بادبارادِشا

روبيّ

دمٌ دون أثر.

العاصفة الترابية كانت تطوّق الأرجاء، المدينة فارغة بأكملها
وهذا ما توقعهُ تمامًا
أرخى خواتمهُ الثلاث دون الروبيّ.

خرج يتصيّد دمَ اليوم،
إرتدى قناعًا يغطي مجرى تنفسّه من هذا الغبار المُهوّل
خرج يشدّ عصب يدهِ بقبضةٍ ثابته، يحرك إبهامهُ على سبابتهِ متلمسًا الروبيّ.

ما أن رأى ضحيّة اليوم حتى أخفى جسده خلف حائطٍ قديم

إقترب بخطواته
خطواتٍ متعثّرة
متردّدة
ما أن إقترب حتى أمسك بهِ من رقبتهِ
بحركةٍ سريعة لجانبيِ نحرهِ قد قُطع وصلُ قلبه
" لازلتَ يافعًا، لكنّ دمُ الحمام يستحق القتل لأجلهِ"
نطقها باحثًا بين أصابعهِ عن مبتغاه
ليجد فقط خاتمًا بحجرٍ لازورديّ
"تبًا، لم يستحق العناء!"

يندبُ حظهُ النحس، لفترة طويلةٍ يبحث عن مبتغاهُ ولا يصلُ إليه بمستوى واحدٍ حتى.

خلع قفازيهِ وخبأهما بجيبِ معطفهِ بينما يضمُ خاتم الجثة الهامدة بيدهِ اليمنى، سينضم لبقية المجموعة.
ضغط بطرف خاتمهِ الروبيّ على نحر الآخر، ليُصَّب دمه على الأرض ويغلي بلمحةِ بصرٍ ثم يختفي دون أثر.

عادَ يطرقُ رأسهُ ناحية الأرض بشرودٍ
"مجددًا، أصبعٌ خامسٌ مفقود"

وهنالك عينان تراقبُ من علوٍ شاهقٍ مجرى الأحداث .

الروبيّ: الياقوت الأحمر، ملك الأحجار الكريمة
يُلقب بِ "دم الحمام" للونهِ الداكن.