أربعةُ خواتم

3.3K 219 33
                                    

إكفهرّتْ السماء قُبيل الغروب،
بينما كانت الشوارع تعجُ بالإحتفالات الوطنية الصاخبة.

-
أمام المرآة الملوثة بقطراتِ مياهٍ جافّة
يمسك بالعلبة البلاستيكية المملوءة بصبغ الشعرِ الأسود
يغيّر لون شعرهِ، رمى العلبة بعدما إنتهى
منتظراً إنتهاء الوقت المحدد لإزالة الصبغة.

راح يلمّع خواتمهُ الأربع بإتقانٍ تام
" متى سأستخدم السّفِير؟"
يحادث نفسهُ بينما يُدوّر الخاتم الأزرق الياقوتيّ بكلِّ الجهات.

إرتداهُ بأصبعه الأوسط، يطوّق السبابة بالكاربونادو، البنصر بالروبيّ، الخنصر بالكولينان.

غسل شعرهُ بالماء الفاتر ليرى النتيجة، داكن للغاية
راح يحرّكه بأصابعه بالهواء لإبعادِ قطرات المياه
إرتدى سترةً قطنيّة وهمَّ بالخروج
راح يتجوّل في أماكن بعيدةً عن مركز الإحتفال،
وصولًا لمطعمٍ قديمٍ في منتصف جادةٍ متروكة،
هو إعتاد على صخب أجواء هذا المطعم، كلّ ما فيهِ رديء كعزفِ الكمان وصاخب، عدا تحضيرِ الوجبات.
كان هذا كلّه يرضيهِ .. يودُّ صخبًا يعلو على صخبِ رأسهِ.
دخل ليلقي الجميع عليهِ التحية ويجلس في مكانهِ المعتاد مقابلًا لبيانو مهجور ومكسّر هناك.
ما أن جلس حتى تقدّم إليه شاب،
سحب الكرسي وجلسَ بشكلٍ معاكسٍ عليه
راح يناظر خواتم الآخر بإعجابٍ وغرابة
"أتعلم، تروقني خواتمك تايهيونغ!"
سمعَ ما قالهُ آرثر ليشرد بذهنهِ حيث لعبة الأسطورة

خمسُ أصابع،
أربعةٌ بقوى مضمحلّة أمام الخامس.

ذاك الأصبعُ المفقود الّذي ترويه الأسطورة هو القادر على حماية العالم أو هلاكه، أبهامٌ أرجوانيّ
وما هو أقوى منهُ صاحبهُ الّذي تختارهُ الأسطورة إجبارًا..
فأيُّ صاحبٍ سيتحمل البادبارادِشا؟
كم قضيّ من عمرهِ وهو يلاحق أصبعٌ مفقود، خاتمٌ خامس؟
كلّه بسببٍ لعبةٍ يعلم بأنّ نهايتها الخسارة!
تنهّد بخفوتٍ ليتبسّم بجانبيةٍ يرفعُ يده اليسرى أمام وجه الّذي يقابله
"أربعة خواتم تُرديكَ قتيلًا آرثر!"

بادبارادِشاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن