02

2.7K 268 170
                                    

إلتقينا مع تشان أخيرًا بعدَ الدوام وقررنا الإتصال بوالدة هيونجاي لسؤالها.

ولكنّ الرّد كان "أنا لا اعلم عن من تتحدث، إذَا كنتَ من احد هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بخدع الهاتف فأنا لا املكُ وقتًا لك، وداعًا" وأغلقت الخطّ في وجوهنا.

بالطبع هي مشغولة لكونها من عائلة غنية ولديها الكثير من المسؤوليات، ولكن هذا لا يعني أن تنسى إبنها الوحيد الذي ربّتهُ بنفسها وحرصت على أن يكون الأفضل دائمًا...

تنهّد تشان بقلّة صبرٍ وقال "عودوا الآن إلى منازلكم، وغدًا لن نذهب إلى المدرسة بل سنلتقي بمقرّنا الخاص لمناقشة الأمر".

وافقنا جميعًا وكلٌّ عادَ إلى منزله.

كنّا انا وفيلكس معًا في طريقنا والشمس تشقُ طريقها إلى الأسفل.

"هل تعتقدُ أنّ مكروهًا قد حصل لهيونجاي؟" تسائل فيلكس بحزنٍ وهو ينظرُ الى الأرض.

أمسكتُ بيده واحتضنتها بكفّي مربتًا عليها "لن يغيبَ لفترةٍ طويلة، أنا متأكدٌ أنّهُ سيعود إلينا سالمًا".

اومئ الآخر بإبتسامةٍ، أما انا فعضضتُ على شفتي بقلقٍ لا يقلّ عن قلقِ فيلكس.

افترقنَا وعدتُ إلى منزلي بطاقةٍ مُستنزَفَة على غيرِ العادة.

منزلُنا صغيرٌ لا يعيشُ به إلّا أنا ووالدي وأخواي، اخٌ أكبرُ مني والآخرُ أصغرُ مني.

أجل أنا هو المواطن المظلومُ بالوسط.. .

على أي حال، يقضِي أبي معظمَ وقتهِ بكسبِ رزقنَا.

أمّا أخي الأكبر سونغهوا فهوَ متخرّج، لكنّهُ لم يحظى بفرصةٍ لدخول الجامعة.

لأن مصاريفها مكلّفة، ونحنُ بالكادِ نجدُ لقمةً لنسيّر بها يومنا، لذا فهو يعملُ بدوامٍ جزئيٍ أيضًا.

لكنني لا زلتُ أبتسمُ رغم ذلك، أعلمُ أنني سألحقُ بسونغهوا لأصبحُ عاطلًا عن العمل مثلهُ عندما أتخرجُ من سنتي الأخيرة هذه، إلّا انني لا زلتُ أحاولُ أن أدرُسَ بجدٍّ كي أحصلَ على منحةٍ مجانيّة من المدرسة.

وقد أنجحُ بذلك عن طريقِ مساعدةِ هيونجاي لي.

هذا صحيح، حديثي ذكّرني بهيونجاي، هو ليس هنا حاليًا وهذا قد يؤثّرُ سلبًا عليّ أيضًا.

لا تحكموا عليّ يا رفاق، فكلُّ فقيرٍ يصبحُ أنانيًا في مرحلةٍ ما، ويطمعُ بمصلحتهِ من اصدقاءه.

لذلك فأنا سأشاركُ للبحثِ عنه، من أجلي وليس لشيءٍ آخر.

احبُّ هيونجاي ولكننِي أحبّ المال أكثر، للاسف.

لا استطيعُ أن اكذب على نفسي في جميع الأحوال.

إستلقيتُ على سريرِي والتّعبُ يجتاحُ جسدي، شعرتُ بأحدٍ يجلسُ إلى جانبي الا وهو أخي سونغهوا.

"جيسونغ-اه، هل تُبلي حسنًا بدراستك؟".

اومئتُ فقط بلا كلام، ممّا فاجئ أخي "هل هُناك امرٌ تريدُ البوح به؟".

نظرتُ إليهِ وقد كنتُ افكر بشكلٍ عميقٍ، لكنني قررتُ عدم الكلام فقلت بابتسامةٍ مصطنعة "لا شيء، لقد كان يومي طويلًا، لهذا السبب أنا مجهدٌ".

ابتسمَ أخي مُتفهمًا ثمّ نهض "جهزتُ العشاء، اذا أردتَ فلتشاركنا".

أنا بالطبعِ لم اشاركهم، فالطعامُ لن يكفي الجميع.

___

استيقظتُ باكرًا وخرجتُ قبل أن يستيقظ الباقون.

حملتُ حقيبتي الفارغة وخرجتُ من المنزلِ فارغ المعدة، ليست وكأنها المرة الأولى على أيّ حال.

التقيتُ بفيلكس في طريقي كالعادة وأتخذنا مسارنا إلى مقرّنا المعتاد الذي جهّزه لنا هيونجاي مسبقًا وكنّا نلتقي به دائمًا.

مبنىً مهجور صغير استأجرتهُ عائلةُ هيونجاي من أجلنا.

عندما وصلنا إلى هناك وجدنا تشان والباقين لذا لوحنا لهم بحماس.

لكن استوقفنا استقبالهم لنا بوجوهٍ مصدومة وحائرة، أمّا تشان فهو يبدو على حافّة الإنفجار.

نظرنا ناحية المبنى ووجدناهُ مهدومًا.

هذا صدمني كثيرًا.

لماذا؟ هل حقًا كلُّ أثرٍ لهيونجاي... اختفى؟.

Suicide | Skz✔.Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora