23

23.2K 871 67
                                    

رواية "مشاعر قاسيه"
الحلقه الثالثه والعشرين
للكاتبه وسام أسامه
........................
فتح أستيفان عيناه علي صوت بكاء مكتوم..وشهقات متتابعه..عقد حاجبيه بضيق وهو يري جيرمي منزوي في ركن الغرفه واضعاً رأسه بين ركبتيه..ويداه تحاوطه بخوف
وقف استيفان مترنحا من أثر النوم ليجلس جواره بصمت تام مُلقيا ظهره ورأسه علي الجدار..وقدماه تمتد أمامه
ويداه مترابطه في هدوء امام صدره العاري

ليهمس استيفان بعد صمت دام لدقائق...
-مالذي يُبكيك جيرمي !

رفع الصغير رأسه بأستكانه ولازالت عيناه تقطر الدمع..
-أريد أمي..انا حزين دونها كما هي ايضا

حرك استيفان رأسه الي الصغير بنفاذ صبر..
-كل صباح ومساء تخبرني انك تريدها وأشتقت لها
وتخبرني انك حزين عليها كما هي حزينه..ألم تمل ياصغير

انتحب جيرمي أكثر من لهجته القاسيه ليهمس..
-وفي كل صباح ومساء تسألني لما ابكِ..وفي كل مره أخبرك أني أريد أمي..انا احبها ولكن لن احبك انت بعد الآن

تصلب استيفان وتملكه البرود ليقول بعصبيه وكأنه يكلم رجلٍ بعمره..
-كانت آخر كلمات والدتك العزيزه انها لا تحبني..وها انت تكرر كلماتها..وبالاساس لم أنل الحب منك ولا منها لأحزن علي عدم حبكم العظيم لي

هز الصغير رأسه بأيجاب مؤيدا لحديث استيفان ليقول..
-نعم نحن لا نحبك..ولكن أن اصبحت رجل جيد كا علي
سنحبك وستكون الأقرب لقلبينا أنا وأمي

طنين عنيف طغي علي أذنه..لينتبه الي كل كلمه تفوه بها الصغير..ليقول بأختناق...
-من علي !

مسح الصغير عيناه بقوه ليمتدد قدماه كما استيفان..ويرجع خصلاته البنيه الشبيهه بأباه خلف اذنه قائلا..
-علي هو الذي امسك نبتتي بلطف..ثم وضعها في بطن أمي هنا

أعقب حديثه بأشارته علي معدته المسطحه تحت ملابسه الصغيره ليتابع...
-ثم قبلها بحب ودفئ..لنبت الورود في احشاء أمي..وخرجت انا من أحد الورود..أمي اخبرتني انه هو من زرعني برحمها كما نزرع الاشجار والورود...وانه ساافر بعيدا ليجلب لي بعض الدفئ ويمد قلبي به

ارتجف استيفان لثوان أثر كلمات الصغير..ليبتلع رمقه ببطئ وعيناه تتابع وضع الصغير يده علي قلبه..
-كيف يجلب بعض الدفئ

تنهد الصغير في صبر نافذ قبل ان يقول بتقرير..
-اخبرتني امي ان بعض الأشرار جمدو قلب علي..ومنذ ان تجمد قلبه..بات لا يستطيع ان يبثني الدفئ..فحزن وقرر ان يذيب جليد قلبه ويحاول اعادة تدفئته ليدفئني
كما أدفئ أمي وهي صغيره

اختلج قلب الأخر في محجره..واحتبست انفاسه في ثقل،ليدرك ان لوسيندا وصفت ماحدث بينهم بطريقه خياليه مع بعض الكذب..حتي ولو جملت صورته في اعين الصغير،فقد جملته تحت مُسمي"علي" ليقول بعصبيه..
-ماتلك الخرافات التي تقصها تلك المجنونه..لا تكتف عن اختلاق القصص والحكايات..تستحق اوسكار في التأليف
كاذبه وفاسقه وتأخذ عقلك الي تفاهات لا جدوي منها

مشاعر قاسيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن