الفصل السادس

1.5K 69 3
                                    

الفصل السادس

عاد شادي إلى المكتبة مسود الوجه , رمقه الأمين صلاح في حيرة من تغير حاله المفاجىء , جلس شادي على إحدى الطاولات شاردا , غادر الطلاب واحدا الآخر , وحان وقت رحيل الأمين , سار نحو شادي وناداه فالتفت له , طالع وجهه قائلا

" مالك يا شادي ؟ "

تنهد شادي في ضيق , فجلس الرجل على الكرسي المقابل له , ونظر له يحثه على الحديث , تردد شادي قليلا , ثم شعر أنه بحاجة ماسة للتحدث , فباح للرجل بكل ما في صدره , ثبت الأمين نظارته على أنفه وقال متفحصا وجه شادي المكفهر

" أنت متأكد إنه كان بيهددك ؟ جايز جدا تكون فهمت غلط"

رمقه شادي في غيظ

" فهمت غلط ، الراجل تقريبا قال كل حاجة بصراحة ، بنته والشغل والتعيين باكيدج على بعضه take it or leave it "

" طب وانت هتعمل ايه ؟ "

قال شادي بنبرة يخامرها الضيق

" مش محتاجة سؤال ، انا مش هسمح لحد يستغلني ويلعب بيا ، ولو وصل الموضوع اني اقدم شكوى لإدارة الجامعة "

قاطعه

" فكر شوية ده شغل وتعيين وعروسة جايينلك ببلاش غيرك مليون واحد يحلموا بحاجة زي دي "

" وليلى ! "

قال شادي في صدمة

" مالها ليلى ؟ مش يمكن تكون مدي الموضوع أكبر من حجمه "

" ايه اللي انت بتقوله ده ؟ "

" شادي ، خليك صريح مع نفسك ، إنت ممكن تكون معجب بيها أو حتى بيتهيالك إنك بتحبها بس كل ده ممكن يخلص , والمشاعر دي مش هيبقالها قيمة بعد مدة لما تلاقي نفسك مش قادر تحقق أحلامك ولا أحلامها "

" بس انا بحبها فعلا "

رمقه متفحصا

" لا مبتحبهاش ، أو خلينا نقول مبتحبهاش كفاية عشان تضحي بكل الحاجات دي عشانها"

" إنت ايه اللي بتقوله ده ؟ "

" أنا بقول اللي شايفه في عينيك يا شادي , إنت متردد , مش واثق إنك جاهز للتضحية دي , كلام عز الدين خضك , ليلى بقت في كفة والدنيا كلها في الكفة التانية و السؤال اللي إنت خايف تسأله لنفسك أنا بحب ليلى كفاية عشان أضحي ؟ فأنا بجاوبك الإجابة اللي تريحك "

هتف شادي مهتاجا بسبب نبرته الباردة وطريقته الفظة في تفنيد الامور التي لا يعرف عن حقيقتها شيئا

" انا عمري ماهسمح لحد يحولني للعبة بياخد قرارات عنها ويوجهها زي ماهو عايز طول عمري عايش بدماغي بعمل اللي انا عايزه وبس ، عمري ماهسمح اني اعيش حياة مزيفة انزل شغلي وانا لابس البدلة الشيك واخر الشهر اقبض المرتب العظيم اللي يغطي مصاريفي انا ومراتي اللي انا اتجوزتها عشان اخد كل ده ، أنا مبعرفش امثل ولا اعمل حاجة مش عايزها مهما كان المقابل . "

دِيار ليلى  ..نوفيلا..  شروق السيدWhere stories live. Discover now