10| غِيرَةٌ مجنُونَة، مَوتُ حُلمِِ لَم تلِده رحِم الدُنيَا بَعد

182 38 59
                                    

•| سُبحَان الله العَظِيم |•

بَعد مُعانَاة طوِيلَة للغَايَة.... على الأقل بالنِسبة لِي، أخيراً تخرَّجنَا، و استَطعتُ أن أزورَ منزِلكَ بعدَ حِرمَان.

أنتَ ككُل مرَّة و بِنَفسِ الحُب و التَقدِير رحَّبتَ بِي، باغتتُكَ بعِناق مُفاجِئ و همَستُ بِسعَادة طغَت علَى نبرَة صوتِي؛ بأنَنِي استَطعتُ دخُول التخَصُص الذِي شغَفنِي الإنضِمام إليهِ مُنذُ طفُولتِي

تخَصُص الفَن، و بالتَحدِيد مجَال الرَّقصِ الحدِيث

تهَلّل محيَاك بقَوس مرتَفع كونَتهُ شفتَيكَ بينَما قرَر ذِراعَاكَ احتِواءَ رُوحِي اليتِيمَة قَبلَ أضلُعي الشبه مكسُورة، كَانَ ذَلِك لُطفاً بالغاً منك و أنا لا أزال شاكرَة لكَ للَّحظة، لكنِي انتبهت لنظرَات حَادَة تكَادُ تحرِقني حيَة.

كَان منبعُها هو قريبتَك، و التِي استمرَّت بالتحدِيق بي بكُره من بعيد و من زاويَة لن تلمح طيفها منهَا، بعدَ فصلِ العِناقِ دعَوتنِي لزِيارَة غُرفتكَ بحُكم أنني موشِكة علَى إتمام العَام منذُ آخر زِيارة.

و

حتَى بعدَ صعُودكَ قبلِي لغُرفتكَ على عجَل بحُجة ترتِيب مَا أمكَن مِن سَاحة خُردتكَ المُشابِهة لخَاصتِي، تلكَ الفتَاة ظلَّت ترمُقنِي لنظرَات لم استلطِفها البتَة، و أسوَء ما حصَل أو ما ظننتُ أنه حصَل هُو اضطِرارِي للمرُور عبرَ الدرَج الذِي كانَت مُختبئَة بِه بغيَة الوصُول لغُرفتكَ.

و بعدمَا تبقَت درجتَان مِن السُلم الطوِيل لأصِل؛ قررَت هِي الظهُور لنِيَة غيرِ صالحَة بكُل تأكِيد.
ببسَاطَة ابتسَمت مُتحدِثة بنبرَة تالِفة الأعصَاب "هذَا لكَي لا تقرَبي خَلِيلِي ثانِيةً"
و تلاهَا دفعُها القوِي لِي لأسقُط أرضاً بعدَ الحِرصِ علَى مسحِ كُل ذرات غُبار الدرَجاتِ بجسدِي النحِيل، يَالهَا مِن غيرةِِ مجنونَة.

و أنتَ فورمَا سمعتَ صوتَ الإرتطَام المهَول نتيجَة استِقبَال الأرضِ لي، تماماً كـ هَانجِين  ، هرَعتَ نحوِي و حمَلتنِي من علَيهَا خارجاً بِي للمشفَى. تقاسِيم وجهِكَ المُرتعِبة القلِقَة لم تُفارقكَ لحظَة.

و بعدَما أصرَّيتُ علَى لقَاء الطبِيب زانغ بمُفردِي، هو أعلمنِي أن سَاقِي اليُسرَى أصيبَت بكسُور سيئة سيصعُب عِلاجُها فِي منطِقة الركبَة و مشطِ القدَم. حِين ذكَر خاتِماً كلامَه بأننِي علَى الأرجَك لن أتمكن من ممَارسة أي رِياضَة أو أي حركَة صعبَة مجدداً لأمد بعِيد ، انهارَت جدران الشموخ التي حاولتُ التماسكَ بها طوَال فترَة بقائِي هناكَ.


تهدَّجتُ و كَم تمنَيتُ أن يكُون مَا حطَّ علَى مسَامعِي مجرَّد هلاوِس ابتكَرهَا عقلِي الخَرِف، لكن هيهَات، القَدر التعِيس يبَاغِتكَ فِي أوقات و أوضَاع غَير مُناسبَة أو متوقعَة البتَة.

حينهَا قَد مَات حُلمِي و أبِيدَ قَبلَ أن يُولدَ مِن رحِم الحيَاة حتَى.

حِين خرجتُ و فِي طرِيقنَا للعَودَة بتَاكسِي، استمرَّيت بطَرحِ أسئلَة كثِيرَة، و أنا حقاً أعتَذر علَى إقلاقكَ بهذَا الشَكلِ.

كُنتُ أجيبكَ بأهدئ و ألطَف نبرَة لدَي عسَا أن أطمئنَك بأنِي بحَال جيدَة و أنِي تعثَرتُ بسبَب حشرَة لا أكثَر، فِي حِين كَانَت رُوحِي المُرهقَة تبكِي شَاهِقَة، دمعتِي التِي حبستُها كَانَت أطوَل مِن تقَوسِ ثغرِي البَاسِم، أطوَل مِن صرخَة مكتُومة حوَت ألماً لرُبما بكَتِ السمَاء حُزناً علَيهِ.

لاَ بأسَ نامجُونِي أنَا بخَير

°°°

أستودعكُم الله وِيفلزِي ♥☄


 𝐈'𝐌 𝐅𝐈𝐍𝐄-𝐒𝐀𝐕𝐄 𝐌𝐄 || ㊐㊅㊄㊆㊌㊗㊎ -K.NJحيث تعيش القصص. اكتشف الآن