الفصل التاسع

1.5K 71 0
                                    

 الفصل التاسع

أين يبحث عنها ؟ أين هي الآن وماذا تفعل ؟ ماذا حدث معها لتغادر المنزل ؟ ولماذا لم يجب على اتصالاتها ؟ كانت تستنجد به من شىء ما , لجأت إليه حين ضاقت بها الدنيا فخذلها .

الله وحده يعلم عمق الجرح الذي تسبب فيه في قلبها , الله وحده يلهمه الصبر على الوجع الذي يسكن فؤاده , وجعٌ لشعوره بالذنب , ووجعٌ يكاد يُذهب صوابه لأنه فقد ليلى وقلبه يخبره أنه فقدها إلى الأبد , لن يغفر لنفسه أبدا أنه كان يُطيب جُرح مي فيما كانت ليلى تنزف في مكان ما ولا تجد من ينقذها ..

لماذا نكتشف عمق مشاعرنا دائما حين نفقد أحدهم ؟ كم يلزمنا من الحُمق لنبخس الأشياء قدرها ! أم أن وجودها الدائم أمامنا يجعلنا نزهد فيها ؟

كيف تصرف معها بهذه الطريقة ؟ كيف كان وغدا معها إلى هذا الحد ؟ كيف لم يحاول أن يفهم سر انطفائها الدائم وعزوفها المستمر عن الناس والحياة .. كيف لم يفسر التصاقها به وتقربها منه أنها كانت تبحث عن الأمان فيه ؟ أنها كانت تلجأ إليه هربا من شئ يؤرقها ؟ أي حب هذا الذي يسكنه التردد ياشادي؟ فكر في نفسه , لو أنه أحبها حقا لحسم كل قراراته المعلقة منذ زمن , لحاول أن يمد يده إليها وينقذها مما هي فيه , بدلا من أن يهرب ويتخفى وينتابه الملل , ظن أن بقاء الأبواب مواربة يساعده على التنفس لكنها في الحقيقة جعلت قلبه مهتزا مترددا .

وهو الذي لم يخن ليلى بحب امرأة أخرى ربما قد خانها بالتردد .

أما الآن بعدما لم يترك فقدها شيئا في القلب إلا الوجع , صار يدري إلى أي حد توغلت في أعماقه , أنه يحبها كالمجنون , منذ اليوم الأول والنظرة الأولى , هو الذي غاب عاما كاملا لم ينسى فيه عيناها وابتسامتها وحين عاد كان أول شئ فعله أن بحث عنها بلهفة لم يعهدها في نفسه وحين وجدها تمسك بها بكل قوته , أحبها وتعلقت روحه بروحها لكن التردد والحواجز حالت بينهما زمنا فلم يعد يدري إن كان حقا يحبها أم لا , وهاهي الحقيقة تصفعه لكن ربما فات الأوان ..

***********

كان دأبها كل صباح في الأسبوع الماضي أن تستيقظ وتتمشى قليلا على الشاطئ , تفكر وتحاول أن تُصفي ذهنها وقلبها من كل الأفكار التي تسكنهما , كانت تسير محدقة في زرقة المياه الساحرة ولم تنتبه له حتى كانت على بعد خطوات منه , تسمرت في مكانها حين لمحته قال لها

" كنت عارف إنك مش هتتصلي .. "

" رامز !"

قالت في دهشة عارمة فقال وهو يتقدم نحوها

" مع إنك وعدتيني إنك هتتصلي على فكرة .. "

" انت بتعمل ايه هنا ! "

قالت محتارة فأجاب

" جيت عشان اطمن عليكي ياليلى .. "

أصابها مرآه بالتوتر والغضب

دِيار ليلى  ..نوفيلا..  شروق السيدOnde histórias criam vida. Descubra agora