الفصل الثاني
كانت تكره الكثير من الاشياء بشأن شكلها ، لكنها لم تعرف اليوم ماهي بالتحديد ، هل يتغير تقييم الإنسان لنفسه حين يتلقى المديح ؟ راودتها الفكرة وطاردتها حتى اليوم التالي حيث جلست في ساحة الكافيتريا شاردة تحدق في الآخرين .
كان كل شخص جميلا بالفعل ولكن بطريقة مختلفة ، أمجد وجماعته يبدون كأنهم خارجون للتو من حمام نظيف بوسعها أن تشم رائحة غسول شعر منعش يتخلل أنفها بمجرد رؤيتهم ، وعلى الجانب الآخر كانت مجموعة فتيات تجلس معا يضعن قليلا من المساحيق و يرتدين الثياب البسيطة ، واحدة منهن كانت أكثر جمالا من الاخريات قليلا لكن لم يكن فرقا بوسعه أن يجعل شخصا يحبها أكثر من الباقين ..
" مرحبا!"
قال شادي قبل أن يجلس على الطاولة ، حتى هو كان جميلا بشكل خاص ، لطيف المظهر , يشعر الناظر إليه بالراحة , ساعده على ذلك ملامحه الهادئة و هندامه المبعثر بعض الشىء والذين يوحيان أنه ليس شابا خطيرا ليس كهؤلاء الشبان الوسيمين أصحاب العطر المدوخ على اية حال .
" الجاكت "
" متشكرة"
قالت ليلى وهي تلتقط المعطف من يده فقال شادي وهو يتأمل المكان حوله ونظرات ليلى الشاردة
" إنتِ عارفة ان دي اول مرة أقعد فيها في الكافتريا هنا ؟ "
" فعلا! "
" المكان زحمة ودوشة ، ومحتل من أمجد وشلته زي ماإنتِ شايفه "
" واضح إنك مبتحبش أمجد خالص! "
"مش لدرجة مبحبوش ، بس مش عامله نادي معجبين زيكوا يعني"
"زينا"!
"البنات أقصد ، أنا مبلومكوش إحنا كمان لما بنشوف بنت حلوة كلنا بنعجب بشكلها"
فكرت ليلى في الخاطرة التي غمرتها منذ الصباح
" هو أنتوا تعريفكوا ايه للبنت الحلوة أصلا ؟ "
قالت على استحياء ، فتذكر ماقاله لها بالأمس ، كتم ابتسامته ، لابد أنها فكرت في الأمر طوال الليل ، حك ذقنه وحاول أن ينتقي كلماته بعناية حتى لا تسىء فهمه
" بصي ياليلى ، أنا مش هكدب عليكي وأقولك إنه الشكل مش مهم ، بس إحنا عايشين في وقت كل حاجة فيه مصطنعة فسهل الحلاوة تسرق العين ، بس صعب تسرق القلب !"
كان لجملته وقعا ما أجبرهما على الصمت برهة قبل أن يستكمل
" يعني بصي حواليكي ، معظم الناس شكلها كويس لابسين كويس , وممكن جدا الواحد يُعجب بحد فيهم بسبب شكله لكن لما تقربي وتعرفي البني آدم على حقيقته شكله هيبقى آخر حاجة تهمك , لو قدر يخطفك بشخصيته وطريقته , هتقدري تشوفيه أوسم رجال العالم , ولو كان أوسم رجال العالم بس شخصيته وحشة أو طريقته مش كويسة شكله مش هيشفعله عند قلبك .. "
![](https://img.wattpad.com/cover/207388945-288-k88836.jpg)
أنت تقرأ
دِيار ليلى ..نوفيلا.. شروق السيد
Romanceتصميم غلاف .. إيناس محمود جميع الحقوق محفوظة للكاتبة ................................... أَمُرُ على الدِيار ديارَ ليلى أُقَبِلُ ذا الجِدارَ وذا الجِدار وماحُبُ الدِيارِ شَغَفنَ قلبي ولكن حب من سكنَ الدِيار قيس بن الملوح ... حين التقينا اكتشفت أنني...