21

3.2K 216 573
                                    

٢٤،مايو،٢٠١٦•

حقيقةً أصبح هاري الأن كُل ما اُريد ، لم أعُد أسّتطيع الإكتفاء مِنه ابدًا ، أصّبَحت رائِحَتُه تُعانِقُ ملابِسي و شِفتاي تَتَلذَذّ بِنهَّم شِفَتاه الّذي أصّبح مَمّزوجًا بِشفتاي.

لَطالما إعّتَدتُ سابِقًا الْبقاء بعيدًا عنهُ لِساعات .. لِأيام رُبَما لِأسابيِع ، الْمُخيفُ فِعّلًا أني بُت أشّعُر بِالإشّتياق لهُ بينَما ذِراعاي تحّتويه ، أصّبح جُزءٌ مِني و لَسّتُ بِقادِرٍ على ترّكُه.

بِصفة أن الْوقّتُ الأن الّظَهيرة ذهبتُ لِمطّعم لِبيعُ الأكّلُ الّسريع و إشّتريتُ الّطَعامُ ليَ و لهُ و حلوى لِلتحّلية .. سَبقْ و أخّبرني ذات مرَة أنهُ يُحب الّتحلية بعّد الأكّل الْمالِح.

مَشيتُ في الّطُرقات نحّو منزِلُه كان الْجو لطيفٌ و بارِد و غُيومٌ بيضاء تكّتسي الّسماء و الّنَسيمُ الْمُنعِش يلْفَحُ وجّهي و يَمُر مِن بين خصُل شّعري ، هذا أكّثر شيءٌ مُريح شَعّرتُ بهِ يومًا.

مَرّرتُ مِن جانِب مقّهى الْعَم إلياس فَوجدّتُه واقِف بِجانب الْباب يحّتسي شرابٌ ما إبتَسّمتُ لهُ حين نظر لي و لَوّحتُ له بِيدي كَإشارة لِاُحَييه فإبتَسم و حيّاني.

سقط نَظرُه لِكيسّ الّطعامُ بيدي و لِكَونِه شفافًا إستَطاع رؤية وجّبَتينُ ، ألقى نَظرُه علي ضاحِكًا و رفع إصّبعين مِن أصابِعُ يدة ثُم قال "هاري هاه؟" اومأتُ ضاحِكًا لهُ و ذهبتُ.

و في طَريقي وجّدتُ بائِع الْمُثَلجات و حولُه مجّموعة أطّفال يَشّترونُ مِنهُ ، فكّرتُ بِالذهابُ له و الّشِراء لي و لِهاري لكن الحلوى تكّفي.

واصَلتُ الّسير نحّو مَنزِلُ هاري فرأيتُ مَجّموعة حسّنٰوات خَرِجن مِن مَحَلٍ فاخِر و أيديهُن تكّسيها الْفِضة و الّذهب و أعّناقُهن الّطويلة كانَت مكّسُوة بِالألماسْ و الأحّجار الْكَريمة ، كانَن يتَفاخَرّن بِما لديهُن و بِما إشّترن مِن الْمَحَل ، لم أهّتم حقًا و واصلتُ الّسير.

واجَهتني بِدربي عجوزٌ بِبشّرة شاحِبة و أنفٌ و وِجناة مُغّطاه بِنمشٍ أسّود و أما عن أعّيُنها فلم أكُن ارى إلا بَريقٌ إندَثر سُطوعه تَحّتُ عُش الْجُفون و الْإرّهاق. -واضح احب ذا الوصف بكل رواية اكتبه..-

إبتسمتُ لها بِلُطف و تسائلت "كيف يُمْكِنُني مُساعَدتكِ؟" رَدّت إبّتِسامَّتي بِأخّرى و أجابَت بِسُوأل "يُمكِن لِحَضّرَتِك أن توصِلُني لِلجُزء الآخَر مِن الّشارِع؟" تآوهتُ بِخفة و أومأتُ بِالإيجاب ، على أيُ حال هي إمرأة كبيرة و تحّتاجُ مُساعدة.

أوصَلتُها و حين كُنت على إسّتِعداد لِلّرُجوع أمسَكت بِقَميصي و قالت "أشّكُرك حقًا ، إحّظى بِيومٍ لطيف!" إبتسمتُ و آخّبرتُها بِلُطف "اوه يالَلُطّفِك ، احظَي بِيومٍ لطيف ايضًا"

بائع الفراولة | L.SWhere stories live. Discover now