[الفصل السادس]

1.2K 140 117
                                    

دَقاتُ قلبي تَسارَعَت واحِدةً تلوَّ الأُخرَي وكأنَّها في سِباقٍ ، خُصلاتٌ مِن الخَوفِ أجهلُ سَببها سَرَت بِعروقِي ، توتَرتُ كَثيرًا بمُجردِ أن أصبرتَها أمامِي.

لَم أكُن أتوَقع أن أجِدُها خُصوصاً بعدَ أن بحثَت عَنها عينايّ ولكن لم أعثُر علي أثرٍ لهَا، ثُم إنغمستُ بالأحاديثِ المُمتعةِ والضَحكِ فنسِيتُ الأمرَ.

حاولتُ السيّطرةَ علي تَعابِيري وألَّا يَظهر ما بِداخلي علي مَلامحِ وجهي لأُبادِلها بإبتسامةٍ مُتسِعةّ دافِئةٍ نَابِعة مِن أعماقِ قلبي.

أريدُ الذهابَ إليها والتحدُثَ مَعها لأُعبرَ عن إمتِناني لهَا وأن أشكُرَها كَثيرًا علي تَأثِيرها بي وتَغييرها لحَياتي، أشعرُ بالإمتنانِ اللامُتنَاهي تِجاهُها.

أيضاً لازلت تُراودنَي بعضُ الأسئلةِ التي أثارَت فُضولي وأريدُ إجابةً لَها.

أشعرُ بالتَردُدَ كثيرًا بشأنِ الجُلوسِ مَعها، لا أعلم إذا سَتنزعِج مِني أمّ لا، هل سَتسمِع لي كما فَعلت أمّ سينتَهي بها الحالُ مُصابةً بالصُداعِ.

علي الأقلِ أريدُ أن أشكُرها علي مُواسَتِها التي كنتُ في أمّسِ الحاجةِ لهَا بِما أنني لم أفعَل بالمرةِ السابِقة.

توجد حَرباً مُصغّرة تدورُ بداخِلي، الضَوضاء والضِحكات حَولي تتَسلَلُ لأُذناي وكأنها هَمسَاتّ خافِتةٍ بسبب مشَاعري المُتضارِبة.

في حينِ الجميعُ يتسَامَرون ويضحَكون حولي كان كُلُ ما يُسمَع مِني هو صوت الصَمت، وكُل ما يُري هي مَلامِحي الشارِدة.

"سَأذهبُ وأعودُ بعد قليلٍ يا رِفاق ، لا تُزعِجوني أو تَقومون بإحرَاجي حَسناً؟"

حسِمتُ قراري بعد َتفكِيري بالأمرِ، وبالطبعِ لن أنسَ أمرَ الحَمقَي مَعي وكمّ يُحِبون إحرَاجي وإزعَاجي إذا كنتُ مَع أي شخصٍ غَيرهم ، ماذا لو كَانت فَتاة؟ يا إلهي لا أريد التفكير بالأمرِ حَتي.

سأذهبُ حتي لشُكرِها وإذا شعرتُ أنها إنزَعجت مِني سَأتأذِن منها وأعودُ لطاوِلَتي مُجدَداً.

نَهضتُ مِن عَلي كُرسِيّ مُتجاهِلاً صَمتهُم المُفاجِئ ونظرَاتهم الغَرِيبة والمُتعَجِبه نَحوي مُتوجِهاً نَحوّ الطَاوِلة الأُخري.

كنتُ مُتردِداً كَثيرًا في خُطواتِي، خُطوّة شُجاعه تَخطو للأمامِ وأُخري خَجُولة تُرجِعها للخَلفِ، أشعرُ بالخَجلِ الشَديدِ.

منذُ مَتي وأنتَ خُجولٌ هَكذا جونغسو؟

خُطوتَان ، ثَلاث، أربَع.. حتي وصلَتُ لطَاوِلتَها.

لازلت كَما هي، بالأسَاسِ لم تَكُن مُدةٌ طَويلةً منذُ أن قابلتُها .. رُبمَا فقط غَيّرت لونَ شَعرِها للكِستِنائي؟ لازالت جَميلة.

°نصيحة ديسمبر°Where stories live. Discover now