٣١| منزل فلوريدا

392 69 65
                                    


استندت بظهرها على إحدى الأشجار خارج بوابة الجامعة، وبتثاقل أخرجت هاتفها من جيب معطفها الرمادي، ضغطت بإصبعها على أول محادثة ظهرت لها لتفتحها وتكتب

". أين أنت؟ ."

شردت بذهنها بعيدًا وهي تنتظر الرد، سافرت إلى يوم الأمس عندما تنحنح الطبيب بعد سماع جُملتها الأخيرة قائلًا

". فالحقيقة لقد أخفيت عنكِ أمرًا، وهو أن ليس كل ما  ستتذكرينه حقيقي، فبعضها ستكون أشياء مِن فعل عقلكِ
الباطني ."

". يكفيني التأكد مِن شيء واحد ."

". وهو؟ ."

". أن ذلك المنزل حقيقي! ."

استفاقت مِن شرودها بضربة تلقتها فوق كتفها الأيسر، فانتفضت فزعة ولكنها سُرعان ما هدأت بعد أن تبين لها بأنه ليس سوى (إيدن) والذي ارتبك مِن تعابير وجهها الحادة فاعتذر بسرعة

". لماذا تأخرت يا أحمق؟ ."

". تطلبين مني المُساعدة ومِن ثم تسبينني؟ سأرحل ."

قال وهو يستدير راحلًا لكنها أوقفته بصوتها

". هذه أول مرة أطلب منك شيئًا أصلًا ."

ألتفت ضاحكًا

". تُمازحينني؟ مُنذ أن تصالحنا وأنتِ لا تُقحمينني إلا فالمشاكل ."

أردف مُمازحًا

". هذا انتقامكِ صحيح؟ أجبيني، أنتِ فقط تنتقمين مني صحيح؟ ."

تجاهلت سؤاله وتحركت نحو سيارته قائلة

". كفى عبثًا، لنذهب ."

-

كمشهدٍ مُتكرر، أعتلى هو كُرسي السائق فاعتلت هي الكُرسي بجانبه وربطت حزام الأمان استعداداً لرحلة ستدوم لعشرون ساعة متواصلة..

". لماذا وافقت على مرافقتي؟ ."

". تكفير ذنوب ."

أجابها بسرعة فضحكت

". حقًا؟ ."

". حقًا ."

أردف مُتسائلًا

". أتظنين مثلًا أني أرافقكِ لأنني معجبٌ بكِ؟ ."

". لا، ولكن أظن أن لديك طريق طويل مِن تكفير الذنوب ."

 آمْنيزْيا | زَهرة الفاوانيا Where stories live. Discover now