حاولت أن تحيد ببصرها عن أرون الذي وقف أمامها متصنمًا بعد سماع خبر خيانة صديقه ، بجواره وقف آرثر متنهدًا بضيق ، و بزاوية مختلفة من الغرفة وقف آدم يتهامسُ مع إستيفان بأمرٍ ما ...
عندما لمح أرون الضيق مرسومًا على وجه أنيلا إبتسم بخفوت و إقترب منها جالسًا بجوارها على السرير ، رفعت رأسها إليه عندما شعرت بيده تطبطب على ظهرها " لا بأس على الرغم من أنه صديقي لكن بالآونة الأخيرة ... توقعت أمرًا كهذا " قال أرون متنهدًا فأراحت أنيلا رأسها على كتفه و تمتمت لائمة " كيف له أن يفعل أمرًا كهذا خان صداقة سبع سنوات بسهولة ، و ماذا عن إبنه الذي أسماهُ بأرون ؟! "
صمت عمها و لم يعقب على كلامها فقد آذاهُ الخبر بشدَّة ، ذلك الصديقُ الذي أسس عمله معه و إستمرَّ بمساندته على الرغم من الضروف الصعبة التي مرَّا بها خانهُ بسهولة ، يكادُ يفورُ غضبًا و قهرًا فصديقه كاد يوقعه بمكيدة لن تؤذيه وحده بل ستؤذي عائلته أيضًا !
إقترب آدم بملامح وجهه الجادة و إستيفان الذي حاول بابتسامته أن يخفف من التوتر الذي غلف الأجواء " منذُ متى تعلمون بالأمر ؟ " سأل آرثر ملتفةً ناحيتهم فأجابه إستيفان بابتسامة لبقة " قبل أسبوعين من جواسيسنا و رغبنا بإخبارك بالأمر مساء اليوم لكن أنيلا أفسدت الأمر نوعًا ما "
عندما ذكر إسم أنيلا حولت الأنظار ناحيتها فاعتدلت بجلستها و قالت لآرثر " كنت أبحثُ عنك و سمعتهم " أومأ آرثر بهدوء قبل أن يسأل مجددًا " إلى ماذا يخطط بالضبط لن يكون من السهل عليه سحبُ أموالنا فالصفقة بالبضائع و ستعبر البحر مباشرة لبلدنا بالسفن"
هذه المرة تولى آدم الإجابة عليه قائلاً " خطته ستكون نهب السفن عبر سفن معادية وكَّلهم خصيصًا لهذا و سيبدو الأمر كما لو أنهم قراصنة ... طبعًا المقصد أنه سيأخذُ البضائع الغالية و سيتاجرُ بها كلها لنفسه و يحصلُ على الإيرادات "
أكمل أرون عنه " و من جهة أخرى سأخسرُ أنا أموالاً طائلة " أومأ آدم ثم أردف " و لن تكون الوحيد ، العديد إستثمروا بهذا المشروع و البعض لا علاقة لهم بهذه المؤامرة لهذا ستكون الخسارة للعديد من العوائل منهم المفلسين الذين يعتمدون على هذا المشروع لإعادتهم لمكانتهم المرموقة "
YOU ARE READING
أدورُ في الفراغ
Historical Fiction( منتهية ) قيل دائمًا بمجتمعها أن المراة محدودة التفكير ،غبية، تحتاجُ لرجل كي يقودها للطريق الصحيح، و ظنَّت هي كذلك حتَّى بلغت سنَّ السابعة عشر و أصبحت إمرأة بكلِّ ما تعنيه الكلمة من معنى، شعرٌ أسود داكنٌ و عينان زرقاوتان لامعتان تأسرُ النَّاظرين و...