XIII ) روحُ الهِند

4K 402 486
                                    

في ذات الشقة بقلب نيويورك

حيث تحتمي العائلة الصغيرة في عالمها الدافئ من صقيع سَكراتِ موتِ ديسمبر

« أمّي ! لِيلا سكبت الطحين على شعري »

شكا الصغير والدته المنغمسة في طليِ كعكة رأس السنة بالشكولاطة لتترك ما بيدها لحلّ شجار التوأمين المشاغبين

« ليلا ، لما فعلتِ هذا بأخيك ! »

قالت بينما تنفض خصلاته الناعمة التي تلوّن أسودها العاتم بالطحين ليتظاهر هو بالبراءة

« هو من بدأ أولا ، اسأليه لمَ لوّث ملابسي بالكريمة »

انفعلت الصغيرة ليلا مدافعة عن نفسها ليشرع الاثنان في تبادل أصابع الاتهام محدثين فوضى جذبت انتباه جدّتهما التي تدخلت بصوت مرتفع

« ليلا ، أوبسيديان ! توقفا حالاً »

عمّ الهدوء و تنفست ناتالي الصعداء بعدما استنزف الارهاق و فوضى وليديها طاقتها

« والدتكما تتعب في تحضير كعك الميلاد لكما في حين أنكما تضايقانها بدل مساعدتها ؟ »

أنّبتهما السيدة جيون فتخلّلت ملامح الندم محياهما ليتوجها إلى ناتالي مطأطأي الرأس معتذرين

« نحن آسفان أمّي »

ابتسمت برضى تربت على رأسيهما ثم هتفت

« من الشاطر الذي سيزيّن كعكتنا بحبّات الفراولة ؟ »

تحمّس الصغيران رافعين كفّيهما لتقسم الكمية إلى نصفين سامحة لهما بتزيين الكعكة و لنفسها بتأمّلهما بابتسامة أموميّة مُحبّة

****

« ليلا تُرى كيف يكون احتفال رأس السنة في كوريا »

تساءل أوبسيديان و هو واقف أمام النافذة على كرسيّ رفقة توأمته يستمتعان بمراقبة ندف الثلج يهتن من السماء

مطّت ليلا شفتيها تشير إلى جهلها الاجابة ثم نبست

« لا أعلم لكنّني أراهن أنّه ممتع »

حوارهما ذاك جرى على مسمع من ناتالي و حماتها أثناء تحضير طاولة العشاء لتُعلّق الجدة قائلة

« مازلتِ ترفضين فكرة الاستقرار في كوريا ؟
الطفلان يتشوقان لاستكشاف وطن والدهما »

أعربت ناتالي عن تنهيدة متعبة لتوضّح

« خالتي ، لقد أخبرتك مرارا أنني لا أفكّر مجرّد تفكير في هذا
أودّ لولداي أن يترعرعا حيثُ أحبّ والدهما أن يعيش ، حيثُ حملت بهما و أنجبتهما
آثار جونغكوك و ذكرياتنا معا معشّشة هنا و لا أنوي هجرها أبدا »

مِثـــل الصّبَـــار Where stories live. Discover now