٧

24K 2.9K 1K
                                    

"تايهيونج، انت نَائم مُنذ خمس ساعات كيف تشعر بالتعب؟" قلتُ ادفعه عن الأرِيكة ولكنهُ عاد إلى موضعه كذبابة مُلتصقة بها.

"رُبما كُنت بوضع الحمَاية.." ردَّ يَرفَعُ كَتِفَيه دُون إعطَائِي تفسِيرًا مَنطِقيًا فكان علَي الشرُوع بسؤاله لِأحصُل علَى جَوَاب.

أستغرَقَ بضع ثوانِ يُحَاول جُهده للوصُول إلَى إجابة مُفيدة ولكنهُ استسلم قائلاً
"لا يُمكنُنِي الشَرحْ؛ ولَكِنْ يُمكِنُكِ الإطلَاع علَى دلِيل المُستَخدم بالصُندُوق"
ابتسمت أُبعثر شعرهُ قَبل أنْ أنهض واتجهت لغُرفتِي حَيث أُخفِي الصندُوق.

كُنتُ بحَاجة لكُرسِي يدعمنِي للوصُول إلى نهَاية الصندُوق لأتفقد إن كَان دلِيل المُستخدم به، وقد وجدته!.

«وضع الحمَاية»
يُصبح فتاكِ بوضع الحمَاية حِين تستشعر الشرَائح بداخله غُرباءًا أو خطراً يُحاوطك فينتقل لوضع الحمَاية الإفترَاضي.

-ما تقييمك لوضع الحمَاية؟

شَرَائِح بِدَاخله؟ مَا الذِي حَدَث لهَذَا المَسكِين؟

وضعتُ الكُتيب دَاخل الصندُوق ثُم أعدت ترتِيب الغُرفة قَبل أن أُغلقهَا، كُنت علَى وشك العَودة للجلُوس بقربهُ ولكننِي تَوقفتُ أُشاهد تأثره بمشهَد عَائلِي في التِلفَاز، هو حساس للغاية.

على الجهة الأُخرَى انتبهت أن يُونجِي قَد عاد من الخَارج بالفِعل، وهو مَن وضع هذَا الفِيلم أمام تَايهيُونج بينمَا يُحَارب ليُكَبِل ضحكَاتِه.
ولَم أستطع مَنع نفسِي قَبل أن أذهب لأنتشَل جهاز التحكُم من يد تايهيُونج لأصوبه تجَاه رأس ذلك الفَاشِل ذُو البطن المُنتَفِخ.
"بدلًا مِن السُخرية منه فَلتَتَوقَفْ عَنْ كَونِك فاشلًا"
 
"لمَ أعد فاشلًا! لقد حصلتُ علَى وظِيفَة!" رَدَّ مُمسكًا برأسه إثَر الألَم.

عقدتُ ذرَاعَاي أمَام صدرِي "رَائِع! يُمكنك الأن مُغَادرة مَنزلِي أليس كذلك؟"

عَاد ليضع وجهًا سَاخرًا وهو يَرفع قدميه ليُرِيحهَا علَى الطَاولة أمامه "لَيس بعد، ثُم إن أخاكِ أتَى للزيارة وقد مكث هُنا لشهرين تقريباً، لَم تُرِيدين منِي المُغادرة؟"

بدأت قطرَات العرق تَتصبب منِي حِين بدوت كحمقَاء تُحاول البحث عَن كذبة مُقنعة.

تجهَم وجه يُونجِي فجأة وشَرد أمامهُ بينما يُحدثني"إن كُنتم اخوة،وتريدين منِي المُغادرة لتنفردِي به..."

"لا مهلاً، ليس الأمر هكذا!" صحت أُقاطعهُ ولكنهُ وَضع يده علَى فمه بمظهر درَامِي مُبتعدًا عنِي.
"لَن أُغادر لأدعكِ تفعلِين ما تَنوِين فعله بالفتَى المسكِين!"

"إلهي.."
-
احيانًا أشعر برغبة بإلقَاء نفسِي أرضًا وإنتظَار أحد السيارات العَابرة.
لسَت أشعر بالذُعر ولكن هُنَالك دائمًا خَيط رفِيع يجذبنِي بعِيدًا عَن أفكَارِي، لا أرغَب بإذَاء مشَاعر أحدهم، رُبما أُكمل فقط لشعُورِي بالفضُول.

"تَايهيُونج يشعر بالجُوع"
أو رُبما قَد أُلقِي نفسِي من أحد النوَافذ لأتخلص من ألم الرأس.
فهو واللعنة يستمر بالتحدث عن نفسه بصفة الغائب.

نهضَت عن فرَاشِي لأقف امامه عاقدتاً ذراعاي أمام صدرِي "لقد جلبت طعامًا لنفسك مُنذ دقائق، لقد رأيتك!"

"يُونجِي ألتهمه.." أشَّر بإصبعه خَارجًا مُشيرًا ليُونجِي الفَاشل المُستلقِي على الأرِيكة.

هل أُدِير منزلًا لغرِيبي الأطوار الجائعِين هُنا؟

"تَايهيُونج مازال يشعر بالجُوع" قَال يَنتشلنِي من شرُودِي فنظرت إليهِ عاقدًة حاجبَاي "تَوقف عن التحدث عن نفسك بصفة الغَائب، هذا لا يجعل منك لطِيفًا!"

أحيانًا كَونِي فظة لا يكُون اختيَارًا، لذا أُفسد الأمُور.

كَردٍ من تَايهيُونج على صرَاخي به هو فقَط أستدَار وتركنِي بعد أن جعلنِي أشعر باللوم بسبب نظرَاته.

"انا أعتذر.."

"هل يجب علَي أن أرحل؟" قَاطعنِي بهدُوء قَبل ان استكمل حدِيثِي وأعتقد ان الذُهول كَان الشيء الوحِيد الوَاضح علَى وجهِي، ابتلعت غُصتِي ورددتً باستفهام"ماذا تقصد؟"

"انا لست سعِيدًا، أشعر انِي لا انتمِي لهُنا، لا أشعر انِي انتمِي لأي مكَان.."

Pick a boy → k.th ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن