pt.1, A FRACTION OF MY PAIN

4K 143 73
                                    

في تلك الغرفة التي يعمها ضجيج الخدم وجلبة الجواري،كان ذلك الواقف بصمت يغمره الضجيج الداخلي،انه يرفض ذلك،يرفضه بشدة،الزواج من فتاة لا يعرفها،انه فقط لا يتقبلها لانها تصر وبشدة على لقائه رغم رفضه لذلك عدة مرات،انه حتماً سيجن ان ظل صامتاً ولكن هل بيده حل آخر؟،ليس وكأن والدته ستقبل رأسه وتخبره انها ستنسى فكرة الفتيات الغنيات وستطلب له يد من طبقه متوسطة،آه الأمر تجاوز حد المعقول،قاطعت سلسلة افكاره صوت والدته التي كانت تنظر الى سترته بفزع ثم اقتربت منه بخطوات سريعة وغاضبة لتسحب وبقوة منديلاً قديم كان جين قد وضعه في جيب سترته العلوي،على الرغم من انه كان نظيفاً ومتلائم مع السترة الا ان والدته قامت بتمزيقه الى اشلاء ورمته في وجه تلك الجارية التي انحنت بأحترام،استدارت الام الغاضبة لتقابل وجه ابنها وهي تستعر غضباً لتقول:
بحق السماء سوكجين،ماذا تفعل؟،متى تعي ان الانظار عليك دائماً،ماذا تود ان تتحدث الناس عنا؟،اجبني
صرخت بوجه ذلك الذي ينظر الى الفراغ وهو صامت،قرر ان يغلف كل هذه المشاعر بأبتسامة مزيفة اعتادت عليها شفتيه،فنطق بنبرة لطيفة:
لا داعي للقلق امي، انا اعلم ان مايحدث مهم بالنسبة لك،سعادتك اهم من كل شيء،
حتى اهم من مشاعري. اكمل جملته بين ثنايا قلبه الذي يعتصر من الالم رغم الابتسامة الظاهرة على ثغره.


............
كان قد مر على هذا الحديث ساعات طويلة ، فأتى المساء، كم كان يشبهُ في هذا الموعد المدبر
حيث،سواد السماء تشبه عينيه الداكنتين ،ووجهه المستدير ناصع البياض اشبه بذلك القمر الذي يتوسط السماء،وقد زين السماء في تلك الليلة سلسلة من النجوم التي تشبه ذلك العقد الذي يحاوط عنقه،لم يكن اي عقد،اذا كان بالنسبة له كالصياد وصنارته يعتمد عليه في الحظ والقوة من ناحية ومن ناحيه أخرى كان يسرد عليه مشاعره الأليمة والحزينة التي لطالما اخفاها ويستمع منه كلام مطمئن قد صنعه خياله بصوت ابيه الذي اهداه هذا العقد.


اغلق عيناه المتئلمتان لكي يستطيع التركيز ..ما هي الا دقائق حتى وصل الطرف الآخر من هذا الموعد (Kavya)،تلك التي كانت تعيش خارج كوريا منذ اكثر من ١٤ عاماً،لقد التقت به عندما كانت في العاشرة، ومازالت تطلب من والدتها ان تدبر لها لقاء معه،وهو حتى بالكاد يتذكر اسمها فكيف له ان يوافق عليها،جلست كافيا وهي تسند ذراعها اليسرى على مسند الكرسي دفعت باصابع يدها اليمنى بين خصلات شعرها وهي تعيده للخلف بغرور متزامن مع حركة ذقنها للأعلى،واضعةً رجليها واحدة فوق الاخرى،لتنطق بنبرة مثيرة:
لما لا تجلس،سوكجيني
استنكر سوكجين من طريقة نطقها لأسمه ثم اخذ يرميها بنظرات مشمئزة من تسريحة شعرها المبالغ بها،الى فستانها البنفسجي الفاضح القصير جداً نزولاً الى كعبها العالي الذي يهتز مع قدمها دلالة على توترها


وكالعادة ضهرت تلك الإبتسامة المزيفة وجلس مقابلاً لها،تبادلا اطراف الحديث وكان يجاوب اسئلتها بيسر الى ان اعتسر عليه سؤالها، اذ قالت:
ماهي خصال الشخص الذي ينال شرف اهتمامك؟ انهت سؤالها بأبتسامة خبيثة،لم يكن ذلك السؤال ليكن صعباً لو لا طريقتها المبتذلة في وصفه،فنطق بطفوليةساذجة:
اريدهُ بسيطاً،طيب القلب،يسعى لقلبي لا لمكانتي،حنوناً على جميع الناس، يفهمني قبل ان انطق ويسامحني قبل ان اعتذر.
عض على شفتيه بقوة،ليتوقف عن بوح ما بداخله لها،فتقلص قلبه لشدة ندمه ولكنه اكمل يخاطب ذاته المحطمة:
نعم،اريده كذلك،اريد ان نكون كتاباً مفتوحاً لا نخفي عن بعضنا الأسرار،اريده كظلي لا يفارقني،اريده من الطبقة المتوسطة ،اريده...... .
احكم الشد على قبضته بحماس الا ان تلك اليد التي وضعت فوق قبضته افاقته من عالمه الخاص،رفع عينيه لتقابلان عينيها عندما اردفت بنبرة متحجرشة:
تعلم انه لم يتبقى شيء لامتلك الصفات المفضلة لديك،عزيزي ال...
قاطع حديثها دخول الخادمة التي انحنت متأسفة وهي تدعوهما الى مائدة العشاء، وما ان خرجا حتى حاوطت ذراعها بذراعه والتصقت به،لم يكن سوكجين في هذه اللحظات معها حيث كانت سوداويتاه تجولان في ارجاء ذلك القصر،فهمس بنبرة تكاد ان تسمع:
سأشتاق إليك يا بيتي،فرحلتي المجهولة هذه المرة ستكون لمدة شهرين.
فقد كان كثير الرحلات مع والدته التي تحجز لهم ارقى وافخم واغلى وسيلة نقل متوفرة نظراً لطبقتهم الغنية العالية، اذ كان معدل رحلاتهم لا تقل عن ٣٠ رحلة في السنة،وفي اللحظة نفسها التي جلس ووضع الطعام في فمه تحدثت امه بنبرة صوتها العالية موجهة الكلام لابنها وهي تسند ذقنها على يديها:


حبيبي سوكجين،والدي كافيا قررا ان يقيما حفلاً بمناسبة عودة عزيزتي كافيا،تلك هي رحلتنا ذات الشهرين،وستكون على متن..
ثم صرخت بمرح:باااااااااخرة!
شهق بصدمة وصرخ باستغراب :
باخرة؟؟؟
اومأ والده وقال : نعم باخرة و سيحضر المجتمع بكل ط.........
رفعت والدة سوكجين قدمها لتهبط بأقصى قوة ممكنة على قدم زوجها وهي تدعس مقدمة حذائهُ بكعبها العالي لكي يصمت .


....................

TO BE CONTENT

TITANIC-NAMJIN _مكتملة_Where stories live. Discover now