[الفصل الثالث]

1.5K 155 214
                                    

7:02 صباحاً، يومٌ مُشرق :

حاكَت الشمسُ أشعّتُها لتكسو مَدينة سُول التي لا تنام، بدأَت الطيورُ تَشدو أغانِيها فرحةً بمَجئِ يوم جديد، قطراتُ الندي علي أوراقِ الشجرِ المُبلله أثَر مَطر الفجر، رائِحة الصَباح والمَطر إمتزَجتا سويّاً لتَصنعا عِطرًا تشرقُ به الروحُ.

تسلَلت أشعّةُ الشمسِ خِلسةً مِن خلفِ النافذةِ الزُجاجيةِ بسهولة لتُداعِب وجه النائمَ بسلامٍ تحت الأغطية الدافئة مُظهِرةً عليه القليل مِن الإنزعاجِ ، تقلّبَ مُحاولاً العَودة للنومٍ مَرة أُخري ولكن هذا لم يُجدي نَفعاً.

فتحَ عيناه ونهضَ ليجلس نصف جلسه بينما لايزال تحت الأغطية، وقعت عيناه علي النافذةِ أمامه ليُدرك أنه نامَ بالأمسِ دونَ أن يغلِقَها أو حتي يضعَ الستائرَ.

تحركت عيناه تجاه الساعة المُعلَقه علي الحائِط ليجد أنهُ إستيقظَ باكرًا عن الوقتِ الذي يستيقظ به عادةً بنصفِ ساعة؛ وهذا لحُسنِ حَظه، فهو نسي كذلك أن يضبطَ المنبه بالأمسِ؛ فقد عادَ مُتعباً بدلَ ملابسه ونامَ فورًا.

قامَ ببعثرةِ شعره بِعشوائية، وبحالٍ مُترددة مدَّ يده للطاوِلة التي بِجانبه يسحبُ هَاتفه مِن عليها، تنهدَ قبلَ أن يفتحَه بعدما قامَ بإغلاقِه ليلة أمس، فإنفجرت في وجهه الإشعاراتُ المُختلفه والرسائل والمحادثات والمُكالمات الفائِتة فقررَ الإنتقالَ سريعاً بين الرسائل ، وكما كانَ مُتوقَعاً..

"هل هَذا صحيح أنك وهيونكي افرقتُما!"
"جونغسو هل هَذا حقيقي؟"
"سمعتُ أنك وهيونكي لم تَعُدا أصدقاء بعد الآن، أرجو أن تكونَ بخيرٍ."
"جونغسو لِما لا تُجيب علي هاتفك؟"
"جونغسو لا بأس، يُمكنكَ التعرّف علي الكثيرِ غيره."

إنتشرَ الخبرُ بسرعةٍ كبيره! ولكن لما جعلوا الأمر وكأنهما يتواعدان؟

بعضٌ مِن تلك الرسائل كانت جيّدة كفايه لتُبهِجه ،ولكن البقيّة كانت بداعي الفُضول والشَماته لا أكثر، تجاهلَ كوّنِها كذلك وقامَ بالردِ علي البعضِ بشكلٍ سريع بأنه أفضل مِن ذي قبلٍ كما أنه لا يوجد شئ للقلقِ عليه؛ فهُو بخيرٍ كِفاية وهو مُؤمن بهذا بداخله بشكلٍ كافٍ.

أيقَن أن الغرضَ مِن بعضِ الرسائل الجيّدة التقربُ منه، لطالمَا كانت تِلك فرصةٌ جيّدة لهم ليفعلوا ذلك؛ فهو كثيرًا ما كانَ يتهَرّب مِن ذلك إعتقادًا مِنه بأنه هكذا سيخونُ صداقته مع الآخر ..
ضحكَ بسُخرية فورَ تذكره لتلك العقِيدة الغَبيّة.

جونغسو يملُك شخصية مَرِحه ومُمتِعه فِعلاً ، ليس مِن هؤلاء الذين تبقي صامِتاً معهُم لعدمِ وجود حوارٍ شيق حتي إذا كان بأولِ لقاءٍ، وله حِسٌ فُكاهي مُميز لا يُمَل منه، أيضاً هو مُحِبٌ لمُساعدةِ الآخرين ومُخلصٌ لهم ويقِف دائماً بجانبهم ، كما أن وسَامته تجذِب الكثيرُ إليه .. تلك الأسباب كَفيلة برغبتهم بذلك.

°نصيحة ديسمبر°Where stories live. Discover now