(٢١)

2.3K 109 2
                                    

-أنا حلمت بيه ياشهد
-اه
-كان فى مكان مليان كتب
-اه
-هو ايه اللى اه؟
-يعنى انتى مصحيانى الساعة ٦ الصبح وجيبانى هنا عشان حلمتى بواحد؟طب أنا ذنبى ايه؟
-غورى إطلعى بره ،أنا غلطانة إنى بحكيلك
-والمطلوب منى ايه؟
أخدت نفس وإتكلمت بهدوء -هنروح مكتبة إسكندرية
-يعنى انتى هتروحى المكتبة عشان الحلم يتحقق ويادبلة الخطوبة عقبالنا كلنا وكده؟
-لأ عشان هو هيبقى هناك
-وايه عرفك؟
-المفروض يكون هناك
-المفروض!لأ ده أنا أشتم بقى
-ماما بره
ضحكت -حيث كده بقى أوطى صوتى
-ده زى ما أنا تخيلته بالظبط!صوته وشكله (سكت شوية وكملت)- ده كان أطول منى
-اسمه ايه؟
-محمد
-الله!مش انتى بتكتبى عن سيف
- الإسم مش شرط ياشهد
-اممممم يعنى هو محمد بس بصفات سيف
-حصل
-وعايزة تروحى هناك عشان القصة تكمل
-أيوة ما انتى لسة قايلة!
-لأ ده انا أطلع أجيب أمك تهزئك يا مهزأة
-شهد!
معرفش ازاى أحب حد معرفهوش،شخص تخيلته وإتمنيت إنه يبقى حقيقة ،أنا عاملة شات بإسمه بكلمه فيه كل يوم ،واثقة إن فى شخص بيدور عليا أنا بالذات دونا عن العالم ، هيقبلنى بعيوبى قبل مميزاتى، هياخدنى أنا لإنى أنا ،بكل حاجة فيا بعصبيتى وعياطى وهزارى ، أنا مبحبش أتغير عشان أعجب حد ولا هتغير
-هو أنا كنت فى الحلم؟
-ايوه
قعدت جنبى وإبتسمت -طب كان دورى ايه؟
-وهو فيلم؟
-إخلصى!
-مش فاكرة حقيقى
أنا فاكرة الحلم بتفاصيله ،بس لو كنت حكيتلها حاجة ومحصلتش مكنتش هتبطل تنتيف ف ريشى هى وماما ،وتحفيل وهزار وألش للصبح سعادتك.
فى الحلم شهد كانت قاعدة جنبى وبتشاورلى على ناس وبتسألنى تدى قلبها لأنهو واحد فيهم ، خطافة الرجالة المشمحترمة
-طب وهو كان عامل ازاى؟
-لابس قميص أبيض وواقف عند القسم بتاع "الأدب العربى"بيختار كتاب أو رواية ،مش فاكرة اسمها كان ايه،بس غلافها أسود ، وف إيده التانية كتابين
-يعنى لاحظتى كل ده وجيتى على اسم الرواية متشوفيهوش؟
-ماهو اللى كان حلو فى القميص الأبيض فمأخدتش بالى من إسم الكتاب
-وعرفتى منين إنه محمد؟
-ما أنا لما جيت أمشى من المكتبة ،خبطت فيه والكتاب اللى معايا وقع
-ايوة كملى
وقفت وفتحت الدولاب -عقبال ما أحكيلك تكون المكتبة قفلت
-ال يعنى هييجى النهاردة
قفلت الدولاب تانى -انا حسيت بيه ياشهد ،كل مرة كنت بتخيله وبشوفه زى طيف ،بس المرة دى حسيت بيه كإنه حقيقة ،لأول مرة بحلم بحاجة أنا عيزاها
(أنا فاكرة لما جيت أخرج من المكتبة كنت بدور على التليفون بتاعى فى الشنطة ،مكنتش مركزة قدامى ف خبطت فيه،والكتاب وقع ،ونسيت إنى أخد الكتاب
-آسفة حضرتك مأخدتش بالى
إبتسم -محمد
-نعم؟
-اسمى محمد مش حضرتك
رفعت حاجبى ومردتش ،رغم إنه كان حلم إلا إنى كنت حاسة بصوت قلبى ،وإيدى المتلجة ،والخوف والفرح وكل حاجة فى وقت واحد ،ومعرفش ازاى أحلامى كلها إتجمعت فيه هو ،كنت حابه إنه يتكلم كتير وأسمعه رغم إنى معنديش كلام أقوله ،وعد لو لقيته فى الحقيقة هقوله
"حلمى إتحقق وجيتلى إنت"
مشيت خطوتين فوقفنى
-يا آنسة ..الكتاب!
أخدت الكتاب وروحت بسرعة ،الكتاب كان فيه ورقة لونها أزرق ،لما جيت أفتحها صحيت من الحلم
شاورت بإيدها قدام عينى -يابت
-ايوة ياشهد
-أنا هطلع أشوف أكل بره عقبال ما تلبسى
هزيت راسى -ماشى
طلعت النوت من الدرج وقعدت على السرير وكتبت:
"وتسألنى ما الحب ؟الحب أن أكتفى بك ، ولا أكتفى منك ابدًا" ل مجهول
قلبت الصفحة وكتبت :
"لا تذهب إلى حيث يأخذك الحب ،بل خد الحب إلى حيث أنت ذاهب ، دائمًا تذكّر أنك ولدت لتحب ،ولست تحب لأنك ولدت !"
روحت هناك وأنا خايفة إن الحلم ميتحققش ،الحلم ده بالذات علقت نفسى بيه
-وصلنا المكتبة أهو يلا إدخلى هاتيه فى شوال
-يابنتى لو مستغنية عن كرامتك قولى
ضحكت -شوفى كده! كتير أوى لابسين قميص أبيض ،روحى نقيلك واحد
(ما أنا لو كنت جيبت عيل صغير معايا أفضل من برج الجحش اللى جنبى دى!فكرانا رايحين السوق ننقى طماطم)
-هو غير الكل
-يعنى ايه؟
-يعنى هعرفه أول ما أشوفه ،شبه النجمة اللى بتنور كده
شاورت بإيدها -شايفة الكرسى اللى هناك ده؟
-اه ماله؟
-أنا هقعد عنده، روحى انتى هاتى كتب وتعالى ورايا
-ماشى
كنت ماشية وأنا عارفة إنى هروح عند  قسم"الأدب العربى" ولإن القسم ده فيه صفوف كتير دورت فيهم كلهم وملقتهوش ،طب ازاى وأنا أول مرة أمشى ورا حاجة حلمت بيها!... كنت همشى بس.. بس جه هو،نفس اللى فى الحلم بقميصه الأبيض وبالكتابين اللى على إيده ،كنت عارفة إنه هياخد الرواية اللى غلافها أسود وفعلا أخدها!
بصلى ومكنش عايز يمشى ،إتوترت ومشيت أنا روحت عند شهد ،معرفش ايه أسعد من إن حلم  يتحول لحقيقة
-شهد...شهد
بصت على إيدى وبعدين بصيتلى -فين الكتب؟
-الحلم بقى بجد
-شوفى وأنا اللى إفتكرته بهزار!
-بطلى غباء وركزى معايا
-ها؟
إبتسمت -هو هنا ،بنفس تفاصيل الحلم
-طب أقعدى
قعدت فى الكرسى اللى جنبها ،كنت حاسة إنى فى حلم وهصحى قريب
-ميار
بصيتلها -نعم؟
شاورتلى على ولد قاعد بعيد -حلو الولا ده هديله قلبى
بصت يمين بعدين شاورت -ولا ده؟أنا شايفه إن ده أحلى من اللى قبله
بعدين بصت شمال وشاورت - يلاهوى!الولا ده ياخدنى أنا شخصيا مش قلبى بس
-يلا نمشى
-طب والولا؟
-بت!
-أقصد والكتب
-أنا  همشى
خرجت من المكتبة وفتحت الشنطة أدور على التليفون عشان كان بيرن ، مكنتش مركزة قدامى ، ف خبطت فى واحد والكتاب وقع
-آسفه حضرتك مأخدتش بالى
إبتسم -محمد
بصيتله -نعم؟
-إسمى محمد مش حضرتك
رفعت حاجبى ومردتش،شعورى دلوقتى أفضل من الحلم بكتير
مشيت خطوتين فوقفنى
-يا آنسة..الكتاب!
أخدت الكتاب وروحت بسرعة، الكتاب كان فيه ورقة بس لونها أبيض ،مكتوب فيها:
"غريبة إنى حلمت بيكى صح؟
حلمت بيكى إمبارح فى مكتبة إسكندرية ،كنت بختار كتب أقرأها وجيتى انتى ،مش عارف هتصدقى ولا لأ ،بس حسيت إنه مكنش حلم ،كإنه حقيقة!،حسيت بيكى ..جيت النهاردة عشان أقنع نفسى إن الأحلام هتفضل أحلام ،ازاى جيتى انتى من الحلم وبقيتى فى الواقع؟ ومن الغريب بردو إنى حبيتك  فى حلم!"
نسيت كام مرة قرأت الرسالة ،بس كل ما أقرأها كإنى لأول مرة بفتحها
-أسمعلك الرسالة؟
-ما انتى يا تبطلى خفة دم يا تروحى!
-أنا زهقت،كل شوية تقرأيها كل شوية
-........
-يلاهوى عليا وعلى سنينى السودا ،بتضحكى ليه دلوقت؟
-ده حلم بيا ياشهد متخيلة!
قعدت جنبى -منكرش إن الموضوع  أوفر ثينكينج وعجبنى!
طلعت النوت وكتبت:
"أكثر ما يعذبنى فى اللغة..أنها لا تكفيك،وأكثر ما يضايقنى فى الكتابة أنها لا تكتبك" ل نزار قبانى
-تفتكرى هيتجوزك
رديت بسرعة -أكيد
-ماشاء الله طموحة ،لأ وواثقة فنفسك كمان
-هتباتى معايا النهاردة ماشى؟
-هتصل بماما طب
نمت ومكنتش عايزة أحلم تانى ،ياريت الأحلام كانت تبقى بإختيارنا إحنا ، هتفرق كتير والله ،حتى لو مكنش ليا نصيب معاه ،بفضل إن ده يكون آخر حلم ليا
صحيت ملقتش شهد ،فطلعت لماما بره
-شهد فين؟
-راحت تجيب حاجة وجاية
قعدت جنبها -شهد حكيتلك صح؟
إبتسمت -مش كلو
ضحكت  -قعدتك انتى وشهد مع بعض مش مريحانى
-فى واحد متقدملك وهييجى هو وأهله آخر الأسبوع
-وييجوا ليه هو أنا وافقت؟
-شوفيه عادى
-طب ما ترفضيه من بره لبره
-عشان حلم؟
-عشان أنا بنيت حياتى على حد ف مش هتنفع من غيره
-والحد ده وهمى!متعرفيش هو مين ولا هو يعرف انتى مين
إتكلمت بسرعة- اسمه محمد
-مش هتتجوزى واحد عارفة اسمه وبس!
-لا أنا عرفاه من زمان،وعارفة كل حاجة عنه
-بردو فى حلم صح؟
-أيوة بس.....
-شوفيه ولو معجبكيش نبقى نشوف هنعمل ايه وقتها
-يعنى مش هتقولى:منكوا لله منكدين عليا دايما ،مش عايزين الفرح يدخل البيت ليه والكلام ده؟
الباب خبط ،فقومت فتحت،كانت شهد
سحبتنى من إيدى ودخلت الأوضة
-عريس مين اللى متقدملك ده؟
-عرفتى منين؟
-سمعت من عالباب
-معرفهوش مين
-افرضى طلع واحد غريب!
-معرفش
صح ،ما ممكن يطلع واحد تانى ،ممكن أحلامى كلها تتهد فى لحظه!
طلعت النوت وكتبت:
"كانت الكارثة كلها فى الإفراط ،الإفراط فى الأمل ،فى الحب ،فى التوقعات ،فى الإنتظار ،فى كل شئ" ل د/ أحمد خالد توفيق
عدى الأسبوع ،وشهد قالتلى إنهم جم بره
طلعت قعدت على الكرسى اللى جنب ماما ، طلعوا كلهم برة الأوضة وسابونى معاه ،طب خدونى معاكم طب!
-غريبة إنى  حلمت بيكى صح؟
إيدى تلجت وحسيت إن العالم هادى ،إنى دخلت الحلم تانى بس المرة دى بإرادتى
معرفتش أقول ايه ف سألت -عرفت مكانى ازاى؟
-مشيت وراكى
طب أقوله إنى بحبه من زمان ،من قبل ما أشوفه حتى،إن أنا كمان حلمت بيه..حبيته فى حلم بردو، إنى بناديله كل يوم وأخيرا سمعنى!
-ازاى جيتى من الحلم وبقيتى  هنا؟
-حلمى إتحقق وجيتلى إنت

"رأيتك ضوء فى نهاية نفقٍ مظلم!"

يومًا ما سنلتقىHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin