مُحال ..

٥

جالسُ على مائِدة الأفطار أبي على يساري يقرأ جريدة الصباح كعادته وأمي أمامي تصف الأطباق المتنوعة أمامنا على الطاولة وكأنها بفعلتها هذه تعوضنا عن أمر خيانتها كم أمقت تظاهرها 

تناولتُ ما يسد أصوات معدتي المتعالية ، فأنا بالأمس نمت وهي خاوية ، وتوجهت إلى المدرسة 

جميع الطلاب مُتجمعين حول لوحة الأعلانات وتظهر على محياهم علامات السرور ، ترى ما الأمر ؟ ، لا يهم ليس بي طاقة لأشق الزحام لأرى ما كتب توجهتُ إلى الصف ، لأسمع من حولي يتحدثون ويشيرون ألي ويتهامسون ، أنتابني الفضول ما الأمر الذي يجعلهم هكذا ؟

تجاهلت من حولي وجلست في مقعدي ، حقاً أمر غريب ما بهم بالأمس يتجاهلونني والآن يشيرون لي بالبنان ويتهامسون هل هناك شاعات حولي ؟ هل أحد رآني بالأمس وأنا متوجهٌ إلى العيادة ؟ 

حسناً يا توم خفف من توترك ، تجاهل من حولك ، ستعلم ما يدور هنا سواء الآن أو بعد حي

أخرجتُ الكِتاب الذي سبق وأخذتهُ مِن مكتبة والدي ، وحشرتُ أنفي به لا أعلم ما أقراء ، فكري مُنشغل بما فعلت أُعدد ما يُمكن أن يكون موضوع حديثهم ، لأنتبه إلى ظلِ أحدِهم يسقُط على الكِتاب ويقف جسماً عريضاً بجانب مقعدي ، رفعت رأسي لأرى من يكون وأذا به يأخذ الكِتاب ويُلقيه على الأرض بقوة ، ساد الصمت في الصف رفعت بصري له لأراه عيناهُ تشتعلان غضب ، وقفتُ بِهدوء أنا أقصر قليلاً منه ، حسنا لكنهُ أضخم فهو عريض المنكبين لم أخف منه وضعت عيني بعينيه 

وقلتُ له بهدوء : أرجع الكتاب 

.. : وأن لم أفعل 

وقام بالدعس عليه أغاضني فعله لكنني لا أعلم ماذا أفعل فخلفهُ أثنان راضين عن فعلته يرتدون نفس الملابس الرياضية يبدو أنهم في فريق المدرسة لكرة القدم 

أعدت كلمتي مرة أخرى : أرجع الكتاب 

ليمُسكني من ياقة قميصي لأسمع أحد من الطلاب يقول بِحماس : آه سيحدث شجار كم هذا مُمتع

أدرت عيني له أخذت كلمتهُ تدور في خاطري كم هذا مُمتع منذ متى يستمتعون بشجارات غيرهم كم يستفزني هؤلاء ، ليصمت من نظرتي وأشاح بوجهه 

ليتحدث ذو الشعر الأشقر من بين أسنانه وهو ما زال مُمسكاً بياقتي 

.. : أسمع يا هذا أياً كان أسمك توم أم ماذا يا غريب الأطوار كونك في مجموعة إيما هذا ليس معناه أني موافق على ذلك ويتحتم عليك العمل بصمت وأن لا تفتح فمك النتن معها 

توم : لا أعرف عما تتكلم

.. : وتكذب أيضاً ، أنا اراقبك كان يجب أن لا تكون معها أنت وغريب الأطوار الآخر