# الحلقة السابعة والعشرون

60.1K 1.3K 236
                                    

#الحلقة_السابعة_والعشرون
#عهد_الذئاب
#بقلمي_ولاء_رفعت

_ ( بكتب إسمك يا حبيبي عالحور العتيق .... )
كلمات تغنت بها كروان لبنان الفنانة فيروز تصدر من ذلك المذياع الصغير الموجود ع الطاوله أمام ياسمين التي تستذكر دروسها بداخل الشرفه حيث نسمات الهواء المنعشة وزقزقة العصافير التي تعطيك حافزا لكل طموحاتك وآمالك ...
_ ياريتني كنت القلم والكتاب ... قالها ياسين الذي جاء للتو ويمسك بكوب قهوة
لم ترفع عينيها إليه ولم تنبت بحرف واحد بل نهضت وأطفأت المذياع وألقت القلم بداخل الكتاب وأخذته وهي تزفر بضيق
أوقفها ممسكا ساعدها لتنظر إليه بإمتعاض ليبادلها بنظرة عتاب قائلا :
مش كفايه بقي ؟؟
سحبت ساعدها من يده وبهدوء تفوهت :
لما تبقي واضح وصريح معايا الأول وقتها هيبقي كفايه خصام يعني بإيدك كل حاجه
قالتها وتركته ودخلت إلي الغرفة ووصدت الباب خلفها بقوة
وقف أمام الباب وقام بالغناء مازحا :
ليه الخصام بعد الغرام والله حرام يا حبيبي
كبتت ضحكاتها من صوته وطريقته الكوميديه ... أكتفت بالبسمة الغامرة فهي تقف خلف الباب مستنده بظهرها عليه
ترك الكوب وضعه فوق المنضدة قائلا:
للدرجدي مش واثقه فيا !!
إرتسمت شبه إبتسامة بسخريه ع ثغرها الوردي ... فتحت باب الغرفه وقالت :
للأسف يا ياسين كل ما أديلك الثقة متطلعش أدها وقلبي المرة دي بيقولي إن فيه حاجات مخبيها عليا وممكن لما أعرفها بعد فوات الأوان هيكون وقت الفراق
إتسعت عينيه بذهول وتعجب :
فراق !!! ... ليه بتقولي كده!! عملتلك أي يخلي تفكيرك يوصل للمرحله دي !!
عقدت ساعديها ورمقته بإستنكار :
إسأل نفسك
تأفف وهو يغرز أنامله بين خصلات شعره الذهبية وقال :
طيب ممكن نعقد إتفاق ؟؟
تنهدت وجلست ع أقرب مقعد لها :
أتفضل لما نشوف أخرتها
رفع جانب فمه بزواية ورمقها بإمتعاض :
أي رأيك النهاردة هاخدك ونروح نتعشا بره ف أي مطعم هادي وهناك هحكيلك ع كل حاجه وهريح قلبك الي زعلان مني ده .. تمام ؟؟
حدقت في عينيه لثوان وقالت :
ماشي إتفقنا بس لما أخلص مذاكرة الأول عندي مادة عايزه سنة عشان أخلصها
مد يديه إليها بعرض مسرحي ... وقال :
تعالي معايا
رمقته بتعجب وإندهاش فأردف :
تعالي بس وأنتي هاتعرفي
أذعنت له وقدمت يديها إليه ليأخذها إلي المطبخ وحملها رافعا إياها ليضعها ع إحدي الكراسي المرتفعه بجوار الطاولة الرخاميه تحت نظراتها المتعجبه ... دخل إلي المطبخ وتوقف أمام ماكينة إعداد القهوة وقال :
تحبيها ساده ولا مظبوط ولا بللبن ؟
أجابت بإقتضاب :
بحبها باللبن وبرغوة كمان
إبتسم وإتجه إليها ليستند بمرفقيه فوق الطاوله التي تفصل بينهما وقال بنبرة رومانسية :
أجمل مج كابتشينو لأجمل ياسمينة قلبي وحياتي
أمسك يديها ووضعهما بجوار بعضهما وقام بتقبيلهما برقة وحنان
_ تسمحيلي بعد ماتشربي الكابتشينو أذاكرلك الماده الي واقفه أدامك دي ؟
قالها وكان يحدق في عسيلتيها البراقة
أجابت بإيماءه موافقة وإبتسامة خفيفة مرتسمه ع كرزتيها
أنتهي من سكب القهوة الممزوجه بالحليب أرتشف كليهما ثم أمسك بيدها وذهب بها إلي الشرفه ... جذب مقعد لتجلس أعلاه وجذب المجاور له ليجلس بجانبها وأمسك بالكتاب وأخذ يقرأ محتواه ليساعدها علي الإستذكار تحت نظرات عينيها المليئة بالحب والفرح .
**********-----------------*********----------********
_ تحمل كارين لوحة كبيرة لتقوم بنقلها من الغرفة إلي صالة المعرض ... أوقفها يونس :
تعالي هنا بتعملي أي
وضعت اللوحة جانبا وتلتقط أنفاسها :
عادي يا حبيبي لازم أتحرك
نظر إليها بإمتعاض وأمسك يدها وجذب كرسي ليجلسها عليه وجثي  ع ركبتيه أمامها ممسكا  بيديها :
كارين حبيبتي مش الدكتور محذرك ومنبه عليكي إنك متعمليش مجهود ؟
أحتلت ملامحها معالم الحزن قائله :
أنا عمري ما حطيت ف دماغي التعب الي عندي
قام بتقبيل يدها ووضع كفيه ع وجنتيها :
ياقلبي أنا عارف ..بس أنا خايف عليكي أنتي أهم عندي وأهم من الي ف بطنك كمان
وضعت يدها ع بطنها المنتفخ للغاية :
ع فكرة هي زعلت منك دلوقت لما بتقول أنا أهم عندك منها وبتقولك أنت بابا وحش ومش هلعب معاك لما أطلع من بطن ماما
ضحك يونس ووضع يده ع بطنها وقال :
والله ما قصدي ياقلب بابا أنا بقول لماما كده عشان تسمع الكلام وتبطل عناد وهقولك ع حاجه  ...
أخفض صوته مردفا :
أنتي لما تيجي بالسلامه هنلعب وهنتفسح وهجبلك كل حاجه نفسك فيها ومش هتنامي غير ف حضني وماما دي نركنها ع جمب
جذبته من تلابيب قميصه القطني :
هي مين دي الي هاتاخدها ف حضنك وتركني ع جمب ؟
أجاب مبتسما :
وأنتي هاتغيري من بنتك ؟؟
صاحت بنبرة تحذير :
ده أنا بغير عليك حتي من نفسي ال تركني ال
أقترب منها وقال :
أموت أنا في روحي الي بتغير عليا
كارين وهي تمسك بوجنته تمسد عليها بحنان:
بعد الشر عليك يا حياتي ربنا يخليك لينا وتشوف بنتك وتفرح بيها وأنت الي تسلمها لعريسها بإيدك
وضع يده فوق يدها ليبسط كفها ويطبع بداخله قبلة رقيقة قائلا :
ربنا مايحرمني منك أبدا
نهضت وقالت :
يلا بقي عشان نخلص ونلحق نطلع ع المزرعة عند ماما جيهان
نهض هو أيضا وقال :
أنا كنت ناوي ماأخدكيش معايا لكن ممكن أغير رأيي لو سمعتي الكلام وقعدتي أرتحتي لحد ما أخلص تعليق اللوحات دي 
أومأت له بإبتسامة وأنتظرت حتي أنتهي وأغلق المكان وغادر كليهما .
_ بداخل السيارة ...
تنظر من النافذة وشاردة في كلمات الأغنية التي تصدر من مذياع السيارة وترددها ...
(  أنا ..أنا بعشقك أنا ...أنا كلي لك أنا ....)
أنتابها شعور بوجع وبعض التقلصات لكن لن تعطي أي إهتمام لهذا ... ليبدأ الألم في تزايد حتي لاحظ يونس هذا ع وجهها من شحوب وقطرات عرق تظهر ع جبهتها .. فتساءل بقلق :
كارين حبيبتي أنتي كويسه ؟
أجابت بصوت خافت متألم  :
مفيش شوية وجع خف...  آآآآآآه
أطلقت صرخة ...أوقف سيارته ع جانب الطريق ... ترجل منها ليلتف إليها ... فتح الباب :
أهدي يا حبيبتي هاتصل بيوسف هخليه يبعتلنا عربية إسعاف من المستشفي
أمسكت ف يده بقوة وهي تكبت آلامها قائله بصوت متهدج :
بب بسرعه .. الأ ..الألم بيزيد 
نظر إليها بتوجس ... أرتعب بشدة :
حبيبتي خدي نفس وخرجيه
إزداد التعب ويعم الشحوب بشرتها بالكامل فأجابت عليه :
مم .. مش قق .. قادرة .. أأ أتنفس
قالتها وأخذت تنظر وكأنها ترمقه بنظرة الوداع الأخير
صرخ برعب وهو يهزها :
كارين بصيلي ... خدي نفس ... حاولي متركزيش مع الوجع
أهتز هاتفه حيث أجاب شقيقه
يونس:
الو يا يوسف إلحقني كارين شكلها بتولد طبيعي وهي عندها القلب مينفعش يجيلها طلق
يوسف يحاول تهدأته :
متقلقش وأهدي أنتو فين ؟؟
أجاب الآخر :
أنا واقف بالعربية ع الطريق الزراعي وأنت رايح ع المزرعة عند ماما
يوسف :
إن شاء الله هنكون عندك خلال ربع ساعة
يونس :
بسرعه بالله عليك يا يوسف ... يلا سلام
أغلق المكالمة واضعا الهاتف ف جيب بنطاله وأستدار إليها ليجدها ساكنة بلا حركة ... صرخ بصوت دوي :
كااااااااااارين
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
_ في وسط المروج الخضراء وأشجار المانجو المثمرة تجلس ع كرسيها المتحرك تتأمل تلك الطبيعة الخلابة وأسراب الطيور المحلقه في السماء ... تغمض عينيها وتستنشق هذا العبير المنعش من رائحة الزرع وثمار المانجو الناضجة ...مهلا هناك رائحة عطر تميزه من بين الآلاف وبينما وهي تتذكر صاحب هذا العطر لتفاجئها إيادي ع عينيها وصوت كم إشتاقت إلي سماعه لكن كبريائها يحاوط قلبها بسياج من حديد ناري إذا أقترب أحدا منه فليحترق
همس بالقرب من أذنها :
أنا عندي تضربيني بسكينة ف قلبي وأموت لكن متزعليش مني ولا أشوف النظرة الي شوفتها ف عنيكي وأحنا ف المستشفي
أثار توترها وتسارعت خفقات قلبها بشدة حتي ضاق التنفس لديها ولم تستطع التحدث
ألتف حتي أصبح أمامها واقفا بطوله الفارع وبنيانه القوي الذي أحجب عنها الضوء ...
بينما هي تصارع قلبها الذي يجبرها ع رفع وجهها وتنظر له وتطفأ نار الإشتياق التي تحرقه لكن كلما تزكرت كيف تخلي عنها ف كل مرة ألتجأت إليه ... تشعر بغصة تؤلم قلبها وتجمعت عبراتها بداخل زرقاوتيها وتحاول أن تكبتها ولاتجعلها تنسدل .. يكفيها بكاء يكفيها آلاما ..  يكفي ما وصلت إليه من ماحدث لها ولم تستطيع السير حتي الآن
_ جثي ع ركبتيه أمامها وأمسك يدها بتوسل :
ملك أرجوكي أديني فرصة أخيرة أنا من غيرك مش عارف أتنفس ...مش قادر أعيش ... أنا مستعد لأي عقاب إلا البعد ده مش عقاب ... ده إسمه بالنسبة ليا إعدام بالبطئ
وأخيرا قد تحرر لسانه حتي تتفوه بما يجول بداخلها من مشاعر متضاربة مابين العشق والكره والحنان والجفاء  .. بداخلها صراع يجعلها تريد أن تنهض وتصرخ ..  وماحدث كان العكس تماما .. تلاقت زرقاويتيها برماديتيه الحاده بطبيعتها وقالت بصوت خافت :
إحنا ليه بيحصل معانا كده .. أنا خلاص مبقتش قادرة أستحمل .. عارف كم مرة فكرت أنتحر !!.. عارف كم مرة دعيت فيها إن أموت !! جربت شعور إنك تتعلق بحد وإنه يكون كل حاجه بالنسبة لك وثقتك فيه لأبعد الحدود ويوم ما تحتاج له يخذلك !!
أنا مبقتش ملك الي إتربت ع إيدك ... أنا .....
لم تكمل حيث أنتابها نوبة بكاء قوية ...أخذها بين زراعيه ... يدفن وجهها ف صدره الذي يصرخ بحبه إليها
_ ملك حبيبتي سامحيني ... والله العظيم بحبك ... وعمري ما هاتخلي عنك ولا هابعد عنك تاني .
أبتعدت عن صدره وقامت بتجفيف عبراتها بأناملها وقالت بنبرة مليئة بالتحدي وبقرار حاسم تفوهت :
عايزني أسامحك ونرجع لبعض ؟
أجاب بتوتر ويشعر إنها سوف تضعه أمام إختبار صعب ولم يجزم :
طبعا والي تقولي عليه هنفذه
رفعت إحدي حاجبيها بكبرياء :
مهما كان الي هطلبه منك صعوبته أد أي؟
أجاب وهو يبتلع لعابه بصعوبة :
مهما كان  الي هتطلبيه مش هيكون أصعب وأنتي بعيده عني
رفعت زواية فمها جانبا وقالت :
مش أنت رفضت نتجوز من غير موافقة بابا أو من وراه ؟؟ .. روح بقي أطلب إيدي من بابا ومهما رفض خليك وراه لحد مايوافق .
***************************************
_ بداخل مشفي البحيري ...
يدفع الممرضون والممرضات التخت المتحرك نحو غرفة العمليات حيث تتمدد كارين عليه    و علي فمها كمامة متصلة بجهاز تنفس تمسك برسغها علياء واليد الأخري يمسك بها يونس بين كفيه وينظر إليها وهي أيضا لاتنظر سوي إليه وكأنها تريد أن تخبره بأمر ما
أنحني نحوها ليطمأنها :
متخافيش ياحبيبتي بإذن الله هاتقومي بالسلامة
_ معلش يا أستاذ يونس إستني هنا ممنوع الدخول لأوضة العمليات ... قالتها علياء
أجاب بنبرة حادة وإصرار :
أنا مش هاسيب مراتي وهادخل معاها
ربت عليه يوسف شقيقه :
خلاص يا يونس وطي صوتك هاتدخل معاها
تدخلت علياء بإعتراض:
بس يا دكتور يوسف مينفع.....
قاطعها يوسف مقتربا منها وهمس إليها بدون أن يسمعه شقيقه :
سبيه يبقي معاها ده أخويا وأنا عارفه دماغه رايحه منه وممكن يكسر الدنيا
همست له بنفس الوتيرة الخافته  :
أنت بتهزر يا يوسف ! ... ما أنت عارف إن أنا هولدها قيصري ومش هيستحمل يشوفها وأنا بفتحلها بطنها
يوسف :
ماتخافيش هو مجنون بس مش متهور وهخليهم يعقموه قبل مايدخل
أطلقت زفرة بسخط وقالت :
براحتك
_ وبعد مرور ساعة ونصف وربما أكثر ... بداخل غرفة مزينة بالبالونات يتوسطها تخت تتمدد عليه كارين بين النوم والإستيقاظ
_ حمدالله ع السلامه ع مدام كارين والكتكوته الصغيرة ... قالتها علياء بإبتسامه وفرح
أجاب عليها يونس :
الله يسلمك ويباركلك يا دكتورة وآسف إني كنت عصبي معاكي معلش من كتر خوفي عليها
علياء :
ولايهمك يا أستاذ يونس أنا مقدرة الحاله الي كنت فيها ..  أنا جيت أطمن عليها .. أقتربت منها لتتفحصها وقالت :
تمام أوي ... الحمدلله كويسه وبتفوء دلوقت شويه كده وهاجي أطمن عليها تاني وهجبلها الأدوية ... عن إذنك
أجاب يونس مبتسما :
أتفضلي
كانت مابين الإستيقاظ والنوم وأخذت تردد :
قصي أخوك يا يونس  .. قصي يبقي أخوك
كان حينها يداعب صغيرته وأنتبه إلي كلماتها ... أقترب منها وأخذ يمسد ع جبينها قائلا :
حبيبتي أنتي سمعاني ؟
فتحت عينيها ونظرت له لثوان وقالت بدون وعي وهي تمسك بيده :
قصي مش أخويا يبقي أخوك أنت من باباك
قطب جبينه بعدم إستيعاب :
كارين شكلك مفوءتيش من البنج وعماله تخرفي
أجابت بصوت ضعيف :
صبا.. أسأل صبا هي عارفه كل حاجه .. قصي أخوك
ردد كلماتها بصدمة وهو ينظر إلي الفراغ :
قصي أخويا !!
*******************************************
_ يصف سيارته في ساحة الإنتظار الخاصة بالمطعم ... ترجل أولا وأغلق الباب خلفه ليلتف إلي الجهة الأخري ويساعد زوجته في النزول ممسكا بيدها ذات القفازات السوداء ويتناول منها حقيبة يدها إلي أن تعدل ثوبها ... إبتسمت له بعينيها قائله :
شكرا
بادلها ذات الإبتسامة وحاوط ظهرها بزراعه قائلا :
مفيش شكرا مابينا ياقلبي
أرتجفت أهدابها الكثيفه بخجل وقالت برقة بالغة لتتهرب من هذا الشعور:
هي الساعه كام ؟
تفهم سبب سؤالها فقال مبتسما بمكر :
متقلقيش يا ياسمينا ليكي عليا لما نخلص أكل وكلام هانرجع ع بيتنا ونكمل مزاكرتنا ...
قالها وغمز لها بعينه ... أشاحت عينيها عنه بخجل وقالت :
طيب يلا ندخل
_ شابك أنامله بأناملها وسارا نحو بوابة المطعم الزجاجيه ... يقف أمامها حارسان للأمن ومعرفة هوية الزائر ...
قال إحدهم مستوقفا إياهما :
لو سمحت يافندم البطاقه وبطاقة المدام ومعلش ممكن ترفع النقاب نتأكد من هويتها بس
صاح بإحتجاج :
نعم !!!
همست له ياسمين :
ياسين وطي صوتك الراجل بيتكلم معاك براحة
رمقها بنظرة مخيفه لتصمت قائلا :
أقفي أنتي بس ع جنب وملكيش دعوة
ياسمين :
ياس....
قاطعها محذرا :
أنا قولت أي ؟
أذعنت له وأبتعدت قليلا
قال الحارس :
حضرتك متضايق ليه يافندم دي إجراءات أمنية وزي ما أنت شايف إن ده مطعم بيدخلوه ناس من كبارات البلد
ياسين :
ومال كل ده بنقاب مراتي ؟!
تنهد الرجل وقال :
يافندم ده إجراء أمني لأمان الجيست جوه المطعم
جز ياسين علي أسنانه بحنق وقال بتحدي :
وأنا مراتي وشها مش هيتكشف علي راجل
أجاب عليه الرجل بنفاذ صبر :
وأنا بقولك آسف يافندم ده نظامنا
ضرب بقبضته ع الحائط الرخامي وصاح بغضب :
ف داهية أنتو ونظامكو
الحارس :
شكرا يافندم
رمقه ياسين من إسفل إلي أعلي بنظرات ناريه وذهب إلي ياسمين جذبها من يدها وسار إلي سيارته ..  فتح الباب وقال :
أدخلي
ياسمين :
مالك متعصب ليه الراجل مغلطش فيك وهو مش بأيدو حاجه ده شغله أفهم أنت متضايق ليه ؟؟
صرخ بغضب ف وجهها :
يعني كنتي عيزاهم يرفعولك النقاب ويتأملو ف وشك !! ده أنا كنت أفقعلهم عنيهم قبل ما يعملوها
ضحكت رغما عنها فأستشاط غضبا :
ممكن أعرف أنتي بتضحكي ع أي ولا عجبك الي قاله الزفت
زاد قلبها فرحة عندما إلتمست مدي غيرته عليها التي أستشفت منها عشقه الكبير لها
_ منظرك وأنت متعصب الي ضحكني .. وبعدين مالك حارق دمك ليه كده والأمر ميستهلش كل ده ... أي رأيك بقي أنا مبحبش الأماكن دي هقولك أنا نفسي ف أي ؟؟
نظر إليها بتعجب ولتكمل حديثها :
بصراحه نفسي نقعد أنا وأنت ع كورنيش النيل وناكل درة وترمس ولو جعانين نروح لأي مطعم كشري ... الله واحشني الكشري وعليه شطه كتير والدقه ياسلام 
يقف مستمعا إليها بنظرات إعجاب من رقتها وبساطة أمنياتها ... إبتسم وقال بنبرة أختطفت قلبها و سلبت عقلها :
تحت أمر روح قلبي ... كل الي نفسها فيه هعمله ... أنت تؤمر بس يا جميل ..  يلا بينا
إبتسمت بخجل أرتسم بداخل حدقتيها التي إلتمعت .
_ وبداخل إحدي محال الطعام الشهيرة في وسط القاهرة ...
تحملق في هذا الذي يأكل بشراهة وتكبت ضحكاتها ... أبتلع آخر ملعقه كانت بداخل صحنه وقال :
الحمدلله
وتناول كوب الماء وأخذ يرتشف حتي أنتهت زجاجة المياه كامله
_ مالك مبتاكليش ليه لو الكشري  مش عاجبك ممكن نروح محل تاني ... قالها ياسين
أجابته ياسمين :
لاء ياحبيبي الكشري هنا حلو بس كنت مستغربه... خوفت لتكون مش بتحب الأكلة دي يعني ...
صمتت ليكمل هو :
أصدك يعني إن أنا الفرفور إبن عيلة ذوات والكلام العبيط ده ... والي أنتي مش عرفاه جوزك كان مدمن كشري لما كنت ف ثانوي وجامعة خصوصا بتاع العربيات ... وف مرة جالي نزله معوية شديدة ولما خادوني ع المستشفي عرفو إن كلت كشري ملوث ماما وبابا وقتها قعدو ع يميني وشمالي يحاسبوني حساب الملاكين ومن ساعتها محتطوش ف بوءي
كانت تستمع إليه وتقهقه في ذات الوقت لتتوقف عن الضحك وقالت :
خلاص ياحبيبي أنا هابقي أعملهولك ف البيت مادام بتحبه أوي كده
إرتسمت ع ثغره فرحة غامرة فقال ممسكا بيديها :
ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي
ياسمين :
ويخليك ليا يا حبيبي ... ها كنت بتقولي الخروجه دي عشان تحكيلي اسرارك الغامضة
ضحك وقال :
غامضة ! .. ماشي ياعم ألفريد (عالم سيكولوجي )... أنا هحكيلك بس قبل ما أقول كلمة وأقسم بالله من ساعة ما إتجوزنا ومن قبلها عمري مابصيت ولا هابص لغيرك لأن قولتهالك قبل كده وبقولهالك تاني أنا بحبك يا ياسمين ومش شايف أي واحده غيرك لأنك ماليه عيني وقلبي وبشكر الظروف ع الرغم إنها كانت ظروف صعبة وذكرياتها وحشه إنها جمعتني بيكي وع إيدك غيرتني خالص للأحسن ... صمت ليتناول قليل من الماء ليخفي توتره وخوفه من ردة فعلها وغيرتها القاتله  ...
أكمل حديثه قائلا :
الحكايه بدأت من الشركة الي بشتغل فيها وتحديدا يوم الحفلة .......................... ............................................
_ دخان سجائر ومزيج من أصوات ضحكات أنثوية رقيعة وصوت سكب الخمر بداخل الكؤوس التي ترتطم ببعضها البعض ويرتشف منها هؤلاء الثملون ... لحوم عارية لمن يدفع المال .. وعيون ذئاب جائعة لاتأكل سوي اللحم .. أكثر الأماكن متعة لإبليس وأعوانه ...
وهناك فتاة ذات ثياب خليعة تترنح بخصر يتمايل ع الموسيقي الصاخبة ف رواق طويل ذو إضاءه باللون الأحمر تتفرع منه العديد من الغرف ... وقفت أمام واحدة لتطرق الباب مناديه :
مرمر هارون بيه عايزك ف المكتب ده غير بره عاملين يسألو عليكي أول ماعرفو إنك رجعتي الكباريه هيتجننو عليكي 
_ نظرت لصورتها المنعكسة ف المرآة بإزدراء وسخرية وأجابت ع الفتاة المنتظرة بالخارج :
قوليلو بتلبس وجاية
ذهبت الفتاه تاركة تلك البائسة تنعي حالها وتودع براءتها التي سوف تندثر عندما تطأ قدميها أرض الردهة وأعين الرجال التي تلتهمها مثل قطعة لحم ألقت أمام ضباع لاهثة من الجوع .
أنتهت من وضع مساحيق التجميل التي تجعل جمالها أكثر إثارة وخلعت ذلك المعطف المخملي ليظهر ثوب أحمر مثل قشور السمك ذو بريق جذاب يكشف كتفيها وزراعيها ويصل إلي أعلي ركبتها يحدد معالم جسدها الفاتن وخصرها الذي يشبه خصر راقصات القرن العشرون ... لم تنسي نثر عطرها الفواح ..
غادرت الغرفة وذهبت بخطوات كلما يدب كعب حذائها المرتفع الأرض كلما تعالت دقات قلبها ... تري صورته في كل الأرجاء ... أغمضت عينيها في محاوله لمنع أي عبرة أن تنسدل فليس هناك وقت للتردد أو التراجع عليها جمع المال ف خلال تلك الساعات مهما إن كان الثمن !!!
دخلت إلي المكتب بدون أن تطرق الباب أو تستأذن لتجده برغم إمتعاضه من تصرفها لكن إستقبلها بحفاوة وإبتسامة تكاد تصل لأذنيه مابين السعادة والإنتصار ... نهض من كرسيه فاتحا زراعيه بترحاب قائلا :
يا مليون أهلا وسهلا دول لما كلموني مصدقتش نفسي ... أخيرا رجعتي يا مرمر
تريد أن تبصق عليه أو تقذفه بتلك المزهرية النحاسية التي تزين مكتبه لكن ماعليها سوي أن تبتسم بنفاق وقالت بسخريه :
ومش مصدق ليه !! مش أنت الي عمال تلف ورايا ف كل مكان أشتغل فيه وتسوء سمعتي عند أصحاب الشغل الي يطردني والي عايز ينهش فيه عشان فاكرني زي ما أنت قايلهم  !!
أشار إليها ببرود يحسد عليه عكس طبيعته الثائرة :
قعدي وأهدي وأنا هافهمك كل حاجه
أمسك بعصا النرجيلة ليسحب نفسا عميقا وينفثه بكثافه ف الهواء مردفا :
كونك إنك جيتي عشان ترجعي للشغل دي عندي تخليني نمسح الي فات كله بأستيكه ونبدأ صفحه جديده وهرسيكي ع النظام الجديد الي هيأكلك وهيأكلنا كلنا الشهد بس ياريت تفكري بعقلك وتحسبيها صح لأنك أكتر واحده محتاجه الفلوس عشان عملية أمك
زفرت بعمق وهي تشعر بالإختناق
وقفت وقالت بحسم وأمر منتهي :
نظام قديم ولا جديد أنا كل الي عيزاه ربع مليون جنيه وهاخدهم الليلة دي عشان عملية ماما لازم تعملها الساعات الجايه .
أنتظرت أن تهب رياحه العاتيه من الغضب بينما خابت ظنونها ليجيب عليها بنبرة هادئة :
أعتبريهم معاكي
رمقته بدهشة جلية ع ملامحها ليردف حديثه :
الربع مليون هيبقو معاكي مقابل حفلة خاصة عملها راجل أعمال سوري عايش ف كندا وجاي ف مشاريع إستثمار عايز واحدة جمال وعود والأهم إنها تكون بنت بنوت
أتسعت عينيها بصدمة :
ما تشوفلو واحده من الي عندك الي بتوديهم للدكتور الشمال عشان يرجعو بنات وتمنهم يبقي غالي
إبتسم كالشيطان قائلا :
لاء يا مرمورتي البنات دي للزباين الكسر لكن البيور الي لسه بالسلوفانه زيك كده زبونها بيبقي عالي ... عالي أوي ومستعد يدفع أي مبلغ يتطلب منه .. بس يكون هو  أول واحد يلمسها
رمقته بسخط وإزدرإء وقالت بداخل نفسها :
أنا لولا عملية أمي الي مابين الحياه والموت لكنت فتحت دماغك بأي حاجة وخلصت منك
أنتبهت من شرودها ع صوت عمها قائلا :
قولتي أي يامرمر
مريم : ع أي ؟
رمقها بنظرة خبيثة ونفث الدخان من فمه وأنفه قائلا :
إن عشان يكون الربع مليون معاكي هاترافقي الراجل الي قولتلك عليه لمدة أسبوع ده غير الهدايا والخروج والفسح والي تشاوري عليه هيجبهولك ع طول ... ها ؟ أقول مبروك ؟؟
أجابت بضيق :
المهم أنا عايزه الفلوس دلوقتي
إبتسم بدهاء وقال :
خمسين ألف دلوقت ومية لما تروحيلو الفندق والباقي بعد ماياخد الي هو عايزو
وقفت وقالت بصوت مرتفع بحسم :
لاء الربع مليون كلهم وهاخدهم منك وأنت أبقي خدهم منه .
كاد يجيب بغضب ليقاطعه رنين هاتفه لتتبدل ملامحه إلي إبتسامة مصتنعه :
الو .. أحلي مسا عليك ياباشا حبيبي كنت لسه هكلمك بس انت سبقتني
...............
طبعا مش نسيك أنا أقدر وطلبك عندي وواقف أدامي كمان حاجه كده لسه عدادها زيرو بللغة العربيات
........... .
عينيا يا باشا هجبهالك بنفسي لحد عندك بس أبقي سيب خبر عند السكيورتي تحت حضرتك فاهم بقي
...........
اه فهمتها ع كل حاجة أسبوع زي ماحضرتك قولت ولو عايز أكتر كله بتمنه
.................
حبيبي يا باشا ف خلال ساعتين هنكون عندك ... مع السلامه
أغلق المكالمة وقام بفتح درج المكتب وأخرج ورقة وقلم وضعهما أمامها وقال :
أمضي
قطبت مابين حاجبيها وقالت :
أي ده ؟
أخذ نفسا عميقا من النرجيلة ونفث الدخان نحوها فأشاحته بيديها
_ ده شيك ع بياض علشان لو عقلك وزك وقليتي معايا زي آخر مرة وقتها هقدمه للبوليس يجيبوكي هم بمعرفتهم وهترجعي تتذلي ليا عشان أخليهم يفرجو عنك والمقابل برضو هترجعي الشغل
كانت تنظر له بنظرات تمنت لو كانت سهام حارقة تخترق رأس هذا الشيطان وقلبه الذي لايفقه معني الرحمة .
تقدمت وهي تجاهد أن لاتبكي أمسكت القلم بيد مرتجفة وخطت إسمها وهي تبتلع غصتها
هارون :
كده كله تمام ودلوقتي إرجعي غيري هدومك عشان هاخدك ونروحلو الفندق
قالت بإعتراض :
لاء ... أصدي يعني هاروح أنا ع البيت الأول هاخدلي هدوم بما أن هاقعد أسبوع وعايزه كمان أطمن ع مي أختي وهقولها أي حجه لغيابي
أطلق زفرة بعمق وقال :
وأنتي ناويه تلبسي شوية الهلاهيل الي عندك وأنتي مع الزبون !! ..بقولك رجل أعمال كبير مش واحد زي الكحيانين الي برة ف الصالة .. عموما هاخدك وأحنا ف الطريق لأرقي المحلات وأشتريلك شوية هدوم ولوازم الفرفشة أنتي فاهمه طبعا ... ومش هكسفك هخليكي تروحي لأختك تطمني عليها وتسيبي لها قرشين مهما كان دي بنت أخويا شوفتي بقي أنا حنين إزاي ؟
لم تجيب سوي بنظرة كره وحقد وتمنت إن يأتي اليوم الذي تنتقم منه شر الإنتقام أو يأخذه الله بظلمه هذا ويلقي به ف قاع جهنم .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
_ ظل يسرد لها بداية معرفته بزميلته في العمل ذات السمعة السيئة المدعوه رانا ومحاولاتها ف إغواءه وإيقاعه ف شباكها وإتفاقها القذر مع حازم إنهما يريدان تدمير علاقتهما لتفوز رانا بياسين وحازم يتفرغ إلي ياسمين ليجعلها إحدي نزواته التي يتسلي بها
أطلقت زفرة طويل تخرج بها غضبها من تلك الصهباء اللعينه ... فقالت :
وهي لسه بطاردتك بكل بجاحه ؟؟
رمقها لثوان وقال :
لاء بعدت بعد ما هددتها
نظرت بتعجب وإستفهام ليردف بخجل :
هددتها بفيديوهات ليها هي وحازم
أستقبلت جملته وهي تفسر معناها بعقلها ... وعندما أدركت مايقصد أرادت التأكد من حدثها :
أوعي يكون الي فهمته ؟؟
أومأ لها وهو ينظر إلي أسفل ... نهضت فجاءة وصاحت به :
أنت يا ياسين !! .. دي أخلاقك !! .. كان فيه ألف طريقه تبعدها عنك بيها غير الأسلوب القذر ده ... وبعدين جبت الحاجات دي إزاي؟؟
إبتلع لعابه بتوتر وتوجس:
عن طريق واحد صاحبي خدهم من واحده من الي كانت بتروح لحازم شقته
صاحت بسخرية وتهكم بالغ :
ماشاء الله ع الصحبة والمعارف ... طبعا دول الي كانو معاك ف النايت الي كنت بتسهر فيه وإحنا متخانقين ؟
أجابها بإيماءه أخري قائلا :
اه.. وممكن مكنتش قولتلك أي حاجه بس أنا وعدتك أحكيلك كل حاجه متخلنيش أندم
ياسمين :
ياريتك ما حكيت فعلا ...
قالتها وهي تمسك بحقيبتها وقامت بتعليقها ع معصمها لترتدي قفازاتها
قال من بين أسنانه :
بتعملي أي ؟
أجابت بغضب مماثل :
زي ما أنت شايف بلم حاجتي عشان أروح
_تصدقي أنا أستاهل ضرب الجذمه إن حكيتلك كل حاجه بصراحه وإن حاولت أحافظ ع بيتي وأحترمك ف غيابك ... قالها وهو ينهض متناولا متعلقاته من فوق الطاولة
ياسمين :
بس مش بالطريقه دي...  الي عاملتو ده مفيش راجل محترم يعمله أنت وصاحبك
بعد أن كاد يذهب أستدار إليها وعينيه يتطاير منها الشرار:
أصدك إن أنا مش راجل ؟؟
تأففت بضيق وقالت وهي تهم بالمغادرة قائله :
أفهمها زي ما تفهمها
جذبها من ساعدها ورمقها بنظرات قاتله :
والله لولا إن إحنا ف مكان عام لكنت حاسبتك ع الكلمة دي ... وفعلا أنامش راجل عشان بحافظ ع بيتي حتي لو بطريقه زي ده ... ياريتني كنت طاوعتها وإتجوزتها عليكي
عينيها إتسعت بصدمه وشهقت ... لم يمهلها بعض الوقت ليسحبها خلفه لمغادرة المكان والعودة إلي المنزل .
_ وصلا أمام البناء ... نزلت هي من السيارة وتنظر له من طرف عينيها بغضب ...
_أتفضلي أدامي .. قالها وهو يشير إليها أمامه بدون أن ينظر إليها
وكاد يدخل إلي الفناء الشاسع للبناء ... ذعر من كم هذا العدد من العساكر ورئيس المباحث الذي أوقفه بصوته الغليظ :
تعالي هنا
تقدم إليه ياسين وقال :
فيه حاجه يافندم ؟
لم يجيب عليه وتسائل بأسلوب فظ :
هات بطاقتك
قال بصوت غير مسموع :
إستغفر الله العظيم وهي ناقصاك ع المسا
أخرج محفظته من جيب بنطاله وتناول من طياتها بطاقته الشخصية وأعطاها إلي ذو الشارب الكث وملامحه التي تعبر عن غلاظة قلبه ... قام بقراءتها بسخريه :
ياسين عزيز حكيم البحيري .... شغال في شركة ...... للمقاولات والتسويق ... كده تمام ...
أشار إلي العساكر بأمر صارم :
هاتوه ع العربيه
غر ياسين فاهه وحاول التملص من قبضاتهم وصاح بجنون :
أفهم بس قابضين عليا ليه ؟ ... وفين إذن النيابه الي معاك
توقف وألتفت إليه ممسكا بورقه وضعها أمام عينيه وقال كلماته التي وقعت عليه وع زوجته كوقع الصاعقه :
سيادتك متهم ف قتل المهندس حازم زميلك الي روحت هددته ف مكتبه إنه لو مبعدش عن مراتك هتقتله وكل الي شهدوا ع الي حصل شاهدين عليك غير الكاميرات الي مسجله تهديدك صوت وصورة وبصماتك الي لقيناها ع كوباية إزإز ف شقة القتيل ... كفايه عليك كده ... يلا بهدوء عشان إنت إبن ناس وأبوك رجل أعمال وبيتهيتألي الفضايح مش ف صالحه
ذهب برفقتهم ... ركضت ياسمين  خلفه وهي تصرخ :
ياااااااسين
أدار رأسه إليها :
أطلعي الشقه وأقفلي عليكي الباب كويس وكلمي آدم بس وقوليلو يحصلني ع القسم .
***----------***---------***----------***
_ أدامك عشر دقايق بالكتير تدي الفلوس دول لأختك وفلوس العملية وأخترعلها أي سبب عن عدم وجودك لمدة أسبوع وحسك عينك تقوليلها حاجه ... قالها هارون لمريم التي تأففت ف وجهه :
أووووف خلاص عارفه من غير ماتقول
ترجلت من السيارة ونظرت إلي أعلي نحو شرفة منزلهم ... ولجت إلي الفناء ثم صعدت الدرج ... أخرجت المفتاح وفتحت الباب مناديه ع شقيقتها :
مي ... يا مي
تبحث عنها ف الردهة لم تجدها ذهبت إلي غرفتها لتجدها تتمدد ع التخت وعلي  أذنيها سماعات متصلة بجهاز الحاسوب المحمول التي تتصفحه ... أنتبهت لدخول شقيقتها فأنتزعت السماعات وألقت بها ع الفراش :
أي ده أنتي أستأذنتي من مدير الكافيه وروحتي بدري ولا أي ؟
أجابت مريم بتوتر جلي :
لاء هو مشانا بدري عشان مسافرين لفرع تاني ف شرم وأنا جيت أخد شوية هدوم عشان ممكن أقعد حوالي أسبوع هناك
مي :
إزاي يعني وهو مش عارف ظروفك وظروف ماما الي مفروض تعمل العمليه بكرة !!
مدت يدها بحقيبة سوداء صغيرة قائله :
خدي فلوس العملية أهي روحي بكرة أدفعيهم وأنا هابقي أتابعك بالتليفون
غرت مي فاهها ورمقتها بإندهاش غير مصدقة وهي تقوم بفتح الحقيبة ورأت المال .. تركتها مريم وذهبت إلي غرفتها لتتحاشي نظرات شقيقتها
ولجت مي إليها قائله بنبرة إتهام :
جبتي الفلوس منين يا مريم ؟؟
لم تجيب وكانت تشد سحاب حقيبة كبيرة وأخذت تلقي بها ثياب خاصة بها
قامت مي بجذبها بعنف لتلتف إليها وتصبح وجها لوجه وصاحت بها :
أنا مش بكلمك ؟؟ جبتي الفلوس منين ؟؟
زفرت مريم بضيق وقالت :
خدتهم سلفه من صاحب الكافيه خلاص إرتحتي ؟؟
حدقت إليها بنظرات شك :
سلفه أي دي الي بتمن العمليه ؟؟ ف صاحب شغل بيسلف ربع مليون جنيه لواحده لسه مكملتش عنده اسبوع شغل أنتي فكراني عبيطة ؟؟
صاحت مريم بنفاذ صبر وقد فاض بها :
عايزاني كنت أعمل أي!! ... ماما بتموت بالبطئ ولو معملتش عمليه بكرة هاتضيع مننا
رمقتها بسخرية وهي تومأ برأسها :
يبقي شكي طلع ف محله رجعتي تشتغلي مع عمك صح ؟؟
نظرت لها وعينيها تصرخ بألم  ... رن هاتفها الملقي ع التخت وكادت تمد يدها ع الهاتف لتسبقها شقيقتها وأخذته لتجد المتصل هارون .. ضغطت ع علامة فتح المكالمة ومكبر الصوت
_ إنجزي يا مرمر الراجل إتصل عليا دلوقت مستنينا ف الريسبشن تحت ف الفندق
أجابت مي وهي تنظر بتحدي إلي مريم :
مريم مش نازله ياعمي وأحسنلك إبعد عننا بدل ما ابلغ عنك بوليس الآداب إنك بتسرح البنات الي بيشتغلو عندك ف الدعارة
أختطفت مريم منها الهاتف ورمقتها بسخط وأغلقت مكبر الصوت :
أيوه يا عمي دقيقة ونازلة
أغلقت المكالمة
ثارت أغوار شقيقتها التي صرخت بكلمات كانت بمثابة خنجر ف صميم قلبها :
الفلوس دي تمن شرفك يا مريم ؟؟؟؟
صرخت بها مريم بذات الوتيرة :
ملكيش دعوة .. سبيني ف حالي
مي :
مش هاسيب الكلب الي إسمه هارون ده يدمرك... إستحاله أخليكي تبيعي نفسك .. فوءي يا مريم ماما لو عرفت عشان تنقذي حياتها هاتبيعي جسمك ممكن بعد الشر تموت وهي غضبانه عليكي ويبقي خسرتي دنيتك وآخرتك عشان مشيتي ورا الشيطان الي نهاية طريقه بيبقي جحيم للأبد
مريم :
وأنا لسه هاتدمر ! ما خلاص كل الناس فكراني واحده رخيصة بتبيع نفسها عشان الفلوس حتي الإنسان الوحيد الي حبيته ووثقت فيه مصدقنيش وراح من حياتي مفضلش غيرك أنتي وماما ولو خسرت حد فيكو ممكن أنتحر
مي :
مفكرتيش إن ده ممكن يبقي إبتلاء وأختبار ليكي من عند ربنا يا تنجحي فيه بالصبر يا تفشلي فيه إن تمشي ف طريق مفيهوش رجوع هتخسري فيه كل حاجه أولهم نفسك .
أغلقت سحاب حقيبتها بسرعة وحملتها :
خلاص يا مي معدتش تنفع النصيحة ... خدي بالك من نفسك ومن ماما لما تقوم بالسلامة
قالتها وأسرعت إلي الخارج لتغادر المنزل راكضة خلفها شقيقتها :
مريم ... مريييييييم
ولجت إلي الشرفة لتجدها دخلت إلي السيارة التي أنطلقت ع الفور .
عادت إلي غرفة مريم وعقلها ع وشك الجنون لاتعلم كيف تنقذها قبل أن تقع ف الهاوية .
أخذت تفتش أدراج مكتبها والكمود المحازي للتخت باحثة عن رقم ما... لاحظت بطاقة ورقية ملقاة ع الأرض تناولتها وتقرأ المدون عليها لتجدها بطاقة تابعة للفندق التي ستذهب إليه مريم ..  عادت تفتش مرة أخري ف أغراض شقيقتها حتي وقعت عينيها ع مفكرة أرقام هواتف صغيرة فهي تعلم عادة شقيقتها منذ الصغر تحتفظ بالأرقام في مفكرة ... قامت بتقليب صفحاتها لتتوقف لدي إسم علاء أمسكت بها ونهضت وذهبت لتحضر هاتفها ...أجرت الإتصال بالرقم وأنتظرت الرد :
الو علاء معايا ... أنا مي أخت مريم ...أرجوك ألحق مريم قبل ما تضيع !!
♥يتبع♥

عهد الذئاب (الجزء التاني لصراع الذئاب)  «مكتملة» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن