(49)

2K 114 22
                                    


بقلم نهال عبد الواحد

عقّب نبيل قائلًا: الفرامل سايبة! دي العربية لسه جديدة وع الزيرو! إزاي فراملها تسيب؟!

فتساءل رياض بريبة: قصدك إيه؟!

فسكت نبيل متلفتًا حوله وقبل أن ينطق نبيل بحرف خرج الطبيب فاندفع ثلاثتهم نحوه.

فتقدّم نبيل: خير يا دكتور! أنا نبيل القاضي أخو المريضة.

فأجاب الطبيب: أهلًا وسهلًا يا فندم! إطمن حضرتك مفيش حاجة خطيرة كلها مجرد كدمات ورضوض في جسمها، والحمد لله مفيش أي كسر لا في الجسم ولا في الوش وسنانها سليمة، لكن الحادث عرضها لصدمة عصبية هتاخد وقت شوية، لكن إطمن إن شاء الله ما تطولش عليها هي واخدة مهدئ ونايمة حاليًا، تقدر تدخلها.

فأجاب نبيل بتنهيدة راحة: ألف شكر!

فتابع الطبيب: تحت أمر حضرتك في أي وقت، عل إذنكم.

وانصرف الطبيب، دلف نبيل إلى داخل الغرفة وخلفه دلف رياض وإيهاب، لكن تنحيّا جانبًا، اتجه نبيل مباشرةً نحو أخته المتورم وجهها المتموج لونه بين الزرقة والحمرة، كانت نائمة لا تعي بمن حولها فتقدم نحوها وانحنى مقبّلًا جبهتها، شعر بانتظام أنفاسها فازداد اطمئنانه، ثم اعتدل واقفًا زافرًا بشدة ممسكًا جبهته بسبابته وإبهامه مغمضًا عينيه.

والآن فقط انتبه رياض لوجه رياض البائس وعينيه المتورمتين تبدو كما لو كانت من أثر بكاء، نظر إليه مطيلًا النظر له فنزع نبيل يده من على جبهته فاتحًا عينيه فانتبه لذلك المحملق فيه وتنهّد.

فبدأ رياض: في إيه بأه!

فتنهد نبيل مجددًا بألمٍ وأجاب بمرارة: الحمل سقط.... الجنين أُجهض.

فتأثر رياض بشدة؛ فقد كان يعلم مدى سعادته وتعلقه بهذا الأمر فأجاب بلطف مخففًا عنه: ربنا يعوض عليك قريب إن شاء الله! دي حاجة بتحصل لستات كتير والله رباب أختي سقطت أول ما اتجوزت! وسقطت مرة تانية قبل البنت التانية! وحملت عادي وكمّلت وكل حاجة تمام.

فأغمض نبيل عينيه وابتلع ريقه محاولًا إخفاء تلك الدمعة التي ترقرقت فيهما، ثم قال بهدوء مخالفًا البراكن الثائر داخله: الدكتور قال إن الإجهاض بسبب علاج تسقيط.

فوجم رياض وإيهاب وألجمتهما المفاجأة بضع ثوانٍ ثم تابع رياض: أكيد في حاجة غلط، هاجر كانت فرحانة بالحمل ده جدًا، غير إن هاجر تعرف ربنا ولا  يمكن تعمل حاجة زي كده.

فصاح فيه نبيل: مش هاجر!

ثم سكت وأكمل محاولًا الهدوء: حد تاني.

وجم رياض وإيهاب للمرة الثانية لكن قد طال وجومهما هذه المرة، فقطع نبيل وجومهما مكملًا: شكل اللعب كده بأه عل مكشوف، واحدة تسقط بفعل فاعل، والتانية فرامل عربيتها اللي ع زيرو تسيب و...

(هل الضربة قاضية؟!)    By : Noonazad Where stories live. Discover now