المقدمة

12.8K 170 9
                                    

(أولًا وحشتوني✨♥️ ويمكن بقالي كتير مختفية بس بإذن الله عودة دائمة✏️ تم تعديل أغلب فصول الرواية وفيه حاجات كتير مضافة فأتمنى حتى اللي قرأها قبل كدا يقرأها من جديد)
-----------------------

تقف أمامه بثبات عيناها اللامعة ترمقه بتحدي ونظراتها ثاقبة تريد النفاذ لروحه علها تفهم ما يُريده؛ منذ أن وقعت عيناها في صحراء عينيه وشعرت أنها بداخل سرابٍ؛ يُلقي بِها تائهة لا تعلم كيف النجاة! وجدته يكرهها دون أن تعلم السبب, رمشت بحيرةٌ تخرج من شرودها على صوته الساخر :

- اِتفضلي يا عروسة شبكتك.

رددها يمد يده بعلبة مخملية زرقاء كبيرة, رفعت عيناها العسلية إليه بحدة لتهمس من بين أسنانها بصوتٍ خرج محمل بإنفعالاتها تتخبط بين كل ما حدث بالفترة الماضية تحديدًا منذ أن تلاقت أعينهم وتوالد كرهها بداخل قلبه :

- بجد والله! ده على أساس كل اللي بينا طبيعي فحضرتك جايبلي شبكة؟

- من غير حديت كَتير يا بت الوردانية دي هدية العروسة وسلو بلدنا, وباجية الشبكة هتروحي مع عمتي وأمك تچيبي اللي ريداه.. ده حجك يا بت الناس.

قالها بلهجته الجنوبية الحازمة، لتزفر بعنف قبل أن تلتقط منه العلبة صائحة بتلاعب تتوعده بداخلها :

- أنت صح يا ابن النجاوية وطول ما أنا على ذمتك هاخد حقي منك كامل على اللي عملته فيا أنا وعيلتي.

صمت للحظة تحت نظراته المترقبة بمكر لتهمس بلامبالاة تتحرك من أمامه خارج غرفة المعيشة :

- وعلى العموم هدية مقبولة بس صاحبها مش مقبول عندي.

ضحكة عابثة قصيرة خرجت من بين شفتاه قائلًا بين سُعال بسيط جعل قدمها تتسمر بغضب مكانها :

- كل مرة حديتك معاي بيخليني أتوكد إن لسانك عايز قصه والحجيجة هكون مبسوط وأني بعمل كديه بنفسي.

كادت أن تُجيب ليوقفها بحديثه الحازم يتحرك من أمامها لخارج المنزل تمامًا :

- اللي چاي عشانه جولته وحديتي خُلص واللي عليكي تچهزي حالك ليوم الخميس... سلام يا... يا بشمهندسة.

ألقى بكلماته الهادرة يختفي من أمام عينيها فخبطت بقدميها أرضًا غاضبة, ثم فتحت العلبة المخملية فتطلعت للمشغولات الذهبية بصمت قبل أن تقع نظراتها بإنبهارعلى قلادة بسيطة تختلف مع باقي الحُلي فسحبتها بين أناملها واضعة العلبة فوق الطاولة الجانبية؛ جذبها تصميم القلادة الهاديء, نبتة صغيرة رباعية الأوراق مشغولة بحبات الألماس اللامعة وحولها إطار ذهبي بنفس الشكل منفصل عنها قليلًا كلما لامسته نسمات الهواء الحرة تحركت بتناغم, ابتسامة هادئة احتلت ثغرها لتنظر في أثره قائلة بنبرة مغتاظة :

- ذوقه حلو بس هيفضل جلف.
_ _ _ _ _

طرقات خافتة فوق الباب جعلتها تعتدل بجلستها على الفراش مع دخول أخيها الأكبر وابتسامة حنونة ترتسم على ثغرة تقابلها أخرى مهتزة فوق شفتاها, جلس مقابلها يتطلع لها بصمت للحظة واحدة شعر كلاهما أنها أكثر من أعوام صامتة لا حياة فيها...
هتف بنبرة جادة رغم أن عيناه هربت من إلتقاء عينيها :

- بردك معيزاش تشوفي عريسك!

هزت رأسها تمد أناملها السمراء تلتقط كفه بلمسة حانية موضحة :

- مش عايزة أشوفه غير يوم الفرح.. كدا أحسن, وبعدين أنا مش بلومك على حاجة.

ابتسم بضعف ينظر تجاهها يجذبها ليطوق كتفيها قريبًا من أحضانه :

- مجولتش إنك بتلوميني بس أني اللي بلوم نفسي عشان مجاش في بالي إنك هتكوني بَدل.

رفعت كفها تقربها من لحيته هامسة بصوتٍ مرتعش :

- ده نصيب وصدقني أنت عمرك ما كنت هتغيره.

صمتت برهة تغير مجرى الحوار متصنعة المرح بنبرتها الجنوبية الغير متقنة :

- وبعدين الكبير جالي ماتخافيش واصل طول ما أنا وخَيك معاكي.. ولا إيه يا ابن الكبير؟

ضحكة مرحة بسيطة خرجت من بين شفتاه ثم ضربها بخفة على رأسها متشدق بجدية ونبرة أخوية صادقة خرجت بوعد :

- الكبير عنديه حج وطول ما أني معاكي متخافيش علشان اللي يمس شعره منك مهتكفنيش فيه حياته كلها حتى لو كان ولد مين, وبعدين أنتي مش بس أختي إنتي بتي وأغلى ما عندي.

رفعت عيناها الدامعة تطالعه بفخر وبسمة سعيدة مرتسمة على شفتيها, ألقت بجسده داخل أحضانه تردد من بين عبراتها المتأثرة :

- أنت أعظم أخ فى الدنيا أنا محظوظة بوجودك جنبي.

ارتفعت أنامله سريعًا يزيح عبرة وحيدة هددت بالسقوط تشهد على ضعفه تجاه صغيرته وعاد من جديد يداه من حولها يشددها بحمائية الأخ الأكبر, ورغم الخوف المتأصل بقلبها كلما أقترب موعد الزفاف لكن عناق أخيها يبثها الدفء والأمان؛ يتلاشى تخبطها بوجوده وتزداد سَكْينة قلبها كلما استمعت لكلماته مع أن القادم مبهم بالنسبة إليها ولكنها تعهدت لنفسها ألا تخذل عائلتها مطلقًا حتى لو كان الخذلان لذاتها بأن تتزوج من لا تعرفه ولم تره من قبل مطلقًا...

_ _ _ _ _

ماضي مُقيد بالحب Where stories live. Discover now