٢٩| مواجهة

355 67 27
                                    

أحنى جذعة واستند بمرفقيه على ركبتيه مُتنهدًا، يرمق الباب المُغلق أمامه بنظراتٍ مُترقبة تكاد أن تثقبه

كانت (جوآن) تجلس بجانبه صامتة، هادئة وخائرة القوة، لا يعلو وجهها أي مِن تعابير الحزن أو الأسى، بل كان خاليًا تمامًا مِن أي علامةٍ تدل على ما يدور في عقلها

يقف بجانبها (جايدن) مُستندًا بذراعه الأيمن على الحائط، و يُبدل أنظاره بينها وبين الباب الذي فُتح فجأة فجعل (إيدن) يقف مُتأهبًا

وأما (جوآن) فاكتفت بتحريك عينها لتنظر للشاب الذي خرج مِن غرفة الطبيب راحلًا، فابتسمت المُساعدة بعد أن وجهت أنظارها لها قائلة

". إنه دوركِ يا آنسة، تفضلي ."

-

ساعدها (جايدن) قبل أن تصل يد (إيدن) لها..

أوصلها  إلى كُرسي الطبيب الذي فُجع لرؤيتها في تلك الحالة المُزرية حتى وضح له (جايدن) باختصار ما جرى، فطلب منه الطبيب الانتظار بالخارج حتى تنتهي الجلسة، ثم عدل نظارته الطبية ذات الإطار الحديدي قائلًا

". لو علمت أن هذا ما سيحدث، ما كنت أخبرتكِ أبدًا بتلك الطريقة، كنتُ سأمهد لكِ الأمر على الأقل ."

أردف في حين لم تنبس هي ببنت شفة

". فالحقيقة لم أكن أملك أدنى فكرة عن أن الأمر سيكون صادمًا لكِ، اعتقدت بأنكِ أعطيتني معلوماتٍ خاطئة أو- ."

صمت قليلًا ليكمل

". أو تُمازحينني ."

رمقته بوجهٍ مُتجهم جعله يستأنف سريعًا

". ولكني وبعد رؤيتكِ بهذه الحالة تأكدتُ مِن أن الموضوع ليس بمزحةٍ أبدًا! والآن مِن فضلكِ سأطرح عليكِ بعض الأسئلة و جاوبيني بكل صراحة و بلا تفكير، وتذكري أنني لست بطبيبكِ وإنما بسركِ ."

أومأت برأسها فطرح سؤاله الأول

". شلل الصدمة، أو الشلل النفسي أهذه المرة الأولى التي يباغتكِ فيها؟ ."

هزت رأسها نافية

". لا ."

أردفت

" . ولكن لا بأس، فقد استطعت التغلب عليه هذه المرة في محض دقائق ."

". ليست المُدة ما تهمني، ولكن ما يهمني هو كم مِن مرةٍ باغتكِ فيها، أيمكنكِ تذكر متى حدث هذا لأول مرة؟ ."

 آمْنيزْيا | زَهرة الفاوانيا Where stories live. Discover now