4

5.4K 125 0
                                    

#الفصل_الرابع

نظرت اليهم واحدا تلو الاخر ...غضبها هذه المره سيطر عليها... هي تعرف جيدا سبب انتقالهم من هذه البلده .. لكن عليها الا تصمت كما كانت تفعل دائما
هتفت بإعتراض قائله: انا مش همشي من هنا ... عاوزين تنقلو براحتكو اما انا مش هتنقل من بيتي فاهمين
اندهش الجميع من تصرفها هذا وتحدث عادل قائلا : احنا مش هينفع نسيبك لوحدك .. وكمان عشان نكون مع معتز
هتفت بعصبيه : هو معتز صغير ما يمشي ولا يقعد وانا مالي بيه ..مش عشان خاطر الباشمهندس تخلونا كلنا نسيب بلدنا ..هو مش بيبي عشان نفضل جنبه..
نظره عتاب من معتز علي كلامها ...حاول ان يبدو طبيعيا رغم طعنها له بتلك الكلمات فقال : بصي يانغم دا مش قراري اولا .. دا قرار باباكي وعمك
وثانيا انا ميرضنيش انكو تمشو عشان خاطري وزي ما انتي قولتي انا مش بيبي
ثم وقف واتجه اليها وهمس لها قائلا : كلنا عارفين احنا هنمشي ليه وانا واخد بالي وعارف كل حاجة بتعمليها والحيوان دا انا ليا تصرف تاني معاه واسمع بس انه حاول يبعتلك وانتي رديتي عليه مش هيكون كويس
ثم تحدث بصوت مرتفع : عن اذنكو
كانت حانقه من حديثه بالاضافه الي خوفها انه يعلم بمحادثتهم فتحدثت بإنفعال قائله: انت مالكش دعوه بيا ولا اي حد هنا ليه دعوه بحياتي .. انا اعمل اللي انا عاوزاه انشاله اموت نفسي .. مش انت اللي تقولي اعمل اي ولا معملش اي ... ثم وجهت حديثها لهم جميعا .. ولا انتو كمان تدخلو في حياتي كفايه اللي عملتوه فيا خلاني اكرهكو
صمتت عندما وقف والدها بكل حزن وغضب وصفعها علي وجهها وهو يقول : انا ساكت ليكي واقول بكره هتفوق من اللي بتعملة .. وانتي مفيش فايده عماله تزيدي من اللي بتعمليه ... هي كلمة واحده معتز هيسحب ورقك من بكره وهيقدملك هناك  .. وانتهي الكلام لحد كدا يانغم .......
…………………………………………………………
مرت ايام لم يعرفو كيف هي مرت حقا !!?? بعد اخر اجتماع عائلي وكل شخصا في حياته وشروده ...اولهاما
سهي ونهي فكل واحده لها عذرها في ترك هذه البلده ... نعم سيكون الفراق صعب للغايه وهم يتركون اقاربهم وجيرانهم ويرحلون الي بلد لم يعرفون عنها شئ غير قليل
سهي وعذرها انها ستكون بجانب ابنها فلذه كبدها
نهي عذرها الاوحد وهي ابنتها التي ستدمر حالها بسبب مكوثها بتلك البلد
اما كل من رشاد وعادل فهم يعلمون انهم لم يستطيعون ان يفارقو تلك البلده التي ولدو فيها فعندما تحسب عمر رشاد فهو قد مكث فيها خمسه وخمسون عاما ...لو وضعت نفسك مكانه كيف سيكون حالك !??? بالتأكيد يكون احساسك انك ستموت اذا خرجت منها .... لكنهم كانو صامدين ولا يظهرو هذا الضعف من اجل عائلتهم اولا ......
وعندما نأتي الي كل من روان وفريده فإنهم لا يبالون كثيرا فألاهم لديهم هو سعاده الاخرين ... وان كانت سعادتهم في نقلهم فسوف ينقلون سريعا ....
اما رنا فكان حزنها هو فراق شادي وانها لم تراه مره اخري وكذلك صديقتها ...
واخيرا نغم فمنذ ما حدث لم تتحدث مع احد ولم يخرج من ذاكرتها صفعه والدها وكلامة ... ولا حديثها مع ابن عمها ..لكن عندها هذا جعلها ترفض الانتقال وستفعل ما بوسعها لكي لاتذهب 
............………………………………………………
امرها والدها ان تذهب مع اختها لسحب ورقها  رغم بدأ الدراسه هذا الاسبوع الا انه صمم علي ان تذهب وكأنه نهايه القرار اخيرا انها ستترك تلك البلده .. ذهبت معها علي مضض ...هي بجامعه التجاره الفرقه الثانيه .. تم اخيرا سحب ورقها وعليهم ان يذهبو الي منزلهم ... لكن رنا اصرت عليها ان تذهب الي اصدقائها .. ذهبت معها لانها تعرف اختها جيدا وانها تحب هي الاخري ... لكنها دائما تقتنع ان تلك المدعو شادي يشبه هيثم فكلاهما حطمو قلوب كثيره .. فكانت دائما تكرهه
تركتها نغم تذهب اليهم وذهبت هي الي الكافتريا تنتظرها
ذهبت رنا الي المدرج فلم تراهم وعندما سألت احد الاشخاص اخبرها انهم في مكانهم المعتاد
ذهبت الي مكانهم الذين يعتادون عليه وهو خلف الكافتريا... رأتهم من بعيد فذهبت  في اتجاههم ولكن سمعت اسمها وسط كلامهم .. اقتربت ببطء وهم لم يروها حتي تسمع ما يقولونه وكان الحديث كالاتي
نرمين : واشمعنا رنا يعني هي اللي بتحب تحكي ليها ما احنا صحابك زيها ولا انت بتحبها
غسان : معرفش هي عجباك في اي دي بتكلم دا ودا.. ومحسساني انها الخضره الشريفه وشايفه نفسها اوي
شادي بضيق : انا مش بحبها ولا حاجة هي مجرد صديقه مش اكتر وانتو عارفين دا
نرمين : بس هي بتحبك وانت عارف طبعا
شادي : طب وانا بإيدي اي اعمله وبحاول ابعد عنها ع......
قطع كلامه وقوف رنا والدموع في عيناها وهي تنظر الي صديقتها قائله: بجد متشكره اوي ياصاحبتي علي الكلام اللي سمعته دا .. انا كنت فاكراكي صحبتي واختي وكنت بكذب كلام الناس اما بيقولولي بتعمل وبتعمل .. بس طلعت غلطانه
جاءت ان تتحدث بدفاع لكنها اكملت حديثها الي شادي : وانت اخر حد كنت اتوقع منه ان يتكلم عليا .. حتي شايفهم بيجيبو في سيرتي ومش قادر تسكتهم.... انا عملت فيك اي عشان الاقي منك كدا !!?? انا كنت بعاملك زي اخويا واكتر ب...
قاطعها غسان بشماته قائلا: مفيش حد بيعامل اخوه بالمعامله اللي بتعامليهاله دي ياحضره الافوكاتو ..كلنا عارفين انك بتحبيه
قاطعته رنا بصفعه علي خده قائله: القلم دا عشان تعرف حاجة واحده ان مش هكون زي اي بنت انت عرفتها ... بس الغلط مش عليك الغلط علي اللي سمحلك تتكلم اصلا
تحدث شادي بندم قائلا: رنا افهمي انا...
رنا مقاطعه : مش عاوزه افهم حاجة انا كنت جايه عشان اسلم عليكو واودعكو عشان هننقل ... بس زي ما يكون جيت في وقتي...
تحدث شادي بصدمة : تنقلي !!!?? ازاي وليه
تركتهم رنا وذهبت بعد ان نظرت اليهم نظره احتقار وذهب خلفها شادي وهو يعتذر لها قائلا: والله ما اتكلمت عنك انتي عارفه اني بحترمك وانك الوحيده اللي بخاف عليها وبحبها
رنا بضعف : كمل زي اختك
نظر شادي ارضا ولم يتحدث فأكملت هي قائله: للأسف انا رغم ان عرفت اخبي كويس مشاعري ف عيوني فضحتني واول ناس عرفت كانو هما واكيد انت كنت عارف دا ... بس صدقني انت من النهارده مالكش مكان ف حياتي لا اخ ولا صديق ولا اي حاجة .. عن اذنك
حاول كثيرا ان يجعلها تفهم ولكن لا حياه لمن تنادي
اما عند نرمين وغسان هتف هو حانقا: بقه كدا انا هوريكي علي القلم دا
تحدثت نرمين بسخريه قائله: هتعمل فيها اي يعني .. انت عارف ان رنا مش سكتك خالص
غسان : قصدك اي
نرمين وهي تضع يدها علي كتفه قائله: قصدي انك بتحب رنا بس مخبي دا .. وهتموت من جواك عشان هي بتحب شادي .. بس تقوم انت تعمل اي بقه انك تحاول بكل الطرق انك تخليهم يقعو في بعض .. زي ما حصل دلوقت ... ف القلم دا لو كان من حد تاني مكنتش زمانك سكت ليها
ثم تركته وذهبت ..... اما هو فنظر اليها حتي اختفت من امامه قائلا : بس برضو في يوم هتكون ليا .. ومش دي النهايه .. انا برضو غسان
........................…………………………………
اخيرا كان يظهر لها انه في قائمة الفاتحين .. عليها ان تنطلق وتتحدث معه سريعا ... فهي حقا تشتاق اليه وعندما قفزت صوره خطيبته امامها حنقت منها ومنه وكادت ان تكسر الهاتف ... لكنها هدئت من نفسها وبدأت بالحديث معه ... في اقل من دقيقه كان هو يقوم بالرد
فريده : عامل اي في الحياه
مالك : الحمد لله انتي اللي عامله اي ليكي واحشه يابت والله
فريده مبتسمة: تسلم .. مبروك
مالك : الله يبارك فيكي عقبال شهادتك كدا وبعدين نفرح بيكي
فريده : لا خلاص انا مش عاوزه حاجة خالص خليني لوحدي احسن
مالك : ليه كدا اومال احنا روحنا فين ... ثم انهي الحديث معها قائلا: معلش الشغل بقه هكلمك تاني سلام
اغلقت الهاتف ووضعته جانبها وبدأت في البكااء فكلما تتحدث معه لم تستطيع ان تسيطر علي قلبها ودموعها .. ظلت تفكر كيف ستقابله وهو معها !!?? كيف ستذهب الي خطبته !!??
اسئله كثيره في مخيلتها ولم تجاوب علي اي واحدا منهم وغطت في ثبات عميق وعلي وجهها دمعه لم تختفي
.………………………………………………………………
جلس علي مكتبه يتطلع الي السقف وهو شاردا يتذكر ما مر به منذ اسبوعا عندما كان في بلده والشد الذي حدث بينه وبين نغم ... حزن سيطر عليه لإندفاع نغم له ..ولكنه يلتمس لها العذر لما تفعله .. لكن ظل سؤال يتردد بداخله ... الي  متي سنظل نلتمس لها العذر !????
لكنه سيعاقبها بإهماله لها ... هو يعرف انها تحبه كثيرا ... ولم تستطع ان تتخاصم معه ..لكنه سيفعل هذا ولم يحادثها حتي تأتي هي وتعتذر عما بدر منها في الايام الماضيه
انتشله من افكاره دخول مازن قائلا : كدا خلاص يامعتز الفيلا جهزت ودفعنا الفلوس وفاضل بس انكو تيجو تنوروها
معتز بإمتنان : انا مش عارف اشكرك ازاي انت تعبت معايا جدا
مازن بإبتسامة : دا انا فرحان انك بقيت جارنا خلاص وكل اما اعوزك هاجي ارخم عليك واسهر معاك
معتز ضاحكا : انت تنور ياميزو
مازن: صحيح انت كدا فاضل انك تنقل ل اخواتك صح
معتز : هي بنت عمي بس في كليه تجاره ف عاوز اقدم ليها في عين شمس
مازن مفكرا : امممم طب سيب الموضوع دا عليا انت بس تجيب الورق ونقدم ليها عند اخويا في الكليه هناك... طب واختك مش ف ثانوي
معتز : هي تبق تنزل علي الامتحانات وخلاص يعني لو دروس تاخدها هنا
مازن: طب تمام وانا هشوف اختي كدا تقول لينا المدرسين اللي كانت بتاخد عندهم
قاطعهم صوت هاتف مازن واستأذن معتز وخرج لكي يقابل شخص ما ......
وعاد معتز الي عمله مره اخري واقل من ربع ساعه تفاجأ بأخر شخص من الممكن ان يتوقعه ...........
………………………………………………………………
صوت الهاتف بالمنزل هو الذي جعلها تسرع فبالتأكيد ابنتها التي اشتاقت لها منذ زمن ...
اجابت علي الهاتف بسرعه والجانب الاخر يتحدث بشوق قائلا: وحشتيني اوي ياماما
نهي بفرحة : وانتي كمان يا ندي وحشتيني اوي ونفسي اشوفك
ندي بشوق : انتي عامله اي ياحببتي وبابا واخواتي وعمو وكل الناس
نهي : كلهم بخير وبيسلمو عليكي كتير
ندي : وحشوني اوي ومعتز وحشني اوي
نهي ضاحكة : ما انتي دايما بتكلميه حتي اكتر مننا
ندي بمرح: ما انتي عارفه بقه
نهي : المهم انتي هتيجي امته نفسي اشوف الواد سيف وجوزك عامل اي
تنهدت ندي قائله: احنا كويسين الحمد لله وقريب اوي هننزل متقلقيش علينا ..المهم انتو هتسافرو امته
نهي بإستغراب : عرفتي منين
ندي : اكيييد معتز حكالي يعني .. احسن حاجة عملتوها ياماما وان شاء الله هييجي بفايده
نهي بدعاء: يارب
ظلت تتحدث معها حتي انتهت بدخول نغم ورنا التي يبدو عليها الخفوت والحزن قلقت قائله: في اي مالك يارنا
رنا كاذبه : تعبت بس شويه من المواصلات عن اذنكو هروح عند روان شويه 
جاءت ان تنصرف نغم هي الاخر لكن اوقفها كلمات عادل
………………………………………………………………
ذهبت هي الي روان وكل ما حدث يمر امامها منذ ان قابلت شادي ثم عاملته كأخ وصديق واخيرا الي حبيبا .. وهو لم يعاملها الا كأخت واليوم حدث ما لم يكن في الحسبان من اخت وصديقه وكلامها عليها ..ومنه هو الاخر
نظرت اليها روان بقلق وهي تفتح لها الباب ولكن رنا ارتمت في احضانها تبكي وتشهق مما هي فيه ... ظلت روان تهدأها واخذتها الي غرفتها يتحدثون عما حدث معها ....

………………………………………………………………
اما بالاسفل كان الحوار شديدا فعندما جاءت ان تذهب الي غرفتها تحدث عادل
قائلا: سحبتي الورق
نغم : اه عن اذنكو
عادل : استني .. حضري هدومك وكل حاجة عشان بالكتير يومين ونكون سافرنا
التفتت نغم وكأن تلك الكلمات والاوامر دفعتها الي الجنان والغضب وهي تقول : انا سمعت الكلام وسحبت الورق بس عشان ترتاحو .. بس مش معني كدا انكو تسحبوني زي الجاموسه روحي هنا وتعالي هناك .. لا انا ليا رأي وليا شخصيه ومحدش هيتحكم فيا .. انت السبب في دا كله
عادل وقد احس بأن قلبه سيقف مما ابنته تقوله : انا السبب !!
نغم بصياح وبكاء : ايوه انت السبب انت اللي كل حاجة ماشي بيها ورا عمي .. مالكش كلمة وهو اللي مسيطر عليك .. حتي مسيطر علينا احنا شخصيا .. هو اللي رفض هيثم وهو اللي قرر اننا نبعد عن هنا وهو اللي قرر اسحب ورقي وانت ماشي وراه زي ال ...
هوت الصفعه هذه المره من والدتها وهي تري ابنتها قد تعدت حدودها .. ولكن قبل ان يتحدث احد كانت النظرات الي الشخص الذي وقع امامهم.....
………………………………………………………………
  هذه المره هتف قلبها بتلك الكلمه (الرحيل) نعم ستكون رسالتها عن ذلك الموضوع.....
هي تعلم جيدا ما هو شعور كل من والديها وخالتها وعمها .... بالاضافه الي شعور نغم بالتأكيد
لكن شعورهم يختلف كثيرا عن شعور نغم .. فهم ينزفون بداخلهم عن فراقهم لها ولكن لم يستطيعو الافصاح عما بداخلهم ... بعكس نغم التي تريد الاستقرار مكانها حتي تلتقي يوما بما نسميه نحن (الزفت) .....فإنطلقت كلماتها تعبر عما بداخل كل شخص لا يريد التكلم وفضل الصمت وبدأت قائله .......

_ بطبيعتنا اننا بنتعلق بالبلد اللى اتولدنا فيها وكإنها مربيانا ❤ لان كل ركن فيها شاهد  على كل ذكرى بنمر بيها ولو بسيطة كل شارع بينطق وكإن متعلم عليه خطاوينا 🌼💜  اول لمسة ايد بين اي اتنين،، اول ضحكة لحد بنحبه،، اول دمعة فراق،، اول هدية خلت عيوننا تضحك،، وأدق التفاصيل 👌

_ فلما فجأة نعرف اننا هنبعد عنها،،  قلبنا بيتقبض روحنا بتروح مننا ،، بنتحول لكائن جنوني مش قادر يتحكم فى ردود فعله ،، 💙
_ وتبقى كلمة " الرحيل " هى نقطة ضعف عايشة جوا قلب كل واحد فينا ✋ .. بس للأسف اوقات الظروف بتبقى أقوى من أقوى نقطة ضعف .. 💔
بقلم
(روان رشاد )

نتقابل السبت بإذن الله الساعه 10

عشاق الماضيWhere stories live. Discover now