ذات الوشاح

2.6K 129 136
                                    

وعلى فراش الحزن تركتني الذكريات, ملتفا بوشاح ازرق حول عنقي هو كل ما تبقى من عبير تلك اللحظات.

بعد صمت دام سنين احزان واهات اتت اقسى لحظة في الحياة, تحدثت الرمادية بكلمات من سكات, ثم نطقت احرف هي سهام قاتلات.

اخبرتني تقول انني اوفي صديق في زمن الويلات, تقتلني وهي تشكرني بخنجر ملئ جسدي طعنات.

قالت انت كنت عطر الحياة, رجل اقسم على مرافقتي حتى الوفاة, لكنني اليوم في تاريخ هذا الميلاد سأخبرك بكلمات.

نطق لسانها بعقل من يحكمها وسكت قلبها الذي نادى بحب من يلهمها, فبعد ان اخبرتني انني لها صديق حتى اخر سكرات الممات,

سمعت خبر طلبها من احد افلاذ اكباد الاغنياء.

كيف لغني الاحلام, ان ينازل غني المال والاوهام.

بيننا مسافات ومملكات لا تراها اعين الناس الطبيعيات, فقط من حملت لعنة الرماد ستعرف ان قلبي اعلن الحداد.

تمالكت نفسي بعد سماع تلك الخطابات, صرخ الشيطان بداخلي يريد ان يجعلني اتوقف عن تعذيب جسدي المثقل بالثغرات.

ذهبت الرمادية وهب الرماد, تغير لون الحياة فلم ارى سوى لون عينيها يملأ الاجواء.

اكملت تمضي وهي ترتدي رداء بلون الارجوان, وعنفوان المرجان في قاع البحار الملئ بالحنان, صرخت اسمها بكل ثوران: ايتها الرمادية,

تجمدت في ارضها, قلت ألن تريني عينيك لأخر مرة,

استدارت وهي على امل سماع كلمة تزن الحياة بأحرفها "احبك",

نظرت في عيني ونظرت في عينيها, صقر يهاب عصفورة, هي متأكدة انه سيلتهمها بكلمته التي انتظرتها لأمد اعوام.

لم يستطع ان ينطقها فهي التي لم تعطه قدرة الكلام حتى اخر الايام, كم تمنى لو علمت بجنونه بها.

تكلم كأنه يلقي اطراء وهم في اخر لقاء, تحدث وكأنها ستكون له, رغم ايقانه انها اختارته صديق لا عشيق, ياله من عتاب ياله من عذاب

ابتسم وحطم كبريائها بقوله: فلتحتفظي بقلبي يا ذات العيون الرمادية سألقاك في قلبي كل ليلة سرمدية.

ضل شامخ في مكانه, استدارت برأسها كمن ايقنت بالخسران,

جسده صامت الا ان ملحمة دموية تدور صراعاتها في عقله الذي احتوى احزان وصرخات اهل الارض.

التقينا بنظرة في ملتقى عينيها الرماد, وافترقنا بنظرة من رماد,

هكذا الحياة ولدنا من رماد وسنعود للرماد

سمفونيات نثريةWhere stories live. Discover now