عن سكان تلك المدينة !
في قبو المنزل المظلم .. يجلس طفلان متشابهان امام بعضهما كل منهما يرفع إحدى يديه قليلا لتلامس كف الآخر !
أحدهما كانت بعض قطرات الدماء على وجهه و ثيابه ، ينظر بصدمة للشخص الذي أمامه !
و الاخر ، ينظر له بابتسامة خفيفة و سكينة ملطخة بالدماء بجانبه !
تحيطهما ثلاثة جثث لرجال بالثلاثين من العمر !

تحدث الفتى الذي كان بصدمة بصوت مرتبك و مرتجف بدا الخوف واضحا فيه : هل أنت ... أخي حقاً ؟
ابتسم الآخر بلطف ليجيب بصوت هادئ : نعم .
تجمعت الدموع بعيني الأول لتمتد يده تمسكه بقميص الثاني بخوف شديد واضعا رأسه على كتفه !

تحدث الثاني بابتسامة مطمئنة : انهض ، لنخرج من هنا !
استمع الآخر لكلامه بلا اعتراض و نهض بصعوبة بسبب خوفه و ارتجافه المستمر ليصعدا السلالم معا .
عند وصولهما للأعلى أراد الأول الالتفاف لعبور الممر ليتفاجى بيد الثاني تمتد من الخلف لتغطي عينيه !
وضع يديه على يدي الثاني بخوف قائلاً : أخي ماذا تفعل ؟

رد الثاني بابتسامة خفيفة : لا تقلق ، فقط سر للأمام و سنخرج !
نطق الأول بصوت مرتجف : لكن ..
قاطع الثاني : لا بأس .. لا حاجة لأن تنظر ! فقط ثق بي و تقدم !
ابتلع الأول ريقه بصعوبة و تقدم للأمام كما طلب منه من يزعم انه أخاه !
سارا معا و يد الطفل الثاني تغطي عيني الأول .
شعر الأول بشيء غريب حوله فنطق : أخي ، ما هذه الرائحة ؟

أجاب الثاني بابتسامة خفيفة : لا شيء فقط استمر !
نفذ الأول كلامه بصمت .. دون أن يدرك أنهما يسيران .. وسط مجموعة من الجثث !

.......في الماضي قبل 28 سنة.......

في مدينة كبيرة تدعى ناميدشهر .. فتى ذو شعر أشقر و عينيه زرقاوتين في التاسعة من العمر يقف في شوارع المدينة بعد أن أنهى عمله ليجمع أغراضه .
وضع الكمان الخاص به في حقيبته و التقط كيس النقود التي جمعها ليضعه في الحقيبة أيضاً .

فجأة ولدان دفعاه بقوة ليسقط أرضاً فسرقا نقوده و هربا !
نظر الفتى لهما بصدمة و صرخ : لا انتظروا !
نهض بسرعة ليلتقط حقيبته و يجري خلفهما مفكراً " لما هؤلاء الأولاد يفعلون هذا دائماً ؟ لما لا يحصلون على نقودهم بأنفسهم ؟"

ركض خلف الولدان بأقصى سرعته صارخاً : اعيدوها !
ألا انه لم يستطع الاقتراب منهما !
ركض خلفهما كثيراً و وصل لمنطقة لم يصل لها من قبل دون أن ينتبه لذلك ! فهذه مدينة كبيرة جداً و هو لم يذهب لأماكن بعيدة من قبل ! كما أن كل تركيزه الآن هو على إستعادة نقوده التي عمل بجد لأجلها !

حلم الصديقينWhere stories live. Discover now