(55)

2.2K 104 44
                                    


بقلم نهال عبد الواحد

بعد القبض على الخادمة وشريكها بعدة أيام كان يوم فتح مظاريف قبول المناقصة المقدمة ليتفاجأ فادي بأن شركة القاضي من يرسى عليها تلك المناقصة، فجن جنونه تُرى من خدعه؟ هل عادل قام بخداعه ليحقق مصلحته؟! أم أن نبيل هو الذي قد خدع الجميع؟!

أجل!

قد خدع نبيل الجميع فمنذ ذلك اليوم المشحون بالحوادث وبدأ يجمع معلومات وكل أصابع الاتهام تشير يومًا بعد يوم لمثلث الشيطان هذا، لكن بالطبع تلزمه أدلة قوية!

نصحته هاجر نصيحة جوهرية؛ ألا يثق بأي شخص هذه الأيام على الإطلاق وستظهر له حقيقة الجميع، فهكذا هي الحياة كلما اشتدت تظهر معادن الناس وكثيرًا ما تسقط أقنعتهم.

وقد أخذ بالنصيحة وأعد أوراق مزيفة وأعطاها لأحد سكرتيراته والتي كان دورها إرسال ذلك المظروف مع التشديد على السرية التامة، وبالطبع قد أفشت تلك اللعينة سر الأوراق قبل إرسالها لذلك العشيق الرجيم لتنال رضاه أو ربما كان الثمن شيئًا آخر، وقام عادل بدوره بتوصيلها لفادي دون أن يشك بأي شيء.

في حين أن ورق المناقصة الحقيقي ظل مع نبيل لم يعطيه لأحد ولم يُطلع عليه مخلوق وقام بإرساله بنفسه للجهة المسؤولة.

خرج فادي من ذلك المكان بعد ما رأى نبيل يقف في قمة سعادته وملامح وجهه تعبر عن انتصاره بين رجاله وبين الجميع يهنؤه، بينما هو لم يستطع إخفاء غضبه وعداءه الشديد.

ظلّ يتحرك بسيارته لا يعرف لأين يذهب وماذا يفعل!لكن أول شيء فكر فيه كيف نجح نبيل هكذا رغم كل الظروف التي تعرض لها وأهله جميعهم في المشفي منذ زمن في حالة خطرة.... المشفى!

بدأ ينتابه إحساس بأنه قد خُدع فأسرع نحو المشفى يبحث عن أهله الموجودين فيها، لكنه تفاجأ بعدم وجود أحدٍ منهم!

خرج من المشفى وغضبه يزداد ضاربًا رأسه في عجلة قيادة السيارة متمنيًا لو خلع نعله وضرب نفسه! كيف وثق بنجاح الخطة ولم يذهب ليتأكد بنفسه؟! كيف صدّق أن نبيل قد انهار هكذا رغم تشكيك صافي لذلك بدل المرة مرارًا؟! لقد كان أحمقًا عندما سار خلف عادل ولم يبحث خلفه مثلما أخبره!

واكتمل الموقف باتصال أحدهم يبلغه بما حدث للخادمة والعامل واعترافاتهما الكاملة؛ فلم يصمدا طويلًا واعترفا بكل شيء.

و مما زاد كيده اتصالاته المستمرة بعادل بلا فائدة، ولم يجد بدًا إلا أن يذهب له في البيت.

وصل وطرق الباب ففتحت صافي، لكنها مختلفة تمامًا هي ليست هي؛ كأنما ازدادت بدانة، وجهها بدا أكثر شحوبًا وانتفاخًا في آنٍ واحد!

فتحت له الباب وأشارت له بالدخول دون أن تنطق بكلمة، ثم جلست فجلس مقابلًا لها بينما نظرت إليه نظراتٍ حادة.

(هل الضربة قاضية؟!)    By : Noonazad Where stories live. Discover now