♠️3♠️

6.4K 626 160
                                    

استيقظت من نومها فجأة، تقلبت بسريرها بهدوء و حدقت ناحية الستارة التي انسدلت على النافذة فلم تشاهد خيوط الشمس كعادتها كل نهار ، إذا يبدو أنها استيقظت بمنتصف الليل...

حاولت العودة للنوم، تقلبت بفراشها حتى بدأت تشعر بألم مزعج بمعدتها دفعها للنهوض من السرير، كانت غرفتها مظلمة و لم تشعر بالراحة للبقاء بها وحيدة لهذا اخذت ثوبا رقيقا غطت به منامتها ثم أشعلت قنديلاً و غادرت الغرفة.

سكون أروقة المنزل الضخم بمثل هذا الوقت كان أمرا مريحا و جميلا ، و تلك الشموع التي أضاءت طريقها نحو حديقة القصر دفعتها للشعور بالسكينة، و هناك عندما أصبحت أمام مدخل الحديقة توقفت عن المشي و حدقت بذلك الذي يقف بمنتصفها رافعا رأسه للسماء يحدق بالنجوم شاردا، لم تعي على نفسها إلا و عينيها قد إلتصقتا به بفضول ، فمن ذا الذي قد يترك نومه المريح ليشاهد النجوم بعتمة الليل في الحديقة التي تهب بها نسمات هواء الليل الباردة ؟

لم يكن بمقدورها تبين ملامح ذلك الرجل ، لكن طول قامته كانت جلية ، فجأة جرت رعشة غريبة بجسدها عندما التفت ذلك الرجل بغتة نحو الباب الذي يؤدي الى الحديقة حيث كانت تقف بجوار عتبته.

في البداية ظنت أنه لا يستطيع رؤيتها بسبب الظلام لكن تحديقه بعينيه الحادتين ناحية بقعة وقوفها أكدت لها العكس .

إبتلعت ريقها برهبة و تنهدت بخفوت قبل أن تلتفت وتغادر من أمامه بعد انحناءة صغيرة دليلا على إحترامها عائدة لغرفتها سريعا متجاهلةً رغبتها السابقة بالتجول بأروقة القصر حتى يوافيها النعاس .

و فورما وصلت أغلق الباب خلفها و إرتمت على سريرها مغلقة عينيها تحاول تناسي ما حصل ، كان أمرا غريبا و مع هذا لم يكن عقلها الذي داهمه التعب فجأة ليسمح لها بالتفكير فغطت بالنوم الذي لا تدري حتى سبب استيقاظها منه أساسا...

صباح اليوم التالي ، و بعدما انتهت من تغيير ثيابها و تناول فطورها في غرفتها بسبب عدم رغبتها بلقاء آرثر توجهت لقاعة الرسم ، حيث من المفترض على إستيفان استكمال رسم لوحتها، لكن عندما دخلت للغرفة رأته واقفا أمام اللوحة يمسح يديه بقماشة بيضاء مليئة بالألوان بينما يبتسم منتصرا

" صباح الخير" قالت بابتسامة هادئة بينما تقترب منه فالتفت إليها بنفس الإبتسامة الواسعة وقال و السعادة واضحة بنبرة صوته
" صباح النور " ثم أردف بينما يترك القماشة البيضاء بعيدا و يقترب بخطواته منها
" لقد أنهيتها"

قطبت أنيلا حاجبيها باستغراب و سألته غير عالمة بمقصده " ما هي؟ "
عندما وقف إستيفان أمامها أشار ناحية اللوحة و قال لها " اللوحة، أنهيت لوحتك"

أدورُ في الفراغWhere stories live. Discover now