الجزء الثلاثون

826 21 23
                                    

أليستر :

أنا أحاول كل جهدي  أن أظهر واثقا و أنا أنظر لأبي و حوله إمرأتان و ليلى التي تجلس آخر الصف و توجه نظراتها الحادة نحونا و كأنها تهددنا من ما ستفعله إن حدث أي خطأ مهما كان هينا ،

أصعد على سطح ذلك الممشى و الراقصات ذوات الملابس المليئة بالريش يتراقصن على طول الممر ، و الأضواء مسلطة على المكان الذي سنخرج منه أنا و ريهانا ، ألف خصرها النحيف بذراعي و أرفع رأسي بينما توضع ذراعها على كتفي ،

أمشي باستقامة و أن أنظر للأعلى و أحاول أنا لا أسقط بسبب نظرات أبي و المصممتين و المرعبة ليلى ، نبدأ أنا و ريهانا بأداء رقصة "السالسا" التي تدربنا عليها سابقا ،

انتهينا من الرقصة و التمايل على الألحان الشجية ، لنقف في المقدمة و يدخل خلفنا صفان من العارضات و العارضين ليقفوا على يميننا و يسارنا ، تصلط الأضواء البيضاء الساطعة على كامل المسرح ، و يقف أبي و المصممتين اللتين لا أعرف اسميهما ، و يصفقون لنا بحرارة ،

يلتفت أبي إلى ليلى و يوجه كلامه لها بينما عاد ليدور ببصره بيننا : لم أتوقع أن يكون عملك هكذا ليلى ، حقا أحسنت ، يبدو أنه سيكون بيننا الكثير من الصفقات في وقت لاحق . ابتسمت تلك الجشعة ابتسامة عريضة و ردت ناسبة كل الفضل لها : لطالما كان عملي المضني مجديا سيد ستيفنس ، شكرا لك .

قلبت عيني لها دون أن تنتبه ،  إبتسم لها أبي برسمية و من ثم وجه كلامه لنا : اسمعوني جميعا ، أنتم على وشك الظهور في عرض سبب ضجة كبيرة حتى قبل أن يحدث ، و سيحضره العديد من المشاهير و الشخصيات المهمة ، لذا لن أوصيكم بل سوف أطلب منكم أن تقدموا أفضل ما تملكون .

ثم صفق الجميع و نزلوا و بدلوا ثيابهم و حان وقت الخروج و قد تأخر الوقت و لا أكاد أستطيع رفع رأسي من شدة التعب ، بدلت ثيابي و جلست في زاوية من الغرفة أشرب الماء بصمت ،

أستطيع أن أرى ريهانا قادمة نحوي ، تبا ، أحاول أن أتظاهر أني لم أرها و أقوم من مكاني ، لكنها تنادي اسمي بأعلى صوتها ، و تبا مجددا ، أنا لن أستطيع أن أتجاهلها ، ألتف لها و أرسم ابتسامة مزيفة على وجهي ،

تتحدث هي : هل أنت غاضب من قبلة أمس؟. هل أنت غاضب ؟ أتمازحني ؟! ، أرد عليها بهدوء محاولا إخفاء انزعاجي : نعم ريهانا ، أنا غاضب . أرد باختصر لأن ليس لدي طاقة للكلام ، تجيب و هناك نبرة رجاء مريبة في صوتها : بربك أليس،  كانت مجرد مزحة ، أنا أعتذر أرجوك سامحني .

لست مرتاحا للأمر ، لما علي أن أسامحها ، لما تعتذر هي أصلا ، و لكن هي ربما لم تقصد شيئا سيئا ، سوف أسامحها ، فأنا لن أغير شيئا إن لم أسامحها ، أرد : حسنا ريهانا ، لا بأس ، لم أكن منزعجا أصلا ، كل ما في الأمر أني تفاجأت .

لما أكذب ؟، أنا منزعج و غاضب ، لم يجدر بي قول هذا ، أنا متناقض أعلم ، ردت و ابتسامتها تتسع : رائع ، سعيدة بذلك ، أصدقاء ؟ . زيفت إبتسامة على وجهي ،و تصنعت الرضى: أصدقاء . قبلت خدي بسرعة و ابتعدت ، ما لعنتها ؟ ، أردفت : هيا نذهب لاحتساء القهوة .

 My SonWhere stories live. Discover now