part 4🌸

7 3 0
                                    

تتحدث الالمانية بشكل هيستيرى على الهاتف ..وأثناء مرورها بجانبه ركضاً ..إلتقطت أذناه كلمة هروباً.

لم يعط للأمر أهمية ..نحى فضوله جانبا هذة المرة فقط ..مكملا ركضه نحو تحقيق حلمه فى نهايه الردهة ربما.
لكن وجود طاقم طبى وبعض أفراد الأمن فى نفس الردهة على بعد خطوات منه ..تابعا لهم رجلا خطى الكهولة بخطوات قليلة.. وفتاة صغيرة لم تتعد سنون عمرها الربيع الثالث عشر بالتأكيد .. إكتسب الأمر برمته الكثير من الريبة ...يبدو أن الفتاة الألمانية هى فرصته الضائعة التى يبحث عنها ...
فقط ..عندما لمح بطرف عينه ضحكات ديفيد الغير منتهيه عند إحدى الغرف فى نفس المكان.

اللعنه!!إنها هى
...........................
حتى فى أقصي مخيلاته حماسا ..لم يطارد دجاجة!
والآن .. وبنفس السرعة التى دخل بها المشفى باحثا .....خرج مطاردا ..!!
وبتلك الطريقة التقليدية للإمساك بها معاودا فكر أنها لن تجد نفعا.

ربما تأتى بنتيجة معاكسة عندما تعرف بأنه الطبيب ..و بدلا من ذلك ..
أسرع من خطواته حتى أدرك خطواتها الهاربة ثم استحضر بعض الكلمات الالمانيه التى يستطيع من خلالها خداعها بأنه يتحدث الالمانيه بالفعل ..أمسك بيدها وهرب هو الآخر .

It was dark ..And I was over .
My hands ,they're strong .
But my knees were far too weak !
.....
الدموع !....لغة لا يفهمها الكثيرون ...
... ليست ملكا للحزن و الإحباط فقط !

الدموع تظهر عند عجز الكلمات..!

ربما تخرج عندما تضحك.. فقط لتخبرك كم أن سعادتك لا يمكن التعبير عنها إلا بتلك
القطرات المالحة  ....!!

وربما تظهر حين تفيض المشاعر فتخرج عن نطاق الكلمات ..فلا يستطيع أى حرف التعبير عن تلك الغصة المريرة فى حلقك.

نعم ..تلك اليد التى تقبض على صدرك فتضيق  بك الحال...
هذا هو مولد الدموع ..!
الدموع حزن ...تعب ...فرحة ...ألم ...ندم ...عجز ..
..حيرة ...إعتذار ...حب ...كره ...و حسرة!!!

الدموع خوف.. !

الخوف من المجهول فى عيون مهاجر!
الخوف فى قلب مكلوم من الحاضر!
.............
"فى لحظة تراجع فقط ..قد تصنع الكثير!"

بعد سقوطها كالمصعوقة كهربائيا فى ذلك اليوم على أرض المكتب بدأ كل شئ ..!

إزداد التيه شراسة بين جدران عقلى ..!
استغرق الوقت منى خمس أيام أخر لأخذ شهيق الحياه مجددا ..
وبعد غيبوبة قصيرة قررت فتح عينى ..لم أعلم بشأن تلم الأيام إلا من مرام ..لقد فقدت حقا الإحساس بالزمن منذ فترة ليست هينة!..حدقت قليلا فى وجوة الجميع وإلى افواههم المتحركة بحديث لا أسمعه ....صوت صفير خانق يحتجز  أذنى فلا استطيع السماع بين حين وآخر .

ماذا يحدث ؟!

و فى المساء..بعد مشاجرة مماثلة حول الصنبور الذى يتواجد فى مخيلتى فقط ..عاد الظلام مجددا ..لكن تلك المرة ..بعدما استغرق الأمر مني الكثير للإستيقاظ ..لم أكن فى البيت..كنت فى مكان آخر ..تبدو كمشفى ..!
وكنت شاكرة كثيرا لعدم تواجد أى من أفراد العائلة فى الغرفة ...نزعت تلك الأجهزة المغذية عنى فى اشمئزاز .. رائحة المشفى لا تتغير بتغير الدول !...لا أريد البقاء هنا على أية حال!
إلتقطت الهاتف..فتحت الباب فى حذر ..كانت مرام تجلس وحدها على أريكة بعيدة عن الغرفة .
خرجت بسرعة ..لكن ..تلك المشعوذة  الصغيرة كشفت هروبى ..حاجتى للبقاء وحدى كانت ملحة ..بحثت سريعا فى قائمة الأسماء عن صديقتى ساندرا بأنفاس متسارعة ..وبينما أجرى الاتصال لمحت ورقة حائط مكتوب فى نهايتها إسم مشفى ..لينوكس هيل !!
يااالهى !
أين أنا ؟!
ساندرا  :مرحبا بيلي ! ...مع من تتحدثين ؟..انا استمر فى قول مرحبًا منذ ساعة ..هاااى
..انتِ !
بلقيس : ساندرا ...لست متأكدة أين انا .. هل من الممكن أن تبحثي عن اسم ذلك المشفى؟
ساندرا:بالطبع ...ماهو ؟
بلقيس:لينوكس هيل !
ساندرا :اوة ..بالطبع أعرفة ..إنه مشفى وجامعة كبيرة جدا بمنهاتن ....أنتِ حاليا على أرض نيويورك ....مرحى!
لكن ماذا تفعلين هناك !؟

بلقيس وبعدما تأكدت من الأمر لم يكن أمامها سوى الركض كخطه بديلة ..إنها تحتاج فعليا الى الوقت لتفهم  ما الذى يجرى ..قالت: ساندرا انا أخطط للهروب ....هلا ساعدتينى؟
ساندرا :....بالتأكييد ..أرحب ذلك!

و بمجرد أن تخطيت الباب الرئيسي بعد البحث عنه بعناء ... جاء شاب طويل نوعا ما، لدية ملامح عربية مألوفة لدىّ ....إختطف يدى سريعا وقال بلهجة ألمانية ركيكة: "أسرعى ...إنهم على وشك الإمساك بنا !"
..لم يكن لدى وقت لأفهم لماذا يهرب منهم هو أيضا ...لكننى أردت ذلك.
وركضنا إلى حيث لا أدرى...وهو يدرى !.
................
"رائف"

"حسنا ..إنها فى حالة صدمة الآن..ربما لا تتقبل كونها مصابة بمرض ما ..لم يسبق أن عرفت عنه شيئا ..ولهذا لجأت الى الهروب ..
"الهروب من الواقع هو أسهل الطرق لإستكمال العيش براحة مصطنعة "
هذا ما كان يجول فى خاطر رائف أثناء ركضة
يعرف بأن سؤالها عن وجهتهما آت لا محالة
ثوان قليلة وتحدثت أخيرا
بلقيس:"إلى أين نتجه الآن ؟..أظن بأننا فوتناهم ..لا حاجه الركض ..لقد تعبت
لما...." 
أرادت سؤاله عن سبب لحاقه بها ..لكن ألما شديدا أصاب ساقها اليسرى بأكملها ..تحركت فقط خطوتين ثم تعثرت فى الثالثة ..لولا وجود ذلك الغريب المألوف لكانت كسرت أنفها الآن
_هل أنت طبيب ؟
_هل أوحى شكل لكِ بهذا ؟
_لست غبية ..لقد رأيت إحدى ممرضات المشفى تناديك بالطبيب..ما اسمك؟
أتبع سؤالها ألما جديدا فى ذراعها ...لا تريد أخباره ...
لكن لا داعى لذلك ...لقد تحدثت لغة الجسد عن كل شئ ...
دون إجراء الإختبارات حتى ...لديه حدس لا يخطئ بأنه هو ..نمدا !
ترى أين ينام الورم بالضبط ؟
بلقيس:إسمع...أريد تذكرة طيران إلى زيورخ اليوم ...هل تستطيع أن تساعدنى؟..ربما ترتبط اقدارنا سببا لذلك فى المستقبل !..من يدرى!

نظر إلي عينيها بتركيز قليلا ومر على باله ذلك الحلم المتكرر ...منذ تلك اللحظه التى أمسك بها يدها وهو لا ينفك يفكر بذاك الحلم الغريب ...
ربما هو واقع .....يقع فى الحال!
أطبق فمه بإحكام .
لا يمكن أن تذهب الآن.. هذا ليس كل شئ
..وفى نفس الوقت ..وبالنظر الى تلك العيون الخضراء كزيتون الوطن.. أرفض الرفض أمامهما ..! 
إبتعدت بلقيس قليلا ويبدو عليها التعب والإرهاق جليا فى عيون طبيب..زاد الألم قوة على ما يبدو .

يُتبع💙💙👇👇

نمداWhere stories live. Discover now