# الحلقة الحادية والعشرون

47.6K 1.1K 35
                                    

#الحادية_والعشرون
#عهد_الذئاب
#بقلمي_ولاء_رفعت
_ وصل طه إلي المشفي وبرفقته السيدة نعمات تحمل تلك الصغيرة التي تبكي بصراخ ...
نعمات وهي تربت ع الصغيرة بحنان قالت :
ياضنايا عماله تصرخي كده ليه !!
طه يمد إيديه ليحملها :
هاتيها يا خالتي
حملها وبدأت تهدأ وتنظر إليه بنظرات طفولية بعينيها الدامعتين وكأنها تشعر بحال والدتها
خرج الطبيب من غرفة العمليات وتوجه إليهم قائلا :
إنتو أهل مدام شيماء ؟؟
ألتفت كليهما إليه فقالت نعمات :
أيوه يادكتور قالولنا ف الإستعلامات تحت إنها ف أوضة العمليات
نظر إليهما الطبيب بأسف قائلا :
معلش كان لازم نتدخل جراحيا عشان نزفت كتير بس هي دلوقت بخير ربنا يعوضكو خير إن شاء الله .. عن إذنكو .. ذهب الطبيب وتركهما ف حيرة من أمرهم لم يفهما مقصد جملته الأخيرة ... وبعد ثوان خرجت الممرضات وهي تدفع التخت المتحرك التي ترقد أعلاه شيماء إلي إحدي العنابر ثم حملوها ثلاثتهم ووضعوها برفق ع الفراش ...
قالت الممرضة :
لو سمحت عايزين العلاج ده للمريضة عشان مش متوفر منها ف المستشفي
قال طه :
هاتيها أنا هاروح أجيبها
أوقفته نعمات قائله :
لاء يابني خليك هنا عشان البت الصغيره مبتسكتش غير معاك وأنا هاروح أشتريها بسرعه وهاجي
طه :
طيب ثواني ياخالتي ... قالها وأخرج من جيبه عدة ورقات من المال وأعطاهم لها
نعمات :
لاء يابني أنا معايا والله
قال طه بإصرار :
لاء خديهم ولو محتاجه حاجه رني عليا وهنزلك
أومأت له بالموافقه وذهبت ... أقترب طه من شيماء التي لم تستيقظ بعد من المخدر الذي أعطاها إياه الطبيب ... جذب مقعد وجلس عليه جوارها فقال وهو ينظر إليها :
شوفتي يا ريتاج مامتك بتعذبني إزاي متعرفش إن بخاف عليها وبحبها أوي ولما سمعت الي حصلها قلبي كان هيقف من الخضه والخوف عليها
_ بدأت تفتح أهدابها رويدا لتجده يجلس جوارها فقالت بصوت منخفض يبدو عليه الوهن والتعب :
أنا فين ؟؟
كاد يتفوه طه ليجيب عليها لكن قاطعته الممرضه التي جاءت للتو لتطمأن ع توصيل المحلول بيدها جيدا :
حمدالله ع السلامه ياجميل
بدأ وعيها يعود إليها لتتذكر ماحدث فحاولت النهوض بفزع وقالت :
أنا فين
أجابت الممرضة وهي تحاول تهدأتها :
أهدي يامدام أنتي ف المستشفي والي جابك ناس ولاد حلال لما شافوكي مرميه ع الأرض بعد ماخبطك توكتوك وجري أدام سجن طره
عقد طه حاجبيه بتعجب قائلا :
سجن طره !!
حينها تفاجأت شيماء بوجوده لتنظر إليه لتجده يرمقها بتساؤل ... لتكمل الممرضة حديثها :
الخبطه كانت جامده وخلتك تنزفي جامد الدكتور لحقك بسرعه بس للأسف الجنين مات ربنا يعوضك بأحسن منه يا حبيبتي
وكانت تلك الكلمات كوقع الصاعقة فوق كلا من شيماء التي تنظر إلي طه المتسمر بنظرة تنفي ذلك الإتهام التي رأته بداخل عينيه إليها ... بينما طه ف محاولة إستيعاب ما تفوهت به الممرضة
_ عن أذنكم هاروح أبلغ الدكتور إنك فوءتي عشان يجي يطمن عليكي ... قالتها الممرضه وذهبت
حاولت شيماء النهوض بجذعها وقالت :
طه أرجوك أوعي تفهم غلط والله العظيم أنا....
قاطع كلماتها الطبيب :
حمدالله ع السلامه يامدام شيماء وألف سلامه ع حضرتك
أومأت له بشبه إبتسامة وعينيها لاتفارق طه الذي يرمقها بصدمة ونظراته كانت أقوي ألما من الكلمات
قام الطبيب بفحصها وأنتهي قائلا:
تمام جدا ... ممكن حضرتك تروحي ع بليل إن شاء الله
ولجت نعمات وقالت :
أنا جيت ..
وجدت شيماء مستيقظه فهللت بسعاده ...
_ حبيبتي ألف سلامه عليكي يابنتي ... قالتها نعمات وهي تعانق شيماء التي لم تري أحدا سوي طه
الطبيب :
حضرتك والدتها؟؟
أجابت نعمات :
لاء يا دكتور أنا مرات أبوها الله يرحمه وف مقام أمها
إبتسم الطبيب بتعجب وقال :
ربنا يديم المحبه
نعمات :
تسلم يادكتور .. هي حصلها أي ؟؟
الطبيب :
إحنا إستلمناها كان مغمي عليها وبتنزف والحمدلله وقفنا النزيف بس ربنا مش رايد إن الجنين يعيش ربنا يعوضكو خير إن شاء الله ...هي دلوقت بقت كويسه وممكن تروح بلليل بس تلتزم بالعلاج وتاكل كويس ... يلا أسيبكو وهبقي أجي أطمن عليها قبل ماتمشي .. عن أذنكو
نعمات :أتفضل يادكتور ... أقتربت من شيماء وقالت :
أخص عليكي ياشيماء كنتي حامل ومتقوليليش ؟... ولا أنت ياطه تقولي ع الأقل كنت أخدت بالي منها
لم يتحمل طه أكثر من ذلك نهض وقال :
أنا ماشي وهابقي أبعتلكو تاكسي عشان تروحو ... قالها وهو يعطي الصغيرة لنعمات ووجهه شديد الغضب ويرمق شيماء بنظرات حاده
لاحظت نعمات ذلك وهي تأخذ الطفله وقالت :
مالكو بتبصو لبعض كده ليه ؟؟ ماتفهموني ياولاد
أجاب طه بإقتضاب :
خليها تفهمك
قالها وغادر ع الفور لتجهش شيماء بالبكاء ... ألتفت إليها نعمات وقالت :
وأنتي بتعيطي ليه دلوقت !!.. ربنا إن شاء الله هيعوضكو خير ويرزقكو تاني وتالت ... متزعليش ده كله قدر ومكتوب عند ربنا
نظرت إليها شيماء بعينيها الباكيه وقالت بصوت منخفض :
أنا مكنتش حامل من طه
رمقتها نعمات بعدم فهم وقالت :
مش فاهمه حاجه إزاي يعني !!
لم تجيب شيماء لكن نظرات عينيها كانت كفيلة بالإجابه لتدركها نعمات .. شهقت بصدمة وضربت كفها ع صدرها وصاحت قائله :
يالهوي ... كنتي حامل من عبدالله !!!
********"""""""*******""""""********
_ تتمدد ع الأرض بداخل الحظيرة مقيدة اليدين والقدمين
.. وجهها وكل أنحاء جسدها مليئة بالكدمات وجنتيها شديدة الإحمرار والتورم ... تغط ف النوم بعد ماحدث لها بالأمس
فلاش باك
_ فضايح وجرس كيف يا أماي ؟؟؟... قالها صالح الذي ولج للتو يحدق ف شقيقته بنظرة قاتلة وكأنه بستشعر شيئا وخاصة ملامح والدته الشاحبة الحزينة تدل إن هناك كارثة لا محالة ... نظرت علا بخوف إلي والدتها ثم إلي شقيقها
فقالت والدته بتوتر أثار الشك بداخله :
ممم مفيش يا ولدي ... خيتك كانت بتحكيلي عن مشاكل عند الناس الي بتخدم حداهم
رمقهم بعدم تصديق وقال :
إجده طيب ...أنا كنت جاي أطمن ع خيتي بعد ما شوفت الحكيمة مشيت من عنديكم
كادت تتحدث والدته فأجابت علا بتوتر وخيفة :
تت تسلم يا صالح أنا بخير والحمدالله
صالح :
زين .. أنا رايح أزور واحد صاحبنا تعبان ... ولما أعاود هابجي أجعد معاكي نتحدث ف موضوع جوازك من ولد خالك
أبتلعت لعابها بخوف وهي تتبادل مع والدتها نظرت الخوف والتوتر والقلق حتي أيقن صالح أن هناك أمر هام يخفي عليه من قبل والدته وشقيقته ... هم بالذهاب وقال :
محتاجين حاجه أجيبها وأني جاي ؟؟
أجابت والدته :
شكرا يا ولدي ... متتأخرش عشان ولد خالك ميجعدش لحاله
رمقهما بنظرة عميقة وتصنع المغادرة :
يلا سلامو عليكو
ألتقطت كلتاهما أنفاسهما بصعوبة ... نهضت الأم لتنقض ع إبنتها تجذبها من ثيابها قائلة :
إياك تكوني فاكره هخبي عاملتك السوده دي ع أخواتك الرجاله أنا كل خوفي ليعرف ولد خالك الي حدانا جوه ده بالي هببتيه ويروح يخبر خالك وتبجي مصيبة أكبر من إجده ... يارب يخدك ويريحني
شهقت علا ببكاء وقالت :
أقسملك يا أمي أنا مظلومة وعمري ما فكرت أعمل حاجه زي كده
تلفتت والدتها حولها بتيه وهي تضرب ع فخذيها بحسرة قائلة :
يافضحتك يا فاطنه ع يد بتك الي جابتلك العار ليكي ولأخواتها... حامل ... حامل يابت بطني !!!... أرفع راسي كيف بعد إجده لما تبجي سيرتك ع كل لسان
لم تنتبه إلي ذلك الواقف خلف الباب يسترق السمع والدماء تغلي بعروقه حتي كاد ينفجر ... دفع الباب كالعاصفة الهوجاء بصوت مرعب أرتجفت أوصالها من هيئته الشيطانية تقسم إن نهايتها للتو لامحاله قال :
حامل !! حامل يابنت ال...... يصيح بها مرارا وتكرارا وهو يقوم بسحلها من الفراش ع الأرض ليهبط عليها بكفه الغليظ بصفعات لن تستطيع حصرها والكثير من الركلات ف ساقيها ... والدتها صاحت به :
سيبها ياولدي هاتموت ف يدك
صالح :
لازما تموت الخاطيه الفاجرة وجبلها هاتشوف هعذاب هخليها تبوس ع يدي لأجل أجتلها
كانت تصرخ وتبكي بصوت تنقطع له أوتار القلوب
لم تتحمل رؤية ماحدث لإبنتها ع يد شقيقها ... أمسكت يده لتدنو عليها لتقبلها حيث تستعطفه قائله :
أحب ع يدك يا ولدي
جذب يده وأنحني نحو والدته يقبل رأسها قائلا : استغفر الله ياما
والدته :
ورحمة أبوك ماتجتلها
وقع صالح ف حيرة من أمره أراد قتل شقيقته ووالدته تتوسله بعدم القيام بهذا الأمر.. . زفر بغضب وخطي ذهابا وإيابا وينظر إلي علا بنظرات قاتله فقال :
كيف ياما ما جتلهاش !! دي جبتلنا العار وهتبجي سيرتنا كيف اللبانه ع كل لسان أهل البلد .... نظرت والدته إلي أسفل منكسة الرأس وأخذت تبكي وتنوح
..أنتفخت أوداجه وثارت أغواره ... لم يستطح كبح جموح غضبه أكثر من ذلك ... جذب شقيقته من خصلاتها يسحلها ع الأرض خارج المنزل وهي تصرخ من الألم وأتجه بها نحو الحظيرة التي تقع خلف منزلهم مباشرة ليلقي بها إلي الداخل بجوار الطيور والماعز ...رمقها بنظرة شر وإحتقار قائلا :
أنا مش هوسخ يدي بدمك لأجل خاطر أمك لكن هاسيبك أهنه مع البهايم والطيور لأن ده مجامك... وهم يالمغادرة لكن بصق عليها بإشمئزاز ثم غادر
باااااااك
... يحيط بها القش وروائح كريهة وأصوات مزعجه ... تقدم نحوها وهو يحمل دلو مليئ بالمياه ليلقي بها ع وجهها ... أستيقظت تشهق بفزع
علا: هااااااااااا
رمقها شقيقها صالح بإزدراء وقال :
إن كان عليا كنت دفنتك مطرحك لكن الموت ليكي راحة ما هتنوليها عاد غير لما تجولي مين إبن ال..... الي عمل عملته وياكي يافاجرة
صاحت ببكاء :
لسه فاكر !!وكان فينك إمبارح وأنت نازل فيا ضرب بإيديك ورجلك !! كنت بتحايل عليك عشان تسمعني ومتحكمش عليا ظلم
أجاب عليها بسخرية :
ظلم!! فكراني عيل برياله إياك !!... ياما جولت لأمك ياما البت متخرجش من الدار وملهوش عزا شغلها ف البندر كانت تضحك عليا بكلمتين تهديني وأفاجئ إنك لساتك بتخدمي ف البيوت ... وأدي أخرتها يابت أبوي حوصل الي كنت خايف منه
صاحت به باكيه :
والله مظلومة ياصالح ...كنت مغصوبة ع الي حصلي
زمجر بغضب عارم وجذبها من خصلاتها التي تكاد تقتلع ف يده وصاح ف وجهها وهو يلقنها صفعة تلو الأخري :
يافاجرة يابنت ال...... جبتلنا العار ... هوري وشي كيف للناس... هاجول أي عاد لخالك الي زمانه ع وصول هو ومراتو ؟؟؟
صرخت ببكاء دوي :
اااااااااااه كفياااااااك ياصالح ... ورحمة أبويا ماكان بأيدي هو الي عمل فيا كده ... وأخذت تسرد له ماحدث معها من بين شهقاتها بدون تفاصيل دقيقة حتي لاتثير غضبه أكثر من ذلك ... وكلما أستمع لحديثها تتسع عينيه بشرر مستطير ... جذبها من ساعدها الذي كاد ينكسر ف قبضته وقال :
إسمه أي ولد المركوب دي وفين أراضيه ؟؟
نظرت له بتوجس تخشي مايفكر به فقالت :
أنت هتقتله ؟؟
دفعها بقدمه بعنف ووحشيه قائلا :
ملكيش صالح يا فاجرة ... أي خايفه عليه إياك ؟؟
لم تتفوه بحرف واحد ... ساد الظلام عينيه لينقض ع نحرها بقبضتيه ويصيح بها :
أنطجي ... جولي
أنقطع عنها الهواء وجهها أحتقن بالدماء وكانت ع وشك الموت لتتفوه بصوت متقطع :
ها.. ق...ول .. هاق..ول
فك كفيه عن عنقها لتلتقط أنفاسها بصعوبه وتنظر له برعب شديد وقالت :
المهندسين .....
*******""""""""********"""""""""*******
_ ترجل من سيارة الأجرة كلا من نعمات ومعها الصغيرة وطه يسند شيماء متجها بها إلي فناء المبني المقابل لمنزله حيث تقطن نعمات ...توقفت شيماء وقالت بإصرار :
أنا عايزه أروح شقتنا أنا وأنت
تصنعت نعمات إبتسامة زائفة وقالت:
تعالي عندي يابنتي عشان أقدر أراعاكي وأخد بالي منك أنتي وبنتك
شيماء :
معلش يا خالتي خليني أطلع ف شقتي أحسن وأنا الحمدلله حاسه إني بقيت أحسن
تنهدت نعمات بسأم وهي تنظر إلي طه بقلق وخوف ... تخشي ع شيماء بعدما علمت بخبر حملها والأخري سردت لها كل ماحدث معها والذي لم يعلمه طه بعد ..
نعمات :
طيب أنا طالعه شقتي هحضرلكو حاجة تاكلوها وجايلكو ع طول
شيماء:
بلاش تتعبي نفسك ياخالتي أنا مش جعانه
نعمات :
هتاكلي غصب عنك عشان العلاج الي بتاخديه وتقدري تقومي عشان تاخدي بالك من بنتك
نظر إليها طه لثوان بنظرات توعد وقال :
خالتك بتتكلم صح
زفرت بسأم وقالت :
حاضر ياخالتي أعملي الي أنتي شيفاه
طه :
يلا عشان أطلعك ... قالها وهو يرمقها بإزدراء ثم قام بحملها ع زراعيه ويصعد بها الدرج وهي متشبثه به محاوطه عنقه بزراعيها ... تسمع صوت فوران بركان من الغضب بداخل صدره ... لتدعو الله أن تمر تلك الليلة ع خير ....
أنزلها أمام باب المنزل وقام بفتحه وقال بإقتضاب :
أتفضلي
ولجت بخطي واهنة إلي الداخل متجهه نحو غرفتها ... تخلع حجابها وتركته ع طرف التخت وقد وصل توترها إلي ذروته تعلم إنها ع وشك مواجهة قوية بينها وبين طه الذي ولج إلي الغرفة الأخري يفتح الخزانة ليخرج منها حقيبة كبيرة وضعها ع تخته وجذب السحاب لتنفتح ع مصرعها ... ظل يأخذ ثيابه المعلقة والمطويه يلقي بها إلي داخل الحقيبة ...
وصل إلي مسمعها صوت ضجة أثر إغلاقه للخزانة بعنف ... ذهبت لتري ماذا يحدث ... لتراه يمسك بالحقيبة ويهم بالذهاب ... وقفت أمامه وقالت :
رايح فين ؟؟
رمقها بنظرة عميقه لم تدرك منها شيئا ليزفر بضيق وقال :
أنتي شايفه أي !!
أجابت عليه :
شايفه إنك واخد شنطة هدومك وماشي وسايبني ف ظروفي دي
رفع إحدي حاجبيه بسخريه ثم قال :
تصدقي مش واخد بالي ... أنا أصلا ماسك نفسي بالعافيه عنك ومش عايز أفتح معاكي حرف واحد مراعاة لظروفك وقولت خليني أبعد أحسن اليومين دول ولما تفوءي من الي حصلك هحاسبك
شيماء:
تحاسبني !!!... مش تسمعني الأول قبل ماتحاسبني ولا تحكم عليا !!
صاح بصوت مرعب جعلها تتراجع إلي الخلف :
مش محتاج أسمع أي كلمة ... الحكاية واضحه زي الشمس ... إن كان حملك الي مش مني ولا زيارتك لحبيب القلب الي مش قادرة تنسيه وكمان خونتيني معاه
صاحت بصراخ غاضب :
أخرسسسسس .... والله العظيم ما خنتك
رمقها بإزدراء وقال :
والي كان ف بطنك ده منين !!
شيماء :
كنت ناوية أحكيلك بس خوفت ... خوفت لتبعد عني وتسيبني وأنا ف أشد الحاجه لوجودك جمبي
طه :
و مكنتيش خايفه لأعرف زي ما عرفت بالصدفه النهارده !!
نظرت إلي أسفل بخجل وقالت بتوتر :
أأ أنا كنت حامل من عبدالله بس كان غصب عني مش بمزاجي .... نظرت إليه بطرف عينيها وليتها ما نظرت ... رأت الشرر يتطاير من عينيه ووجهه شديد الحمرة من الغضب ... أردفت حديثها:
لما خطفني قبل جوازنا بفترة وخدني ف العشه الي لاقاني فيها البوليس .. طلب مني أرجعله وأعيش معاه ف المكان الي هيهرب فيه ... حسيت باليأس وقتها وكان نفسي يقتلني وأرتاح
... فضلت أستفذ فيه لكن مكنتش أتوقع إنه .... صمتت وبدأت تبكي ....
إنه هيعتدي عليا زي الحيوان ... أخذت تبكي وطه يرمقها بوجه متجهم
شيماء :
لو كان وقتها جوايا لسه مشاعر ليه ... فالي عمله فيا قتل كل حاجه جوايا من ناحيته.. كان عندي إنه يقتلني أهون
طه :
وطبعا أتجوزنا وساعتها عرفتي إنك حامل ومخبيه عليا وروحتيلو السجن من غير علمي عشان تقوليلو إنك حامل منه
صح؟؟
صاحت به :
لاء مش صح .. أولا أنا لسه عارفه بخبر حملي من حوالي أسبوع ثانيا أنا روحتلو السجن عشان بعتلي واحد من أصحابه البلطجيه يبلغني إن لو مروحتش له السجن هيقتلك وهيقتل خالتي نعمات ويخطفو ريتاج ويحرمني منها
يستمع إليها وتمني أن لو عبدالله أمامه الآن لكان يذيقه ويلات العذاب بألوانه لكن لم يشفع لزوجته كيف تخبأ عليه كل هذا ...
طه :
ماشاء الله كل ده حصل وأنا آخر من يعلم .. كنتي مستنيه تقوليلي لما تولدي!!!.. نفسي أفهم أنا بالنسبه لك أي ؟؟؟
أجابت وهي تبكي :
أنا والله بحبك عشان كده خبيت عليك ولما روحتلو السجن كنت خايفه ليأذيك
طه :
ع أساس إن أنا مش راجل ولا قادر أحمي نفسي ولا أحمي أهل بيتي!!! ...عموما أنا هريحك مني خالص لأن مليش لازمه عندك
قالها وأتجه نحو باب المنزل ... صرخت شيماء قائلة :
طه أرجوك متسبنيش ... أنا آسفه سامحني
ألتفت إليها وقال :
لازم أمشي يا شيماء ع الأقل كل واحد فينا يراجع نفسه ويشوف هل يقدر يكمل ولا لاء ... قالها وهو يحدق بها بنظرة خيبة وندم ثم غادر ع الفور ... تركها وحيدة ف درب مظلم لتبدأ نيران العذاب تندلع ع الجانبين وقلبها يحترق ألما وعينيها تذرف عبرات الحزن والندم ....
تدعو بنبرة صوتها المليئ بالآلام :
ياااارب ... يارب أنت الوحيد الي عالم بحالي ... أنا راضية بقضاءك والحمد والشكر لك ... مليش غيرك أرحمني برحمتك وأعفو عني ياكريم يا الله .
********""""""""""*********"""""""""******
_ بداخل مشفي خاص لعلاج الأمراض النفسية والعصبية ...
طرق قصي الباب فقال الطبيب من الداخل :
أتفضل
ولج إلي الداخل ليقف الطبيب ويرحب به :
أهلا أهلا قصي بيه ... أزي حضرتك يافندم ؟
قالها ثم جلس وجلس قصي أيضا ع مقعد أمام المكتب
أجاب قصي بشبه إبتسامه :
تمام ... كلموني من الشركة إنك أتصلت وبلغتهم إنك عايزني ضروري
الطبيب :
أصل كلمت حضرتك ع رقمك الشخصي لاقيته غير متاح فقولت أتصل ع الأرقام التانيه الي سبتهلنا ف الفايل بتاع مدام صبا
زفر قصي بنفاذ صبر من ثرثرة ذلك الطبيب فقال:
المهم يا دكتور مراتي عامله أي دلوقت ؟؟
أبتسم الطبيب بسماجة وقال :
ما أنا كنت لسه هاطمنك عليها ... هي الحمدلله بدأت تاكل وبقت ترد علينا من خلال تعابير وشها
أرتسم الفرح ع وجهه حتي أنغمرت غمازتيه فقال :
ينفع أشوفها ؟؟
الطبيب :
طبعا يافندم وياريت حضرتك تدعمها نفسيا ده هيساعدها ع تخطي الحالة النفسية الي هي فيها ...
نهض الطبيب وأشار إلي قصي وأردف :
أتفضل معايا
نهض قصي ليتبعه بخطي يدق لها قلبه ... يعلم جيدا إن ذلك اللقاء من أصعب اللقاءات بينهما ويخشي أن تنفعل لرؤيته ويسبب لها إنتكاسة ...
توقف الطبيب أمام ألغرفة التي تمكث صبا بداخلها وقال :
أتفضل حضرتك بس آسف لو كلامي هيضايق حضرتك ياريت بلاش تتكلم معاها ف أي حاجه تضايقها أو تضغط عليها
رمقه قصي بإبتسامة صفراء وقال :
عارف من غير ما تقول
أدار مقبض الباب برويه ...قام بفتحه وولج إلي الداخل لتقع عينيه عليها جالسة ع مقعد هزاز أمام النافذة المطلة ع حديقة المشفي ... أقترب منها بخطي هادئة يبتلع لعابه بتوتر ... توقف خلفها ليدنو إليها ويستنشق عطرها الذي يعشقه ... بينما هي علمت بوجوده عندما ولج للتو من رائحة عطره التي تميزها من بين آلاف العطور وأنفاسه الدافئة التي لفحت عنقها وهو يقترب بشفتيه من أذنها ليهمس بنبرة إعتذار وندم شديد :
أنا آسف
قالها وطبع قبلة حانيه ع بشرة عنقها ليشعر برجفة جسدها ولم تلتفت له بل بدأت عبراتها تتجمع وأنسدلت عبرة متلألأه فوق وجنتها
أعتدل ووقف ينظر إلي أنعكاس صورتها ع زجاج النافذة وقال :
ليكي حق مش تسمحيني وليكي حق ف أي حاجه هتعمليها معايا بس أرجوكي متسبنيش أنا مقدرش أبعد عنك ... أعملي فيا الي أنتي عيزاه ... صبا أنا محتاجلك ومش أنا وبس ... مالك إبننا محتاج حضنك الي أنا نفسي أترمي فيه وأضمك وأقولك وحشاني أوي ياملكة قلبي و روحي
_ تستمع إليه وعبراتها منهمره ع وجنتيها تتجنب رؤية إنعكاسه ع الزجاج لكن تراه بقلبها
لم يتمالك دموع قلبه لتتجمع عبراته ف عينيه هو أيضا ويخطو ليقف أمامها ويجثو ع ركبتيه محدقا بزيتونتيه داخل رماديتيها المليئة بالشجن .. ليردف حديثه :
عارف إنك شيفاني وحش وقاسي وظالم عشان الي عملته معاكي عشان كده جتلك وبطلب منك السماح والرضا وإنك تساعديني وتقفي جمبي وكل الي عيزاه هعملهولك طالما ده الي هيسعدك ويرضيكي ... أنا آسف ياحبيبتي ... قالها بصوت ع وشك البكاء ...أمسك يدها وقام بتقبيلها لثوان حتي سقطت عبره وشعرت بها ... بدأت تحريك يدها الأخري لتضعها ع رأسه تتلمس خصلات شعره ... أعتصرت عينيها بألم ليمر أمامها شريط الذكريات بدءا من عندما كانت تراه ف الحفلات التي كان يقيمها والده بداخل قصره وأيضا عندما تزوجها غصبا وعاملها بقسوة ثم تحولت معاملته هذه إلي الحنان وأستطاع أن يمتلك قلبها ومشاعرها ليصبح عشقها المتيم ... وتوالت ذكري تلو الأخري لتنتهي بما أقترفه معها عندما قام بجذبها كالجارية وألقي بها بداخل غرفة القبو التي تمثل لها أكثر الذكريات ألما ...
أرتسم الإمتعاض ع ملامحها التي بدأت بالتشنج ويصدر منها صوتا أشبه بالزمجرة لتجهش ببكاء شديد..
رفع رأسه وأمسك وجهها بين كفيه بخوف قال :
حبيبتي مالك؟ ... مالك ياصبا ؟؟؟
تحول صوت بكاءها إلي صراخ صاخب وع أثره ولج الطبيب والممرضات بسرعة إليها ... أبتعد عنها قصي وعينيه متسعه بذعر وذهول ...
_ حضرتك عملتلها أي وصلها للحاله دي ؟؟!!!
صاح بها الطبيب
كان ف موقف لايحسد عليه .. وقف متسمرا أمامهم وهم ف محاولة لتهدأتها حتي يستطيع الطبيب بغرز حقنة المهدأ ف زراعها
أقتربت منه الممرضة الأخري وقالت :
معلش ياقصي بيه ممكن حضرتك تتفضل تطلع بره وهنبقي نطمنك عليها ...
ظل صامتا ونظر إليها بعينيه الدامعتين ثم إلي صبا التي حملوها إلي الفراش بعدما قام الطبيب بحقنها بالمهدأ وبدأت تغفو ف ثبات عميق ... لم يتحمل رؤيتها بتلك الحالة التي أوصلها إليها ... ركض إلي الخارج ليغادر المشفي ... ولج إلي سيارته وأنطلق إلي إحدي الملاهي الليلية وأخذ يتجرع كأس من الخمر ... واحد ثم الأخر ... ظل يشرب إلي أن أصبح ثملا ولم يعد قادرا ع الوقوف
_ قصي بيه كده كفايه حضرتك مش قادر تصلب طولك .. هتروح كده إزاي !!!... قالها نادل البار الذي يعرفه سابقا
قال قصي بصوت ثمل :
ملكش دعوه وصب لي كاس تاني
زفر النادل بضيق ولم يجد سوي أن يخبر كنان فقام بمهاتفته وأخبره بما يحدث ....
وبعد مرور نصف ساعة ... وصل كنان للتو و وجد قصي يجلس ع مقعد البار وينام برأسه ع الطاولة الرخامية ويتمتم بتلك الكلمات :
آسف ...سامحني .. أنا بعشقك ياصبا
كاد ينهض وع وشك أن يقع ليلحق به كنان وقام بإسناده قائلا :
أي الي أنت عملته ف نفسك ده بس .. يلا عشان نمشي
قالها ليضع زراع قصي ع كتفيه ويسند جذعه ويسير كليهما بثقل ... توقف قصي ونظر إلي كنان وقال بثماله :
هي الي خلتني أعمل معاها كده ... بس أنا بحبها ومش عايزه تسامحني عشان أنا وحش ... وحش أوي
شعر كنان بالحزن عليه فقال :
معلش يا باشا هي هتسامحك بس خليني أخدك القصر قبل ما حد من بتوع الصحافه يشوفك كده
قصي :
أنا مش عايز أروح القصر ... مش هاروح غير لما هي ترجع ... خليني هنا أحسن
كنان :
مش هينفع أسيب حضرتك هنا
قصي :
خلاص خدني عندك
شحب وجهه وأبتلع لعابه وقال: تحت أمرك حضرتك تنورني ...
قالها ليأخذه إلي داخل سيارته و قبل أن ينطلق بالسيارة إلي منزله الخاص ... هاتف زوجته :
مساء الخير حبيبتي ... كيف حالك؟
سيلينا :
أنا بخير ... أين أنت ؟
كنان :
سوف أكون لديك بعد قليل ومعي قصي .. أذهبي إلي الغرفة ولا تغادريها حتي لايراكي ... مازال لايعلم إنك زوجتي وهذا ليس وقت مناسب لأخبره
سيلينا :
حسنا عزيزي
أغلقت المكالمه وأرتسمت بسمة عارمه ع محياها وقالت :
وأخيرا سوف أراك حبييي !!!!!
********""""""""*******""""""""**********
_ ترجل ياسين من سيارته أمام الفرع الرئيسي للشركة التي يعمل بها ... كانت نظراته متوعدة بداخله غضب عارم ..
ولج إلي الداخل والبعض من مايعرفونه قامو بإستقباله بترحاب وإبتسامة لكن كان لم يبادلهم حرف واحد ... يخطو بسرعة حتي وصل إلي مكتب حازم الذي كان يتناقش مع إحدي الموظفين ...
حازم وهو يشير بقلمه إلي الملف الورقي الذي أمامه :
هتاخد الفايل ده وهتكتبو وورد وبعد ك......
قاطعه ياسين الذي دفع الباب بكل قوته وأنقض عليه باللكمات بدون أي مقدمات وصاح به :
كله إلا مراتي يا و....
قام الرجل الثاني بالدفاع عن حازم بإزاحة ياسين عنه لكن الآخر دفعه باللكمه قوية أوقعته إلي الخلف .. تمكن حازم من النهوض وإبعاد ياسين عنه وقال بصياح :
ف أيييييييه مش فاهم حاجه
رمقه ياسين بغضب مستطير وهو يلتقط أنفاسه قائلا :
كنت طول عمري عارف إنك و.... وبتاع ستات بس معرفش إنها توصل بيك وتلف ع مرات صاحبك
تصنع حازم نظرات الإندهاش وقال :
أنا !!!
أمسك ياسين بهاتفه ووضع شاشته أمام بصره وقال :
تقدر تقولي كنت بتعمل أي عند مراتي ف الجامعه ؟؟
أتسعت عينيه وكسا وجهه الشحوب وقال :
الصورة دي جاتلك إزاي ؟؟
رمقه ياسين بإزدراء وإحتقار وقال بإشمئزاز:
جاتلي من واحده متفرقش عنك ف الوساخه بالظبط ... بس أنا عارف أخرتها أي ونهايتها قربت معايا ... فاكريني عبيط ومش فاهم لعبتكو القذرة عليا أنا ومراتي ... بس أقسم بالله يا حازم لو قربت من أهل بيتي تاني ولو حاولت تبصلها بس هقتلك أنت فاهم ؟؟... هقتلك
قالها وبصق ع مقربة منه وغادرمثل العاصفه التي عادت إلي أدراجها بعدما دمرت كل شئ..
حينها تجمع العاملين بالشركة أمام المكتب ينظرون جميعهم إلي حازم ... صرخ فيهم بغضب :
أنتو واقفين بتتفرجو ع أي !! كل واحد يروح ع مكتبه ... غورو من وشي
ذهب الجميع وأغلق الباب خلفهم بعنف وأخذ يتنفس ويخلل أنامله ف خصلات شعره وملامحه شديدة الغضب ...
يجول الغرفه بعينيه حتي وقعت ع هاتفه الموجود ع مكتبه ... أخذه وأجري أتصالا وهو يجز ع أسنانه ... ليأتيه الرد من الجانب الأخر صوت أنثوي بدلال :
زوما حبيبي فينك يا بني ؟؟
أجاب حازم من بين أسنانه :
أنتي فين ؟؟
رانا :
أي الداخله الشمال دي !! حصل حاجه معاك ولا أي ؟؟
حازم :
رانااا ... إنجزي وقوليلي أنتي فين ؟؟
رانا :
ف البيت هاكون فين يعني
حازم :
أنا جايلك دلوقت ... سلام
أغلق المكالمه وألقي هاتفه بحنق ع سطح المكتب وزفر بغضب وقال :
بتلعبي من ورايا وبتصدريني لوش المدفع ... وربنا لأربيكي ع الحركة دي .
********""""""""""*************"""""********
_ تقف خلف النافذة تنتظر ع أحر من الجمر ... كم تشتاق لرؤيته ... وها هو ثغرها يبتسم تكاد الإبتسامة تصل إلي أذنيها عندما رأت سيارة زوجها وصلت وتوقفت أمام البناء ... ليترجل منها ويلتف للجهة الأخري وفتح الباب ويسند ذلك الثمل للغاية عليه ... تراقص قلبها كالفراشة من الفرح ... تعلم إن عليها الإلتزام بغرفتها كما أمرها زوجها لكن منذ مكالمته لها وهي تخطط كيف تنفرد بعشقها الذي لم تتواني عنه ... ركضت إلي الكمود وفتحت إحدي الأدراج لتخرج علبة بلاستيكية صغيرة مليئة بأقراص منومة ... قامت بدفسها ف جيب معطفها القطني ...
أسترقت السمع من خلف الباب حين فتح كنان باب المنزل وولج بثقل حيث مازال يسند قصي الذي يتمتم بكلمات غير مفهومة أثر الثماله ... أتجه به إلي إحدي الغرف ليضعه ع التخت ... أرتمي ع الفراش وقال :
مش عايزه تسامحني ... هي كرهتني خلاص
ربت عليه كنان بشفقة ع حالته وقال له :
معلش ياباشا أديها وقت تهدي
_ أنا السبب أنا الي عملت فيها كده لأن أنا قاسي وأناني فعلا زي ما قالتلي .. أنا مستحقش حبها ليا
كنان وهو يحاول مساعدته ف خلع سترته :
نام وأستريح وبكره نبقي نتكلم ... تصبح ع خير ... تركه وغادر الغرفة ليذهب إلي سيلينا التي تصنعت النوم حينما ولج ... ضغط ع زر الإضاءة ...
_ كنان ... قالتها سيلينا وهي تتثاءب
كنان :
عذرا حبيبتي لقد تأخرت عليك كما تعلمي الظروف التي يمر بها
أرتمت ع صدره وقامت بمعانقته وقالت :
لا عليك حبيبي... أنا أعلم ذلك
عانقها بقوة قائلا :
شكرا حبيبتي
قالها وأبعد رأسها عن صدره ثم حدق ف عينيها وكاد يقبلها .. أبتعدت عنه بشكل مفاجئ قائله :
يا ألهي قد نسيت أعد لك العشاء
أمسك يدها ليجذبها إليه ويرمقها بنظرات مبهمة قائلا:
لا أريد شيئا
سيلينا وهي تهم بالإبتعاد مرة أخري قالت :
حسنا سأذهب وأحضر لك بعض الفاكهة
جذبها إليه مرة أخري لترتطم ف صدره وتسمرت عينيها ف عينيه ترمقه بتوتر جلي ...
كنان :
أخبرتك أنني لا أريد شيئا ... بل أريدك أنتي .. أشتقت إليكي
حدقت به لثوان ثم قالت :
ماذا ؟؟... أأ أنا .....
قاطعها محيطا خصرها بيديه وأقترب من عنقها هامسا بشفتيه :
لما كل هذا التوتر ؟؟... تعلمين كم أهواكي ... وأنتي لاتكترثي بأمري
سيلينا :
أنا !!!!
طبع قبلة حانية ع عنقها وقال :
نعم أنتي ... تتهربين مني كلما أقتربت منك
أجابت عليه بإبتسامة مصتنعة :
إطلاقا ... ولربما لأنني أشعر بالخجل أحيانا
إبتسم بتهكم وقال :
تشعرين بالخجل !!
سيلينا :
وما المضحك فيما تفوهت به ؟؟!!
كنان وهو يخلع سترته يلقيها ع التخت ..زفر بسأم وقال :
لاشئ عزيزتي ... قالها وشبه إبتسامه ساخره ع ثغره .. يجول ف ذهنه إنها ما تزال تفكر بالآخر وإن زواجها منه ليس إلا زواج مصلحة حتي تبقي بالقرب من قصي .
*******""""""********"""""""""******
_دفعت باب غرفة مكتب والدها بالمنزل ...وقالت :
وأنا مش عيلة صغيرة وأدري بمصلحتي كويس ... صاحت بها ملك عاقده ساعديها أمام صدرها وتنظر إلي والدها بتحدي وقوة
كانت ف يديه أوراق يتفحصها مرتديا نظارة طبية ... ترك مابيده أمامه ع المكتب ف هدوء تام وقال :
وهو من الزوق والأدب ينفع أنك تدخلي ع باباكي بالمنظر ده !!!
أنزلت ساعديها وزفرت بضيق وقالت :
سوري بابا بس حضرتك السبب ... ليه حضرتك مبتفكرش غير ف نفسك وإحنا مش مشكله !!..ليه كل حاجه عندك هي الفلوس وده أبن مين ودي بنت مين وعايز تجوزنا ع كيفك جواز مصالح وخلاص
أجاب عليها عزيز بهدوءه الإستفزازي كالمعتاد :
لأن ده الصح لازم يبقي فيه تكافؤ مابينك ومابين الي هتبني معاه حياتك... تقدري تقوليلي هاتعملي أي لما تسمعيها بودانك لما يقولو شوفو دي إتجوزت الحارس بتاعها ؟؟
قالت له بتحدي وقوة :
أنا ميهمنيش الناس أنا كل همي الإنسان الي بحبه وبيحبني ... وأنا بحب مصعب وعمري ما بصيت له بالنظره الي أنت شايفه بيها
قهقه بسخرية وهو ينهض متجها نحوها لكن تظاهرت بالقوة والشجاعة ع عكس ما بداخلها من قلق وخوف من ردة فعل والدها ...
وضع كفيه ع كتفيها يحدق ف عينيها قائلا :
ملك ياحبيبتي أنا متفهم الي أنتي فيه كويس ... الي أنتي حساه ده نتيجة إنه كان معاكي ف كل أوقاتك ومبتشوفيش غيره ... عقلك هيئلك إن ده حب وهو مجرد حالة تعود مش أكتر
زفرت بنفاذ صبر وترقرق الدمع بداخل زرقاويتيها ... أبعدت يديه عنها وتراجعت للخلف وقالت :
لاء يا بابا الي بيني وبينه حب ويمكن عدي مرحلة الحب بكتير
أتسعت عينيه بنظرة غاضبه... بداخله يكبت غضبه حتي لايطلقه عليها
_ أنا لولا إن أب متفاهم وعارف دماغك كويس كنت أديتك قلمين محترمين عشان تفوءي وتعرفي إنك بتكلمي أبوكي... ومن الآخر يا ملك عشان أنا بدأت أزهق وهتسمعي مني كلام مش هيعجبك ... جوازك من مصعب ده تنسيه خالص وأنا إستحاله أوافق ... صمت لثوان يتذكر تحدي أبناءه له وتركهم المنزل حيث كل منهم يعيش حياة مستقلة بعيدا عن تملكه وسطوته... أردف بغضب :
أنا أبوكو وكلمتي هي الي تتسمع
إبتسمت بتهكم من بين عبراتها التي لم يتأثر لها ولو ذرة من التعاطف ثم ولته ظهرها لتغادر الغرفه قائلة :
أنا دلوقت عرفت إحساس يونس وياسين ويوسف وآخرهم آدم الي كنت هتدمره له حياته وحياة بنت إبن عمك الي من لحمك ... يا خساره يابابا ياخساره
قالتها وركضت وهي تبكي لتصعد إلي الأعلي حينها كانت جيهان خرجت من غرفتها لتري إبنتها ع حافة الإنهيار ...
فقالت بخوف وهي تقترب منها لتعانقها :
حبيبة قلبي مالك ؟؟
أجابت ملك وهي ترتمي ع صدر والدتها الحنون :
ماما أنا لو مصعب ما أتجوزنيش هاموت أنا مقدرش أبعد عنه ... أنا بحبه أوي ياماما ... قالتها ليغمرها البكاء بألم وقهر ... ربتت عليها جيهان قائله :
حبيبتي أهدي أنا لسه هاتكلم معاه وهفضل وراه لحد ما يوافق .. أنا كل أملي ف الدنيا إن أشوفك فرحانه وسعيده إنتي وأخواتك وعمري ما حسبتلها بالورقه والقلم ... تنهدت بألم وهي تغمض عينيها ثم أردفت وهي تبعد رأس صغيرتها عن صدرها لتحيط وجهها بكفيها تبتسم إليها بتفاؤل قائله :
حبيبة قلب ماما مش عايزه أشوف دموع ف عينيكي الجميله وأنا بوعدك بإذن الله الي نفسك فيه هيحصل وأنا أول الناس الي أتمنالك السعادة مع مصعب لأن ده الي يستحقك وتستاهليه ... عمري ما هانسي نظرات لهفته وخوفه عليكي وأهمها نظرة حبه ليكي والسعادة الي بشوفها ديما ف عينيكي لما بيكون معاكي ... أنا مش عايزه أكتر من كده
أشتدت ملك من معانقة والدتها قائله :
حبيبتي يا ماما ربنا مايحرمني منك ويخليكي ليا
تنهدت جيهان وبداخلها تغلي مراجل من الغضب من زوجها المتعجرف الذي لايهمه سوي المظهر والمال والحسب والنسب حتي لو كان هذا يأتي ع سعادة أبنائه
_ تركت إبنتها تذهب إلي غرفتها وأمرت إحدي الخادمات بإعداد عصير ليمون وتعطيه إليها ليهدأ من حالتها وهبطت إلي الأسفل .
*******""""""*****************"""""
قرعت باب المكتب .. ليأتيها صوته الغاضب من الداخل :
مش عايز أشوف حد
ولجت بخطي سريعه وتوقفت قائله بسخريه :
ومش عايز تشوف مراتك كمان !!!
لم يجيب عليها وخطي نحو النافذة المطلة ع الحديقة يفتح زجاجها ع مصرعيهما ليستنشق الهواء بعمق ويزفره بأريحيه
أقتربت منه زوجته وقالت :
يابرود أعصابك يا أخي ... أنت أي ؟؟؟... حرام عليك دول ولادك ... الواحد مستعد يضحي بحياته ف لحظة مقابل يشوف ضحكة سعادة ع وش إبنه أو بنته ... وأنت ما شاء الله بتحاول بكل جهد وكفاح إزاي تخلي أولادك يعيشو ف تعاسه وألم وحجتك الي زمانها ولي من سنين كتير هي العيلة وإسم العيله ... عيلة البحيري !!... كنت ديما بعاتب ع عمو.حكيم والدك الله يرحمه بسبب تفكيره العنصري والظالم الي خسرك إبنك البكري من زينب الشغالة والله أعلم عايش ولا ميت ... وبعد السنين دي كلها تيجي تعيد ماضي والدك بحذافيره وكأنهم مش ولادك
_ أطلعي بره يا جيهان ... قالها عزيز بهدوء الذي بسبق عاصفه بركانية مدمرة
جيهان :
هو ده أنت ... لما حد بيواجهك بأخطاءك ... بس أنا مش هتقمص وأمشي ... أنا هفضل أكلمك ولازم أفوءك وأشيل من ع عينيك الغمامة قبل مايفوت الآوان وتلاقي نفسك وحيد .... فوء يا عزيز وغير تفكيرك العقيم ده ورجع أولادك لحضنك ... ملهمش غيرنا ولا إحنا لينا غيرهم ... المفروض تكون سعيد لكل واحد فيهم مش توقف أدام سعادتهم وتدوس عليهم بجذمتك !!!
ألتف إليها وصاح بصوت أرعبها :
ما هم عشان ولادي عايزهم يكونو أحسن الناس
جيهان :
ده ما إسمهوش حب ياعزيز باشا ... ده إسمه تملك وقسوه وجبروت
رمقها بنظرة حاده قائلا :
حاسبي ع كلامك ياجيهان بدل ماتندمي
إبتسمت بألم وحزن وقالت :
أنا ندمانه فعلا ع إن محاولتش أغير سلبياتك من زمان ع الأقل كان زمان عيالي ف حضني مش كل واحد فيهم ف وادي حتي إبنك الكبير ودراعك اليمين مرحمتوش من قساوتك وكنت هتخرب له حياته
صاح كالعاصفه :
لاااااا بقي أنتي وبنتك متفقين عليا !!!
دلوقتي مبقتش عاجب جيهان هانم !!... وكمان ندمانه إنك مغيرتيش فيا ليه يعني شيفاني بعذب فيكو !! ...طبعا لازم ما أعجبش المدام ما جوازي منك مكنش ع هواكي من زمان
أتسعت عينيها بصدمة جليه وتجمدت الدماء ف عروقها ... قالت بخفوت :
أي الي أنت بتقولو ده ؟؟
حدق ف عينيها بنظرات ثاقبه وكأنه يقرأ ما بداخلها ... يقلب صفحات الماضي ف أعماقها ويحيي ذكراها الأليم قائلا بتهكم :
فكراني مش فاهم السنين دي كلها !!.. من ساعة مابدأت حياتي معاكي وأنا حاسس الي عايش معايا روحك وجسمك بس لكن قلبك معاه ... كل ما أبص ف عينيكي ألاقي صورته جواكي ... حاولت كتير أخليكي تحبيني زي ماحبيتك بس كل مرة بفشل أكتر .. حتي بعد العمر ده كله لما شوفتيه ف فرح إبنك لاقيت يومها ف عنيكي نفس النظرة الي كانت من 35 سنه ... وبكل بجاحه بيوقف معاكي ويقلب ف الماضي لسه عنده أمل
كادت تنطق وكأن شئ ما ألجم لسانها ليردف الآخر حديثه المؤلم :
عيبك ياجيهان ديما فاكره إن مبحبكيش وإن إتجوزتك تحت ضغط من أبويا الله يرحمه ...وعارف إن مشاعرك ناحيتي مش أكتر من حب عيشرة وعشان المركب تمشي ... ولو أنا غلطان ف كلمه قوليلي
أخيرا أستطاعت أن تتحدث فقالت :
بلاش تقلب ف الماضي أحسن ليا وليك وأظن كل واحد فينا دفع التمن أو تحديدت أنا الي دفعت التمن
حدق فيها بذهول قائلا :
دفعتي التمن !!!
ظلت تنظر له لثوان وكادت تجيب عليه فقاطعتها الخادمه بصياح :
الحقيني يامدام جيهان
إنتبه كلا من جيهان وعزيز إليها فأردفت الخادمه :
ست ملك جيت أطلعلها اللمون زي ما حضرتك قولتيلي ... أبتلعت لعابها وصمتت لثوان
_ أنطقي ... صاح بها عزيز
الخادمه :
ملقتهاش ف أوضتها ودولابها مفتوح وفاضي
جيهان وهي تنظر إلي عزيز بإتهام ولوم :
بنتي ... سابت البيت بسببك ... أنا عايزه بنتي ... عايزه بنتي ياعزيز ..
أخذت تردد كلماتها وهي تنظر من حولها كالضائعة ...وكادت تسقط ليمسك بها زوجها وجعلها تجلس ع المقعد
_ أهدي ياجيهان عشان ضغطك ... قالها عزيز
لم تستمع إليه من الظلام المحيط بها ... جفونها أنسدلت لتفقد الوعي ليصرخ عزيز بإسمها :
جيهااااااااااان
*********"""""""""*******""""""""*******
_ وف اليوم التالي ومازالت مستيقظة حتي أطمأنت إن زوجها يغط ف نوم عميق ... إنسحبت من جواره وهي تنظر إلي فنجان القهوة الفارغ الذي أرتشفه كنان ... إبتسمت ثم وقفت أمام المرآه وقامت بفك رباطة شعرها وأطلقته كسلاسل الذهب المنسدله وضعت حمرة شفاه باللون الرمان وخلعت معطفها لتصبح بقميص حريري باللون النبيذ يكشف معظم جسدها وأخيرا نثرت الكثير من العطر ذو رائحة مثيرة عليها وغادرت الغرفه بخطي هادئة وأغلقت الباب خلفها ...
وقفت أمام الغرفه التي بها قصي وفتحت الباب بدون إصدار صوت ... ولجت إلي الداخل لتتفاجئ بعدم وجوده حيث الفراش شاغرا ... لكن مهلا هناك ثيابه ملقاه ع الأريكة وصوت خرير المياه يأتي من المرحاض الملحق بالغرفة ... أطلقت زفره بإطمئنان ... جلست ع طرف التخت وتناولت قميصه المليئ برائحة عطره ممزوجة برائحة الخمر والسجائر ... وضعته لدي أنفها وأخذت تستنشقه بمتعة غامره ...وتعانق القميص وكأنه هو ... لم تشعر عندما أنفتح باب المرحاض وخرج منه ملتفا منشفة قطنية حول خصره وشعره مبتل تتساقط المياه منه ع كتفيه و صدره العاري ... توقف عندما رأي تلك التي تحتضن قميصه... لم يري وجهها جيدا ... خصلاتها متدليه ع جانب وجهها تخفي ملامحها ... لكن ساوره الشك ليتأكد إنها هي من ذلك الوشم ع كتفها وهو عبارة عن صورة تاج ملكي وبأسفله
Q. My King
قطب مابين حاجبيه وبصوت أجش قال :
ماذا تفعلين هنا ؟؟
أنتفضت بفزع وألقت القميص من يدها لتنهض وألتفت إليه تحدق به بنظرات شوق وحنين ...
_ لم أصدق نفسي .. كدت أفقد الأمل ف رؤيتك مرة أخري ... لكن لم أيأس بعد ... قالتها لتقترب نحوه وتوقفت أمامه مباشرة لتضع أناملها ع صدره تتلمس تلك القطرة المنسدلة بدلال ... ترمقه بنظرات إغواء
أمسك رسغها بقبضة قوية ويحدق بها بنظرات حادة أفزعتها قائلا :
أجيبي عن سؤالي
تراجعت إلي الخلف وهي تجذب رسغها من يده وقالت :
أنا زوجة كنان
إبتسم بجانب فمه ساخرا .. أردفت بحنق :
أجل تزوجت كنان حتي أبقي بالقرب منك
قصي :
أتظني أنا من يخون صديقه وزوجته !!
رمقته بنظرات خبيثة وقالت :
صديقك يعلم إنني مغرمة بك وبالرغم من ذلك تزوجني بينما زوجتك أصابها الجنون
صاح بغضب محذرا إياها :
إحذري .. إحذري أن تتحدثين عن زوجتي بهذا الأسلوب ..أفهمتي ؟؟
صاحت به :
أنظر جيدا أيها الغبي ... أنا أحبك إلي درجة الجنون .. أنت حقي أنا وليس هي قصي:
كفي عن الهراء ... تعلمين جيدا أنتي بالنسبة لي مجرد صديقة ... ليست مشكلتي مشاعرك نحوي
أقتربت منه للغايه وقالت بنبرة رجاء وعشق :
لكن أنا أحبك قصي
قالتها وأخذت تحدق ف عينيه وتقترب من شفتيه وكادت تقبله ...ليدفعها بعيدا عنه لتقع ع التخت وألتقط ثيابه وأتجه إلي المرحاض وقبل أن يولج إلي الداخل ألتف إليها وقال :
وأنا لن أعشق سواها
قالها ودخل إلي المرحاض ليرتدي ثيابه ... ثارت أغوارها لتطيح بكل مايقابلها وهي تصرخ :
اللعنة عليكما معا ... غادرت الغرفة تبكي بشدة لتذهب إلي غرفتها ... فتحت الباب لتجد كنان يقف أمامها يبدو إنه إستيقظ للتو ... وجدها تبكي بشدة فقال بنبرة شك :
لما تبكي ؟؟ وماذا كنت تفعلين بالخارج ؟؟
توقفت عن البكاء عندما رمقها بنظرات من الجحيم ... أبتلعت لعابها بخوف وقالت :
لا شئ
ذهب ع الفور إلي الغرفة الأخري ليجد قصي يرتدي سترته وينظر إليه بتوعد وغضب وقبل أن يرحل قال :
حسابك معايا تقل أوي ... سلام يا عريس ...قالها وهو يربت ع كتفه بسخرية ثم رحل
لم يتمالك كنان أعصابه حيث حدث ما كان يخشاه فصاح بغضب عارم :
سيليناااااااااااااااا
***********""""""""""*******""""""""""********
_ في إحدي شوارع حي الطالبية ...
يقف شابان أمام عقار قديم ... قال إحدهم يدعي ضياء :
ألحق يا واد ياتامر دي النجمة وصلت
نظر تامر نحو مايشير إليها صاحبه ليجدها مريم تسير جانبا وعينيها إلي أسفل لاتسلم من مضايقات الشباب والرجال لها منذ أن ترجلت من سيارة الأجرة
قال تامر لصديقه :
يابنت ال.... وأنا الي عمال ألف وأدور عليكي
ضياء وهو يعطي له سيجارة محشوة قال :
ناوي ع أي ياسطا ؟؟
ضيق عينيه بنظرة خبيثة كالذئب الذي يترقب فريسته وقال بصوت كالفحيح :
ناوي ع كل خير
ضياء :
مادام قولت كلمة خير يبقي ربنا يستر عليها ... أهدي يا صاحبي ده أنت لسه خارج من السجن بسببها
دفعه تامر من أمامه وقال :
ما أنا لازم أخد بتاري منها بنت ال..... دي
حينها ولجت مريم إلي العقار ليتبعها تامر وهو إبن صاحب العقار ...
صعدت الدرج حتي وصلت للطابق الثاني حيث تمكث شقيقتها حاليا ... ضغطت زر الجرس ثم طرقت الباب ولم تجد إستجابة ...
_ آنسه مي لسه مرجعتش من عند الحاجه من المستشفي ... قالها تامر ونظراته تخترقها من أسفل إلي أعلي
شهقت بفزع :
هاااا
أقترب منها ليستند بيده ع الحائط بجوارها قائلا :
شوفتي عفريت !!
قطبت حاجبيها بضيق وقالت :
ياريتني شوفت عفريت ولا شوفت خلقتك
تامر :
ليه كده يامرمورتي ... ده أنتي شكلك لسه زعلانه مني من اليوم إياه ؟؟؟
دفعته ف صدره ليبتعد قائله :
ولا زعلانه ولا مبسوطه أبعد عني وحياة أبوك
أقترب منها مرة أخري وقال :
بقي كده يامرمر !!!.. طيب إسمعي بقي يا نجمه من ساعة ماحضرتك طفشتي من المنطقه وأمك وأختك مدفعوش لأبويا جنيه من فلوس الإيجار
مريم :
وأنت مالك أنا هابقي أدفعهم لأبوك
تامر ونو يتلمس وجنتها وخصلاتها المبعثرة عليها :
ما أنا جايلك عشان أقولك أبويا بقاله شهرين مسافر وقعد ف بلده وأنا هنا بداله والي بلم الإيجار
زفرت بحنق وقالت :
طيب أعملك أي يعني معيش فلوس دلوقت أصبر عليا ع أخر الشهر
تامر :
أعتبريهم أتدفعو
رمقته بعدم فهم فأردف :
تعالي معايا فوق وأنتي هاتعرفي .. قالها وهو يجذبها من يدها ليصعد بها إلي شقته ... سحبت يدها لتهوي ع وجهه بصفعة قوية وصاحت به :
أنت قذر وحيوان
أتسعت عينيه حتي كادت تخرج من محجريهما فقال وهو يجذبها من خصلاتها :
بتمد إيدك عليا يا بنت ال.... جري أي يابت بتعمليهم عليا ... فاكره نفسك الطاهرة الشريفه ... لاء فوقي ياروح أمك ده أنتي مرمر نجمة الطالبية وكباريه ليالي الأنس ولا أكلملك عمك القرني يجي يفكرك ؟؟
صرخت بألم وهي تحاول تفك قبضته ع خصلاتها :
اااااااه ... سيبني حرام عليك ... ربنا ياخدك انت وهو وكل الأشكال الي زيكو .. حسبي الله ونعم الوكيل فيكو
تامر ومازال يعنفها بقسوه :
وبتدعي وتحسبني كمان .. أنتي الي جبتيه لنفسك ... قالها وكاد يجذبها لأعلي الدرج ليأخذها عنوة وإقتدار
حتي قاطعه ذلك الصوت وهي تصرخ بإسم شقيقتها:
مريم
ألتفت إليها ورمقها بشرر تاركا مريم بدفعها بعنف لتبتعد عنه وهي تستند ع الحائط ... نظر إليهما ونظر إلي مريم بتوعد وقال :
أختك رحمتك من الي كنت هاعمله فيكي بس ورحمة أمي الي ما بحلف بيها كدب ما أنا سايبك ده غير فلوس الإيجار هتدفيعها يا إما هرميكو أنتي وأختك وأمكو الي بتموت لكلاب السكك ف الشارع... سلام يا قطط
قالها ورمقهم بشر وتوعد وهبط الدرج ...
لم تتحدث شقيقتها إليها وفتحت الباب لتدخل كلتاهما ... أغلقت مي الباب بعدما تأكدت من خلو الدرج من أي شخص ... ألقت بالمفاتيح ع الطاولة بقوة لتصدر صوت إرتطام دوي ...
وقالت :
ممكن أعرف أي الي جابك هنا ؟؟
أجابت مريم :
ده بيتي زي ماهو بيتك
قالت مي بسخريه :
بجد والله تصدقي مكنتش أعرف ... أديكي شوفتي القذاره الي بنتعرض ليها بسببك ولسه هانشوف ولولا الظروف كنت خدت ماما وسافرنا ف حته مفيش مخلوق يعرفنا ولا يعرف فضايحك
وضعت مريم كفيها ع أذنيها وصاحت :
كفاااااايه بقي ... أحلفلك بأي إن أنا مظلومة وعمك ربنا يجحمه هو السبب ف كل الي حصلي وحصلنا كلنا ... ده أنتي المفروض لما حد يقول عليا كلمه تدافعي عني أنتي أكتر واحده عارفه أخلاقي كويس يامي ... إحنا ملناش غير بعض
أحست مي بوخزة ف قلبها ... بداخلها صراع بين لاتعلم ماهو سبب تلك الكراهية والظلم التي تكنه إليها هل لما حدث معهم من مضايقات وأقاويل الناس الجارحة أم بسبب خطيبها التي كانت تعشقه بجنون وتركها بسبب ضغط من والديه عندما وصل إليهم مايقال عن شقيقتها !!!
رمقتها بنظرات لوم وآسف وحزن وعتاب ولم تجيب عليها سوي بزفرة غضب ... لتسرع إلي داخل غرفتها وأوصدت الباب بعنف خلفها... تاركة شقيقتها ف الردهة تبكي بألم شديد من الظلم والقهر الواقع عليها لأنها وقعت ف براثن رجل لايعلم شيئا عن أخلاق الرجال حيث الدياثة هي شعاره وخلقه .
رن هاتفها لتفزع ... تتمني أن يكون هو المتصل ... نظرت إلي شاشة الهاتف ولم تصدق هل شعر بالندم نحوها !!... ضغطت بطرف إبهامها للإجابه ووضعت الهاتف ع أذنها وقالت بصوت مرتجف :
ع.. لاء.. الو
لم يتحدث بل أصوات أنفاسه المرتفعه تخبرها حالته الثائره لايعلم لماذا هاتفها هل ليطمأن عليها ؟؟ أو لأنه يشتاق إليها ولم يستطع أن يبتعد عنها ... لكن كيف ذلك بدون أن يترك لها مجالا للدفاع عن نفسها ...
مريم بصوت باكي :
علاء رد عليا
علاء : لا رد
أخذت تبكي ولم يتحمل صوت بكاءها الذي نحر قلبه فأغلق المكالمه وألقي الهاتف بقوة ع التخت ... أطلقت لعبراتها العنان وظلت تبكي حتي جفت الدموع بعينيها.... رن جرس المنزل ... جففت آثار عبراتها لتنهض وقد نست إن تنظر إلي الطارق من خلال الفتحة الصغيرة التي تتوسط الباب ...فتحت لتجده يقف أمامها ونظرات الشر والجحيم بأنواعه يجتمعو بداخل عينيه ...
أبتلعت لعابها بتوجس وقالت :
عمي !!!!
♥يتبع♥

عهد الذئاب (الجزء التاني لصراع الذئاب)  «مكتملة» Where stories live. Discover now