الفصل السابع و الأخير

4K 199 38
                                    

(عرس جميل وبداية جديدة)

مر شهر والجميع منشغلين لتحضير لحفل الزفاف الذي سيجمع أجمل عروسين . 

ولان معاذ ملتزم قليلا أقام عرس صغير ولكن النساء في اتجاه والرجال في اتجاه لكي تأخذ العروس راحتها مع صديقاتها وتفرح كما تمنت منذ كانت صغيرة فدائما الفتيات يحلمن بعرس جميل ....

وانتهى الفرح على خير وسعادة ..

لقد كانت سماء عروس أنيقة بفستانها الأبيض ذو الذيل الطويل المطعم بالورود وكانت الطرحة أيضا بسيطة هادئة .

وتضع زينه لوجهها تكاد أن ترى فهي محافظة على صلاتها وعلى وجهها نور رباني كما يقولون ..

أما معاذ كان أنيق للغاية في بذلته السوداء وزادته لحيته الخفيفة وسامه وجاذبيه أكثر ..

أما عن الزوجان عمار و سمر ..

كانت سمر حامل في شهرها الثاني ...

هذا ما اكتشفوه بعد ما جرى لهم يوم عيد الميلاد أصابها إرهاق شديد و إغماء مفاجئ على أثرها عرفوا الخبر ..

فارتدت فستان بنفسجي له ذيل طويل نوعا ما وشغلت أكمامه بورد صغير من اللون الأسود وكان عليه تطريز بسيط اسود اللون أيضا من على رقبتها وحول 

وسط الفستان واسع مع انتفاخ بسيط في بطنها . إلا أن شكلها كان جميل ومرتب وذيل الفستان نثرت عليه ورد صغير أيضا .. فكانت لا تقل جمالا وبهاء عن سماء .. 

أصر عمار أن يوصلهم إلى بيتهم بنفسه .

وفيما كان العروسان ينعمان بشهر عسلهم وعمرتهم التي قرر عمار تأجيلها لحين وضع سمر مولدوها وذلك حفاظا على صحتها وصحة جنينها

لأنها في بداية حملها . أراد أن يصالحها ويرضيها بشيء أخر... أتته فكره .

إلى أن يرجع معاذ كان قد باشر بفتح دار تحفيظ القران الكريم و يهتم ببيته وبابنته ويساعد سمر في كل شيء . 

حقا لقد تغير عمار بعد أن لقنه الله درسا في غفوة منه تغير داخليا وخارجيا أصبح كثير التبسم طويل البال وكثير الحمد لله على ما أعطاه من هدية ..

أن جعله يغفو ويرى كيف ستصبح حياته إن أطاع شيطان نفسه ..

تحسنت دار التحفيظ كثيرا وزاد عدد الأطفال كثيرا وحتى بعدما رجع معاذ

من العمرة لم يترك عمار العمل مع الأطفال لقد تعلق بهم كثيرا ..

أما عن وظيفته لقد استقال من عمله وأنشئ عمل خاص به وشاركه فيه معاذ .. 

تعاقبت الأيام والأشهر إلى أن أتى ميعاد ولادة سمر ، وقتها كانت سماء أيضا .

قد رزقها الله ومعاذ بطفل ولكنها ما زلت في شهرها الخامس ورفض معاذ أن تحضر يوم الولادة فكلما كانت ترى سمر تتألم وتصرخ كانت تشعر بالتعب الشديد . اخبرها معاذ انه سيتواصل معها هاتفيا كل دقيقه لينقل لها ما يحدث في المشفى فانصاعت لكلامه وجلست مع كارلا الصغيرة في المنزل ..

ومع صرخة سمر المدوية وقلق عمار المتصاعد .. عم الصمت وصاح الصغير ببكائه معلنا وصوله للدنيا .. 

أصر معاذ أن عيد ميلاد الصغير الأول سيكون عنده في منزله حتى انه قام بتوضيب كل شيء وصل الجميع مباركين بميلاد معاذ الصغير فلقد أصر عمار أن يسميه معاذ ليكون كصديقه الحميم معاذ أي المحصن باسم الله .. 

وفى وسط فرحت الجميع وانشغالهم وجد معاذ أن عمار مختفي فاخذ يبحث عنه . إلى أن وجده يقف في الشرفة ناظرا إلى السماء ويبكى ويتمتم بحمد الله .

اقترب منه معاذ بهدوء 

قائلا: أين أنت يا أبو معاذ، أرى انك تركتنا جميعا ولما البكاء الآن يا عمار ما بك يا صديقي .. 

مسح عمار وجهه ووضع يده على كتف معاذ قائلا : أتعلم يا معاذ انك صديق

صالح وأخ بحق بالرغم إننا من أبوين مختلفين . إلا انك دائما ما كنت دعم لي وسند شكرا لك يا صديقي على شيء ..

أما الدموع هي دموع قلب تائب على كل ما فعله ويحمد الله على أن أنار بصيرته بموقف بسيط إن كان حدث لولا لطف الله بنا لكانت حياتي منتهية الآن ..

فالحمد لله على صديق مثلك و الحمد لله على لطفه بعباده ..

معاذ : حسنا ي صديق ما رأيك إذا أن نكتب قصتنا لعل غيرنا يعتبر من ما حدث ويتعلم أن ينتبه لحكمه الله في حياته وما يحدث لنا من مواقف إن جاز التشبيه نسميها تنبيه من الله لنا لنفيق من غفلتنا . 

عمار: حسنا يا صديقي ولكن بشرط أكون أنا الراوي والمؤلف وضحك . 

ضربه معاذ في كتفه قائلا هذا هو صديقي عمار إذن ماذا نسمى قصتنا

عمار : ما رأيك أن نسميها قلب تائب .

معاذ: اسم جميل حسنا أيها الراوي العظيم بنا الآن إلى الداخل لكي

لا تظن زوجاتنا بنا الظنون .

نعم يا معاذ معك حق هيا بنا واندمجا مع الحضور و عاش صاحب القلب التائب بعدها حياه هانئة

تمت بحمد الله

الخاتمة

كثيرا ما تدركنا رحمة الله من كوارث قد تحيط بنا ونحن لا ندركها ولا نلتفت لها حتى إننا لا نحمد الله عليها ... 

عل قصة صديقنا عمار صاحب القلب التائب تعطيكم أملا في اتساع رحمة الله وفى لطفه بنا وإحاطته لنا جميعا بعينه التي لا تنام ...

" شكرا لوقتكم "

نوفيلا قلب تائب * مكتملة *Onde histórias criam vida. Descubra agora