في ذات الشقة بقلب نيويورك
حيث تحتمي العائلة الصغيرة في عالمها الدافئ من صقيع سَكراتِ موتِ ديسمبر
« أمّي ! لِيلا سكبت الطحين على شعري »
شكا الصغير والدته المنغمسة في طليِ كعكة رأس السنة بالشكولاطة لتترك ما بيدها لحلّ شجار التوأمين المشاغبين
« ليلا ، لما فعلتِ هذا بأخيك ! »
قالت بينما تنفض خصلاته الناعمة التي تلوّن أسودها العاتم بالطحين ليتظاهر هو بالبراءة
« هو من بدأ أولا ، اسأليه لمَ لوّث ملابسي بالكريمة »
انفعلت الصغيرة ليلا مدافعة عن نفسها ليشرع الاثنان في تبادل أصابع الاتهام محدثين فوضى جذبت انتباه جدّتهما التي تدخلت بصوت مرتفع
« ليلا ، أوبسيديان ! توقفا حالاً »
عمّ الهدوء و تنفست ناتالي الصعداء بعدما استنزف الارهاق و فوضى وليديها طاقتها
« والدتكما تتعب في تحضير كعك الميلاد لكما في حين أنكما تضايقانها بدل مساعدتها ؟ »
أنّبتهما السيدة جيون فتخلّلت ملامح الندم محياهما ليتوجها إلى ناتالي مطأطأي الرأس معتذرين
« نحن آسفان أمّي »
ابتسمت برضى تربت على رأسيهما ثم هتفت
« من الشاطر الذي سيزيّن كعكتنا بحبّات الفراولة ؟ »
تحمّس الصغيران رافعين كفّيهما لتقسم الكمية إلى نصفين سامحة لهما بتزيين الكعكة و لنفسها بتأمّلهما بابتسامة أموميّة مُحبّة
****
« ليلا تُرى كيف يكون احتفال رأس السنة في كوريا »
تساءل أوبسيديان و هو واقف أمام النافذة على كرسيّ رفقة توأمته يستمتعان بمراقبة ندف الثلج يهتن من السماء
مطّت ليلا شفتيها تشير إلى جهلها الاجابة ثم نبست
« لا أعلم لكنّني أراهن أنّه ممتع »
حوارهما ذاك جرى على مسمع من ناتالي و حماتها أثناء تحضير طاولة العشاء لتُعلّق الجدة قائلة
« مازلتِ ترفضين فكرة الاستقرار في كوريا ؟
الطفلان يتشوقان لاستكشاف وطن والدهما »أعربت ناتالي عن تنهيدة متعبة لتوضّح
« خالتي ، لقد أخبرتك مرارا أنني لا أفكّر مجرّد تفكير في هذا
أودّ لولداي أن يترعرعا حيثُ أحبّ والدهما أن يعيش ، حيثُ حملت بهما و أنجبتهما
آثار جونغكوك و ذكرياتنا معا معشّشة هنا و لا أنوي هجرها أبدا »
![](https://img.wattpad.com/cover/195003309-288-k995592.jpg)
YOU ARE READING
مِثـــل الصّبَـــار
General Fiction" في بلادك يسمّونه مهرجان الألوان ، أنا أسميه ناتالي . " - جيون جونغكوك - ناتالي باي ↪Started : 10 - 08 - 2019 ↪ Completed : 18 - 11 - 2019