٣

30.1K 3.3K 1K
                                    

"اذاً...حدثني عن نفسك، ماذا تحب؟" رسمت ابتسامة صغِيرة وأظنها بدت سخِيفة لهُ لأني مازلت متوترة.

وضع تايهيونج يده فوق رأسه وأخذ يحرك شعره بفوضاوية وعينيه لا تكف عن التجول بأرجاء المكَان.

هل كان سؤالي صعباً لتلك الدرجة؟
"حسناً، انا أُحبكِ انتِ" أجاب بابتسامة لطيفة وهو يشير إلي وكأنهُ يعني ما قاله حقاً.

لا أيها الفتَى الغريب، لا تستطيع أن تفعل هذا بي.

"أشكرك..هذا لطيف، اذًا أين عائلتك؟" قُلت ولم تمر ثانية حتَى زالت ابتسامته مرة أُخرى،وعاد لتحريك شعره، أظنها عادة.

كَان عبُوسه يزداد تدريجياً، ولَم يكن من الصعب مُلاحظة توتره مع تلك النظرة بعينيه "لا أعلم"

شعرتُ بالتوتر والقلق أكثر منهُ شخصيًا، لَم أظُن أن الأمر سيكُون مرِيبًا لهذَا الحد، إنهُ شَاب بالرابعة والعشرِين تَمْ وضعه بصندُوق ضَخم ولا يعلَم شيئًا عن نفسه سوَى أنهُ حبيبي.

كُنت غَارقة بالكامل بافكارِي حتَى ألتقطت عينَاي الدمُوع علَى وجنتيه، أقتربت واضعة يدي على كتفه ولكنها كَانت محاولة فاشلة أُخرَى، لتوِي عرفته ولكنه لطيف للغاية على أن يكون بائساً.

لَا أعلم كَيف أتصرف بموقفٍ كهذا، في الحقيقة أنا لا أعلم كيف أتصرف بأي موقف، دائماً ما كان يونجِي يُنقذني، ولكنهُ ليس بقربي الأن، ولَم أُحاول إصلاح أي شيء أفسدته سوَى بالبكاء.

حاولت التربِيت علَى ظهره كمحاولة لمواساته ثُمَ اقتربت أكثر مُحاولةً مُعانقته، وأظنهُ استجاب لِي حِين بدأ بوضع ذراعيه برفق حَولِي وبدأت أشعر بثقل رأسه فوق كتفِي، كَان صامتًا تماماً  وشعرت بأنهُ حتماً يفتقد شيئ ما.

نهضت عن الأرض بعد عناق دَام لخمسة دقائق كاملة، أمسكت بيده لأُساعده على النهوض ووقع نظرِي على مطبخِي الصغير وتذكرت أن معدتِي فارغة مُنذ الصباح، ولا بد أنهُ كذلك.

"هل أنت جائع؟" سألتهُ واتخذت مساري نحو المطبخ بالفعل بينما أفكر بما سأطهو ولاحظتُ أنهُ يتبعني بلا دراية كطفل يتبع والدته.

كُنت علَى وشك إرتكاب ذات الخطأ وسؤاله عن نوع طعامه المُفضل ولكننِي أدركتُ مَا يحدُث وقررت صُنع العديد من الأطباق لأُحدد نوعه المفضل.

أمل أن يكون ذو شهية مفتوحة.

-
كَان من الصعب التركِيز بما كُنت أفعله تحت نظرات تايهيونج التِي كانت تلاحقنِي، كَان يستمر بإرسال القُبلات لِي كتشجِيع وإخبارِي بإرشادات وقائية كلما نظرتُ له.

"حسنًا، أي طبق هو المفضل لديك؟"

أستغرق تايهيونج وقتاً طويلاً ليحسم قراره وقرر أن جمِيعهم طبقه المُفضل.

أجل، هو بالتأكِيد نوعي المُفضل.

"هِيلين! أرِيد استعادة حاسوبي!" سمعت صوت يونجِي من الخارج قَبل أن يبدأ بطرق الباب بقوة دون توقف.

نهضت بسرعة مُمسكة بيد تايهيونج لأُدخله غُرفتي.

"لا تخرج من هنا وسأعود بسرعة، حسناً؟" قُلت مطمئنة إياه حِين بدأ ينظر لي بحيرة فأومأ لِي قبل أن أتركه لأفتح الباب ليونجي الفاشل.

"ماذا تريد؟" عقدت ذراعاي وانا أناظره بحدة فدفعنِي ودخل ليتمدد على الأرِيكة ثُم رفع رأسه ليبدأ بإثارة غضبي "لا تحاولِي أن تكونِي مخيفة حتى أيتها القصيرة، تبدين كجدتي"

"بأي حال، كيف سار الأمر؟" تَابع حدِثه وأظنه يقصد ما أقترح علي فعله، وهو سبب مجيء تايهيونج إلى انا.

"لَم يحدث شيء أيها الفاشل، أتظننِي سأصدق..." لم أتمكن من إتمَام جُملتِي حتَى تمت مُقاطعتِي مِن قِبل تايهيونج الذِي خرج من غرفتِي حاملاً حاسوب يونجي بينما يهتف "هيلين! لقد وجدت الحاسوب!"

ابتسامة يونجِي اللثوية ظهرت كاملة وهو ينظر لتايهيونج "إذاً، أواثقة أنهُ لم يحدث شيء؟"

Pick a boy → k.th ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن