بادبارادِشا

1.4K 172 42
                                    


"أيُّ عدٍ تنازليّ يا هذا!"

"هذا؟
جونغكوك، إسمي جونغكوك
تذكّره على طولِ رحلتك.
بادبارادِشا بحوزتي، ستفقد أصابعك الأربع!"
عمَّ صمتٌ خانق
صمتٌ خنق تايهيونغ حدّ أنَّه أراد قتل نفسهِ حالًا، لما المتاعب تستبقني بخطوةٍ فأعثرُ بها؟
أيُّ نحسٍ دُعيّ عليّ بهِ؟
أيُّ تعبٍ لم يمّل من معيشتهِ داخلي؟

لم يعلم ما الذي قفز بسرعةٍ يثقبهُ
رصاصٌ يُرمى بجنون يصرعهُ، يشقُ الثرى مهدمًا جبل الغمِّ يطأهُ بهمٍ.
الغمام يُبرَمُ خنجرًا يثقبُ جسدهِ،
دماءٌ أرجوانية تخضُ روحه جيئةً وذهابًا
لتجري منهُ كدمٍ نقي لزهرة اللوتس المتفتحة، وحقيقتهُ عكسها .. دمٌ ملوّث
أشبه بقطرات دماء متكدّسة خلف جلدٍ ميّت.. مزرّقة أرجوانية.

"حتى دمك يشهد إليك بما إقترفتهُ تايهيونغ"
يقولُ بجمودٍ بينما يناظر جسده الذي يُرفع ويرتطم بالأرضِ كدمية الماريونيت.. معلقٌ دون خيوطٍ
عالقٌ بإذية البادبارادِشا

لم يكن جونغكوك محبًا للأذيةِ قطعًا، خاصةً لروحٍ مسالمة وإن كانت مذنبة.
ليس قديسًّا لمحاسبةِ نفسٍ عن ذنوبها، ولا ربٌ لعقابها أو جزائها
لكن صاحبُ الأصابع الأربع كان نقيضًا لكلِّ ما ذُكِر،
هو يودُّ أذيتهِ حتى خلاصِ روحه!

أنفاسٌ معدودة وتُقطع عن صاحب الأصابع الأربع.. لكان ميّتًا لولا حماية هذه الأصابع لمدةٍ محددة،
وحينما أحس بأنهُ هُزِل وخواتمهُ فقدت قواها،
ضحكَ بهزلٍ إرتدّ صداهُ بذلك المكان الموحش
ضحكتهُ كفيلة بإيقاف ضغط جونغكوك على يدهِ.

" أوتعلم، رُغم رهبتي من لقائك إلا أنني تُقت إليه، وها قد حظيتُ بهِ

ثمانِ وعشرون سنةً مع أربع خواتمٍ مشؤومة جعلتني بلا قيمة، جرّدتني من أنفاسي المرتاحة وأصبحتُ اسحبُ شهيقًا وأخاف أن أُزفِرهُ فأموت في منامي، ثمانِ وعشرون سنة كفيلة بجعلي آفةٌ تحطُّ بقدميها على الأرض، آفةٌ تبتلع المشاعر دون نتيجة.. لذا،

أنا سعيدٌ بموتيّ الآن"

كلماتهُ القليلة بحقِ ثمانٍ وعشرين سنة قد صُوِّبَتْ نحو فؤادِ جونغكوك،
أيُّ مهزلةٍ هذه وضعت أسطورة الأصابع الخمس!

" ليس الجميع كفؤ لوضع التاجِ الثقيلِ على رأسٍ فارغ وحملهُ على أكتافٍ هزيلة، لذلك ليس كلِّ أصبعٍ يتحمّل خنق البادبارادِشا له.. ولا كلّ يدٍ تتحمّل سيطرتهُ عليها تايهيونغ"
يحدِّث من شَحُبَ وجههُ، جسدٌ على وشك أن يُصبح جثّة.

" لكنّك.. بعد كلّ هذا لا تعلم ما هيّة هذه اللعبة تايهيونغ!
لما أربعٌ؟ لما الخامس مفقود!
لما بالأساس الإبهام من دون البقيّة؟

كلُّ لونٍ كان يمثل سخرية الدُنيا بنا.. بك تحديدًا
لأنّك حامل هذه الخواتم
بدايةً من الروبيّ الذي سُوِّدَ بما إفتعلتهُ
وصولًا إلى البادبارادشا.. أرجوانيتُك
حب الذات
أعلِمتَ سبب فقدانك لهُ دومًا؟ لأنّك لم تُحِب نفسك أبدًا!
كلُّ ما سخِرتْ الحياة بهِ عليك صيّرك كارهًا لذاتك.
والآن بعد ما وجدتهُ بحوزتي،
الوداع! لن ترقد روحكَ بسلامٍ أبدًا بعد هذا."

آخر إرتطامٍ بالقاع
آخر نفسٍ لاهث
آخر نظرةٍ ذابلة
وتحطّمتْ كل الخواتم
دمعةٌ سُكِبتْ على وجهِ قاتله
وجثّة قتيل.

بادبارادِشا: ياقوتٌ أُرجوانيّ نادر، وهي كلمة مأخوذة من اللغة السنغاليّة وتعني ' زهرة اللوتس المتفتحة' ، وهو ثاني أصلب حجر من بعد الألماس.



إنتهتْ.
لجميع قرّاء بادبارادِشا ولكلِّ ما عُلِقَ من كلامٍ إيجابيّ
شكرًاجميعًا🖤.

بادبارادِشاWhere stories live. Discover now