12~

1.7K 85 10
                                    

كان مكان العمل الجديد مختلفا بعض الشيء , أولاد في بداية مراهقتهم , زملاء جدد , مدير لطيف يهتم بطلابه وبشؤون مدرسته , .. لا أحد يضايقه لمظهره , لايسمع كلاما جارحا بشأن لحيته ..والجميع رحب به.
كان يومه في غاية الهدوء , تحية علم تقام دون أن تتخلل كلماتها الموسيقى السخيفة , فربما هذه المرة الأولى التي يحضر فيها تحية العلم منذ تخرجه من الثانوية ,..
توجه التلاميذ الى صفوفهم , فأصبح حيرانا يبحث عن فصله بين الأبواب , تفاجئ من تلميذ جاءه يبحث عنه , سأله إن كان مدرسهم الجديد ,ففرح به و دله لقاعة الفصل ..والذي كان بدوره مختلفا وجميلا جدا , طاولاته الصغيرة وحيطانه المزينة , وما فرفح قلبه هو ركن الصلاة الذي يقع في زاوية من احد زوايا القاعة, ترقرقت عيناه فرحا وبشر نفسه بمهمة جديدة سهلة للغاية,, تعليم الشارع الإسلامي وتوجيه أطفال في بداية مراهقتهم ...

وفي مؤسسة أخرى , في ثانوية شباب المستقبل, كانت إمرأة فاتنة الجمال تجلس وحيدة بين أوراق الفروض ,تحرك القلم بين أصابعها بتوتر , وما قطع خلوتها ذاك المتطفل ,معلم العلوم الطبيعية "عمر" متطفلا عليها بشتى طرقه..
كان يحاول الإقتراب منها بشدة, قطع خلوتها قائلا ..
"يمكنني مساعدتك إن أردت فأنا أجيد اللغه الحية!"
..
رمقته بنظرة خاطفة وأردفت ..
:"إهتم بفئران التجارب خاصتك وبمخبر العلوم, لاشأن لك بغيرك .."
..
إحمر وجهه خجلا وانزل رأسه للأرض, تأفف من أسلوبها الحاد معه والذي كان يزيده إصرارا من التقرب منها ..وماكاد يغادر حتى سألها مرة أخرى بمرح ..
:"قهوة أو شاي!"
..
قلبت عينيها ضجرا منه وضربت يدها على المكتب صارخة ..""لا أحبهما!!"
..
قفز مرعوبا من صوتها العالي حتى ارتطم رأسه بزاوية الباب الذي كان يتكئ عليه ..

ضحكت لموقفه الطفولي وهو يحك مكان ضربة رأسه ..:" يا إلاهي !إني أرى منك إثنتان!!"
..
استدارت للمكتب مبتسمه ..:"هذا من حسن حظك "
..
"فعلا, صدقت آنسسة أسيل"
..
بادلته الإبتسام وعادت الى صفنة أوراقها بينما وقف أمامها بكل حيرة, رفعت رأسها تنظر اليه بإستغراب , حك مؤخرة رأسه وسألها بطريقة مضحكة وهو يهز.كتفيه ..:"قهوة أو شاي"
..
"ألن ترحل حتى اختار أحدهما صحيح!"
..
":تقريبا, نعم فأنا مزعج بعض الشيء"
..
"حسنا أريد سيجار دخان هلا أحضرت لي!"
..
"دخان!هل أنتي مدخنة!"
..
"نعم مالمانع!"
..
"لا ولكن الدخان يؤثر على الرئتين مما يجعلهما ي...."
..
"اصمت!"
رمقته بنظرة غضب ورفعت حاجبيها طاردة إياه ..
:"ماذا هل نسيتي أنني مدرس علوم!"

..
.....
وكانت الأيام كفيلة أن  تجعله يقترب منها دون ان تشعر , أصبح يشغل ليلها ونهارها , كلمات الغزل التي ذابت في قلبها , عيناها التي بدأت تشع حبا وتعلقا به  ..

مـحبوبي آلمـلتحي !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن