١٨| كذبة

446 77 27
                                    

اثنا عشر عامود إنارة ارتصوا على جانبيّ طريقها المُظلم، أخذ ضوء أحدهم يرتعش مُنتشلًا عقلها من شروده الدائم، موقظًا إياها من تفكيرها الطائل في نظرات الامتنان التي تلألأت في عيون مَن أهدته ابتسامتًا لتوقف بها نهر دموعه الجارِ.

أكملت طريقها بعقلٍ مُتنبهٍ وصاحي، حتى وصلت بسلام إلى باب غرفتها فالسكن فدخلت وعلى الفور ألقت بنفسها فوق فراشها دون أن تنتبه للشخص الذي كان يرمقها طوال الوقت مُنذ دخولها وحتى فُتِحَ النور فقالت مُتعجبة

". لوسيا؟ ."

أردفت

". ما بالكِ تُحدقين بي هكذا؟ ."

". أين كنتِ! ."

أيقظت (كاتلينا) من نومها بنبرتها الحادة، فأخذت الأخيرة تنظر حولها بقلقٍ كالشخص الذي أضاع شيئًا

". كم الساعة؟ ماذا يحدث؟ ."

". لا أعلم أعتقد أنها تريد بدء تَحقيقٍ معي ."

قالت (جوآن) مُستهزئة وهي تسحب غطائها فوق جسدها مُتجاهلةً (لوسيا) تمامًا، فاشتعلت الأخيرة غضبًا ومشت كثورٍ هائج لتسحب الغطاء وتُلقي به أرضًا

". لقد سألتكِ، أين كنتِ! ."

تبادلت (جوآن) نظرات الصدمة مع (كاتلينا) التي لم تستوعب شيئًا بعد فربما كانت تعتقد أنها لازالت تحلم

". كنتُ مع صديق، أهناك مشكلة في ذلك! ."

". هه، صديق! ."

أتبعت

". صديق بعد مُنتصف الليل! ."

عقدت ذراعيها فوق صدرها لتتحدث بأنفٍ مرفوع

". أولاً لقد اخترقتِ قاعدة الهدوء، أتظنين أن فتحكِ لخزانتكِ والتجول على أطراف أصابعكِ لم يُزعجني؟ أتعتقدين أنني لم أتمكن مِن سماع حديثكِ الخافت مع نفسكِ؟ أتظنين بأنني أمتلك الوقت لأضيعه مثلكِ! فأنا أدرس الطب وأحتاج لكل دقيقةٍ مِن النوم ولا أعتقد أن مَن تدرس فنون السخافة ستتفهم هذا الأ- ."

". الطب الطب الطب! لقد طفح الكيل، عالجي تفكيركِ المريض اولًا ثم فكري في معالجة الناس! ."

". أنتِ فقط لم تخترقي قواعد الغُرفة! بل اخترقتِ قواعد السكن كلها ومواعيد التجوال المَسموحةِ! كيف يُمكنني أن أثق في الإقامة مع شخصٍ لا يلتزم بالقوانين! تصرفكِ هذا سيُعرضنا جميعًا للخطر! تُقابلين شابًا بعد منتصف الليل، ربما أعود يومًا للغُرفة لأجده هنا بصحبتكِ! ولا بد أن صديقتكِ هذه مثلكِ أيضًا! أنتم تشكلون خطرًا على مُستقبلي الدراسيّ! ."

 آمْنيزْيا | زَهرة الفاوانيا Where stories live. Discover now