4~

2.3K 106 1
                                    

كانت مربوطة من أطرافها الأربع والشريط اللاصق على فمها يمنعها من إصدار أي صوت , ملقى جسدها في ذلك القبو المظلم فقط تلك اللمبة التي كانت تشتعل وتنطفئ في كل لحظة , دخل عليها رجل ثلاثيني بلحية سوداء مكثفة وثوب ابيض ملطخا يحمل سكينا تتقاطر منه الدماء, يبدو انه قد ذبح أحدهم للتو , اقترب من اسيل خطوات هادئة فأمسك شعرها ورفع عنقها للسماء حيث لامس وريدها السكين فاستشعرت حدته .. فقال "الله أكبر!!"
..صرخت مفزوعه وهي تمسك بعنقها وتضرب اللحاف بقدميها وتقول .."ابتعد! ابتعد! ايها الارهابي المجرم ابتعد!!"
..
هلعت ريم لصوتها وضمتها لصدرها تهدئ من أعصابها .."اهدئي! اهدئي! كابوس فقط أسيل انا هنا بجانبك!!"..
..

كان يومها التالي في غاية الملل والتعب إثر أنها لم تنم من كابوس البارحه , هالات سوداء تحت عينيها الوسيعة وشعرها قد جمعته بربطة شعر اخفت بريقه وطوله الفتان , دخلت الى الثانوية دون ان تسلم فمشت بخطوات متثاقلة ووقعت حضورها واذلفت تمشي نحو الفصول لولا استوقفها صوت المراقبة العامة ,,"تحية العلم آنسه أسيل عليك حضورها"
..
عصرت عينيها وهي تشدهما من البلاهة التي قد غشيتها للتو كيف نسيت تحية العلم الذي هو من احدى اهم قوانين المدرسة ,
وقفت مع استقامه المعلمات الباقيات ومقابلهم صف استقامه المعلمين الرجال , كانت اعينها تتجول بينهم تبحث عن ذلك الملتحي ولكن الأمر الغريب انها لم تجده ,ربما لأنه متعصب لا يقبل ان تستمع اذناه نغمات الموسيقى التي تتخلل تحية العلم ! نعم ربما ذاك سبب عدم وجوده ..
انتهت تحية العلم لتنظر لجدولها , القاعة ستة ثم القاعة عشرة ثم القاعه خمسة , حسنا يبدو اليوم متعبا بعض الشيء ..

..
دخلت الفصل فرأت ترحيبهم بها جديرا ان تبدا درسها معهم بحماس , جلست على المكتب وهي تسأل طلابها عن أسمائهم لتتعرف عليها في قائمة الحضور والغياب..
..
وبدأت الحصة بشكل عادي, مرت نصف ساعه بينما كانت تلقي عليهم الدرس لتسمع صوت صراخ من القاعه التي أمامهم , سكت الجميع فجأة لتحاول ان تعرف مصدر الصوت والصارخ ..
خرجت من فصلها مهرولة وبدأت علامات التساؤل على وجه طلابها ..
اقتربت من باب القاعه التي أمامها تحاول استراق النظر بين شقوقه , فرأت ذلك  المعلم الملتحي يرفع العصى في وجه أحد الطلبة صارخا عليه يقول .."سأجلدك!!!".

.. هلعت لذلك وضخ قلبها بقوة فاستشعرت بتدفق دمها مما جعلها تفور, فتحت باب الفصل بقوة لتصرخ في وجهه ."توقف!!.
..
ثم اخذت العصا من يده وقامت بكسرها ورميها . واخذت الطالب من يده مبعدة اياه عن هذا المتهور ..
صرخت في وجهه .."ماذا تظن نفسك فاعلا ايها الداعشي,! اذهب الى منظمه الارهاب خاصتك وقم بهذه الأمور وليس في مؤسسة تربوية كهذه!!"
..
نظر اليها باندهاش ثم عقد حاجبيه واخذ يقترب منها بخطوات بطيئة مما دب الرعب في قلبها .."
ان اقتربت اكثر سأشتكي عليك في الادارة!"
..
احمرت عيناه وزاد الغضب سيطرة على ملامح وجهه واصبح يقترب بخطوات سريعة وهي تبتعد حتى وطأت قدمها عتبة باب الفصل فقال ..
"إذهبي الى الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد"
..
واغلق الباب بقوة مما زاد من اصوات الضحك من الداخل .أما هي فبقيت في شرودها محمرة الوجه ترتعد من الموقف التي كانت فيه قبل قليل ..

..
حاولت الدخول مرة أخرى حتى سمعته يقول خلف الباب محدثا طلابه .."حسنا أيها الطلاب سنعيد المشهد مرة أخرى ولكن أريد منكم أن تركزوا جيدا حتى تفهموا الدرس الذي أود توصيله الى عقولكم"
..
زفرت الهواء ووضعت يدها على جبينها ,شعرت لولهة أن ماقامت به حماقة وعليها ان تعتذر من تصرفها .
..
رجعت الى فصلها والصفرة قد اعتلت وجهها , قدمت اليها طالبة بعض الماء , ثم شعرت بتحسن بينما اكملت شرحها وتناست ذلك الموقف .
..
كانت نفسيتها في ضيق لم تشعر به من قبل , أرادت أن ينتهي هذا اليوم سريعا حتى تتخلص من هذه المواقف المتتالية التي تحرجها .

مـحبوبي آلمـلتحي !Where stories live. Discover now