الفصل التاسع عشر والأخير

9.6K 288 40
                                    

كادت أن تشهق عندما اقتحم أحدهم غرفة مكتبها المشترك فجأة والذي لم يكن سوى زوجها المجنون بالطبع، أسبلت أهدابها وهي تضع يدها على خافقها بينما تزفر بخفوت وهي تبتسم رغماً عنها،فتحت عينيها فجأة عندما سمعته يقول بأنفاس لاهثة موجهاً حديثه لزميلتها،،،،

- " أستاذ كريم عاوزك في مكتبه، بسرعة يا آنسة الموضوع مهم باين شكله متعصب جداً "

ارتبكت الفتاة وهي تعود بنظراتها المتسائلة نحو درة قبل أن تقف دفعة واحدة عن مقعدها لتتحرك نحو باب الغرفة، نظر في اثرها بصمت قبل ان يتقدم لداخل الغرفة ثم يغلق بابها خلفه، إستند بظهره على الباب المغلق وهو يبتسم بعبث قبل ان يتحرك نحو مقعدها، بادلته الإبتسام وهي ترفع وشاح وجهها قائلة بعتاب مصطنع،،،،،،

- " مقلب تاني يا وليد ان مش هتحرم، مستر كريم مش هيسكتلك بعد كدة "

سحبها برفق من ذراعها لتقف على قدميها قبالته قبل ان تسمعه يقول بخفوت بينما يتحسس بطنها المسطحة ،،،،،

- " وحشتوني ، ومتقلقيش ماهي عنده وهي هتتصرف "

حركت رأسها باسمة من أفعاله المجنونة التي بدأت منذ أن علم بحملها، لقد طلب منها أن تحظى بأجازة حتى يستقر حملها ولكنها إعترضت بهدوء وهي تشرح له بأنها في حاجة للعمل حتى لا تمل جلستها وحيدة بالمنزل في انتظاره، وكعادته إستسلم لرغبتها ولكنه سيتسبب في فصلهما معاً بتصرفاته المجنونة التي يقوم بها حتى ينفرد بها، يمسد بطنها بحنان، يخبرها عن كم اشتياقه لها ولطفلهما، يعاملها كقطعة خزفية يخشى عليها من الكسر، نوع من الهوس اللذيذ بسلامتهما، ذلك الذي يشعرها بقدرها لديه ولا يدفع ثمنه سوى زميلة غرفتها المسكينة التي تقع في الفخ كل مرة، ابتسمت بحنان عندما جثى أمامها على احدى ركبتيه بينما يضع أذنه على بطنها، يحادث طفله وكأنه يسمعه ويعي ما يقول، يخبره عن مدى عشقه له ولوالدته وانه دائماً سيكون مرفأهما وأمانهما، قد يراه البعض فاقداً لعقله في تلك اللحظة بينما يحادث جنيناً في رحم والدته لازال في طور التكوين، ولكنها فقط تفهمه، تفهم حاجته، وليد الذي عايش الوحدة بعد أن فقد والده وأقرب الناس اليه، ليتعثر بعدها في أصدقاء السوء حتى كاد يفقد حياته واحترامه لذاته كما احترام شقيقته له، فقط لتتزوج بعدها شقيقته وتتركه ليعايش وحدته من جديد، لقد عرف قدر ما فقد برعونة بأقسى الطرق وما كان ليفقده أبداً بإرادته من جديد، وحيدان جمعهما القدر ليكونا سنداً وأمانا لبعضهما، وحيدان اجتمعا على طاعة الله وحاشاه أن يردهما خائبين

فراشات مبتورة الأجنحة ( الجزء الرابع من سلسلة ألحان حوائية )Where stories live. Discover now