س/هل البيعة تعني المصافقة؟

62 2 0
                                    

✍🏻سؤال هل البيعة للإمام المهدي عجل الله فرجه تعني المصافقة؟!واذا كانت بالمصافقة؟!كيف نبايعه وهو غائب ؟!

قبل الاجابة نحتاج الى توضيح بسيط:

عزيزي السائل تسمى المصافقة باليد والمبايعة بالبيعة
كما كان متداولا بين العرب في بعض الأحيان، عند تمامية البيع أو المبايعة، ويستندون بهذا الإطلاق من قوله تعالى :

(إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم)

وهنا يستدلون بلفظة يد على ذلك، بمكرهم وكيدهم من غير استدلال عقلي او نقلي ، فيد الله هنا جاءت بمعنى قدرة الله على قدرتهم، مضافا إلى ما ورد من أنهم كانوا يبايعون رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأيديهم ليس بالحجة!
ففي الاحتجاج في قضية إكراه مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) على مبايعة الغاصب اللعين الأول قال: ثم مدوا يده وهو يقبضها حتى وضعوها فوق يد أبي بكر وقالوا: بايع بايع، وصيح في المسجد بايع بايع، أبو الحسن ، انما هي لتمويه الناس وألباس الامر عليهم ان البيعة تتم بالمصافقة!

- وفي الاحتجاج أيضا جاء في الرواية عن مولانا الباقر (عليه السلام) أن أسامة حين ورد المدينة لما رأى اجتماع الخلق على أبي بكر انطلق إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: ما هذا؟
قال له الامام علي (عليه السلام): هذا ما ترى فقال له أسامة فهل بايعته فقال نعم يا أسامة فقال طائعا أو كارها فقال (عليه السلام) لا بل كارها .

فظهر مما تقدم وغيره أن إطلاق المبايعة والبيعة على المصافقة والصفقة كان متداولا معروفا حسب ظواهرها،وكذا تطلق الصفقة على البيعة أيضا كما ذكره أهل اللغة ويقال: صفقة رابحة أو خاسرة أي: بيعة.

-وفي الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
من فارق جماعة المسلمين ونكث صفقة الإمام جاء إلى الله عز وجل أجذم.

~النتيجة~

ان المصافقة ليست هي البيعة الحقيقة، بل هي علامة لوقوع البيعة وتماميتها.

والظاهر أن إطلاق المبايعة والبيعة على المصافقة من باب تسمية المسبب باسم السبب.

*وأصل البيعة وتنامها كما تبين سالفاً ، هو العهد والميثاق المؤكد بالعزم القلبي الصادق الأيمان، وبه يدخل الإنسان حقيقة في زمرة أهل الإيمان المشترين للجنان.

وإنه لم يبايع الرسول أو الإمام بالمصافقة باليد كما هو الحال في أكثر المؤمنين الحاضرين في زمن الأئمة (عليهم السلام)

وكما وضحنا قبل قليل ان المصافقة ليست هي البيعة الحقيقة، بل هي علامة لوقوع البيعة وتماميتها،

وبيعة المصافقة تتم للامام المفترض الطاعة باليد فيها كلام وحكم خاص حسب ظرف البيعة ولها حكمين:

•الاول : حكم زمان حضور الامام:

وهنا لاشك ولاريب في وجوب البيعة بالمعنى المذكور ، عند إستدعاء الإمام وطلبه ذلك على من طلبه منه، ودعاه إليه، لإن أمره (عليه السلام) يقتضي الوجوب، فإن أمر احداً بمابيعته بنفسه أو مبايعة غيره النائب الموثق المخصوص منه وجب إجابته في ذلك، كما في قضية مسلم ابن عقيل سفير الامام الحسين عليه السلام .

•الثاني :حكم زمان غيبة الإمام :

في زماننا هذا والامام عجل الله فرجه غائب، فجواز المبايعة على وجه المصافقة مما لادليل له، فهي من البدع المحرمة التي توجب اللعنة والندامة، وبهذا يتبين لنا وجه قول الامام الصادق عليه السلام في حديث المفضل بن عمر عن الامام الصادق عليه السلام انه قال:

(يامفضل كل بيعة قبل ظهور القائم (عج) فبيعة كفر ونفاق وخديعة، لعن الله المبايع بها، والمُبايع له)

والنتيجة ان المبايعة للامام عجل الله فرجه الشريف عند غيبته انما تتم :

•إقراراً باللسان والتزام المبايع بعهده المؤكد وميثاقه المسدد بالعزم القلبي الثابت الراسخ على إطاعة أمر الإمام ونصرته ببذل النفس والمال، ولا يبخل عنه بشيء من ذات يده وما يتعلق به في نصرته، ويجعل نفسه وماله فداء، ووقاء له.

كما في حدث لبيعة امير المؤمنين عليه السلام لما  رسول الله (صلى الله عليه وآله)أراد أن يأخذ البيعة لأمير المؤمنين (عليه السلام) ورأى أنه يعسر على جميع المؤمنين أن يصافقوه بيده أمرهم بإظهار العهد والبيعة بألسنتهم ولم يأمرهم بأن يصافقوا غيره من صالحي أصحابه وخواصهم نيابة عنه مع أنه كان ذلك ممكنا والحديث مذكور في كتاب الاحتجاج للشيخ الطبرسي (رضي الله عنه) من أراده فليطلبه هناك.

عقد  بيعـ313ـة للمهديWhere stories live. Discover now