٢٤،مايو،٢٠١٦•
حقيقةً أصبح هاري الأن كُل ما اُريد ، لم أعُد أسّتطيع الإكتفاء مِنه ابدًا ، أصّبَحت رائِحَتُه تُعانِقُ ملابِسي و شِفتاي تَتَلذَذّ بِنهَّم شِفَتاه الّذي أصّبح مَمّزوجًا بِشفتاي.
لَطالما إعّتَدتُ سابِقًا الْبقاء بعيدًا عنهُ لِساعات .. لِأيام رُبَما لِأسابيِع ، الْمُخيفُ فِعّلًا أني بُت أشّعُر بِالإشّتياق لهُ بينَما ذِراعاي تحّتويه ، أصّبح جُزءٌ مِني و لَسّتُ بِقادِرٍ على ترّكُه.
بِصفة أن الْوقّتُ الأن الّظَهيرة ذهبتُ لِمطّعم لِبيعُ الأكّلُ الّسريع و إشّتريتُ الّطَعامُ ليَ و لهُ و حلوى لِلتحّلية .. سَبقْ و أخّبرني ذات مرَة أنهُ يُحب الّتحلية بعّد الأكّل الْمالِح.
مَشيتُ في الّطُرقات نحّو منزِلُه كان الْجو لطيفٌ و بارِد و غُيومٌ بيضاء تكّتسي الّسماء و الّنَسيمُ الْمُنعِش يلْفَحُ وجّهي و يَمُر مِن بين خصُل شّعري ، هذا أكّثر شيءٌ مُريح شَعّرتُ بهِ يومًا.
مَرّرتُ مِن جانِب مقّهى الْعَم إلياس فَوجدّتُه واقِف بِجانب الْباب يحّتسي شرابٌ ما إبتَسّمتُ لهُ حين نظر لي و لَوّحتُ له بِيدي كَإشارة لِاُحَييه فإبتَسم و حيّاني.
سقط نَظرُه لِكيسّ الّطعامُ بيدي و لِكَونِه شفافًا إستَطاع رؤية وجّبَتينُ ، ألقى نَظرُه علي ضاحِكًا و رفع إصّبعين مِن أصابِعُ يدة ثُم قال "هاري هاه؟" اومأتُ ضاحِكًا لهُ و ذهبتُ.
و في طَريقي وجّدتُ بائِع الْمُثَلجات و حولُه مجّموعة أطّفال يَشّترونُ مِنهُ ، فكّرتُ بِالذهابُ له و الّشِراء لي و لِهاري لكن الحلوى تكّفي.
واصَلتُ الّسير نحّو مَنزِلُ هاري فرأيتُ مَجّموعة حسّنٰوات خَرِجن مِن مَحَلٍ فاخِر و أيديهُن تكّسيها الْفِضة و الّذهب و أعّناقُهن الّطويلة كانَت مكّسُوة بِالألماسْ و الأحّجار الْكَريمة ، كانَن يتَفاخَرّن بِما لديهُن و بِما إشّترن مِن الْمَحَل ، لم أهّتم حقًا و واصلتُ الّسير.
واجَهتني بِدربي عجوزٌ بِبشّرة شاحِبة و أنفٌ و وِجناة مُغّطاه بِنمشٍ أسّود و أما عن أعّيُنها فلم أكُن ارى إلا بَريقٌ إندَثر سُطوعه تَحّتُ عُش الْجُفون و الْإرّهاق. -واضح احب ذا الوصف بكل رواية اكتبه..-
إبتسمتُ لها بِلُطف و تسائلت "كيف يُمْكِنُني مُساعَدتكِ؟" رَدّت إبّتِسامَّتي بِأخّرى و أجابَت بِسُوأل "يُمكِن لِحَضّرَتِك أن توصِلُني لِلجُزء الآخَر مِن الّشارِع؟" تآوهتُ بِخفة و أومأتُ بِالإيجاب ، على أيُ حال هي إمرأة كبيرة و تحّتاجُ مُساعدة.
أوصَلتُها و حين كُنت على إسّتِعداد لِلّرُجوع أمسَكت بِقَميصي و قالت "أشّكُرك حقًا ، إحّظى بِيومٍ لطيف!" إبتسمتُ و آخّبرتُها بِلُطف "اوه يالَلُطّفِك ، احظَي بِيومٍ لطيف ايضًا"
أنت تقرأ
بائع الفراولة | L.S
Romanceدائِماً أراهُ يُلاحِقّ الْمارة مُتَمنيًا أن يشّتروا مُنهُ بعضْ الّفَراوِلة الْمُنعِشة فيٌ هٰذا الْجو الْحار وعِندما ييأسٓ يعبُس بِشِفاة الّزهرية بينَما يَتنهد بِثقل واضِعاً رأسة على مبرّدة الّفَراوِلة خاصَتهِ لِتتناثر خّصُلات شعرِه المُجعده خاطِفَه...