ما هذا، السقف الأبيض مرةً أخرى.
صوت الأجهزة ذاته مرةً أخرى.
حرّكت رأسي ببطئ إلى جانبي الأيمن من السرير ووجدتُ فيلكس وسونغمين نائمان على الكراسي الموجودة هنا.
ابتلعتُ لعابي بصعوبة وشعرتُ بمغصٍ في بطني نتيجةً للخوف الذي اجتاحني.
كيف ينتهي بي الأمر بنفس الموقف عند حدوث شيءٍ خطير في كلّ مرة.
لقد كنتُ مصدومًا ومرعوبًا، مثلكم تمامًا يا رفاق.
لقد مِتُّ البارحة، وها انا استيقظُ اليوم كما لو أنّ شيئًا لم يحدث.
لاحظتُ حركة سونغمين التي تدل على استيقاظه فأغمضتُ عيناي بسرعة ممثلًا النوم، او فقدان الوعي..لا أدري ما هي حالتي حتى.
أخرج صوتَ تجبّد "فيلكس" يبدو أنه يوقظ فيلكس الآن.
"ماذا هل مات أحدهم؟" استيقظ الأشقرُ مذعورًا.
قهقه سونغمين وقال "لا، كلّ شيءٍ بخير".
زفر فيلكس بإرتياح وسأل "ألم يستيقظ بعد؟".
"اممم" ردّ سونغمين بصوتٍ أقرب لخيبة الأمل.
"لقد بكى كثيرًا البارحة، لا بدّ من أنّهُ يعاني في داخل عقله" أردف سونغمين.
لم أسمع ردًّا من فيلكس، هل هم ينتظرون إستيقاظي؟.
فُتح الباب ودخل أحدهم، لم استطع رؤيته لكوني مغمض العينين، لكنني تعرفت على صوته حين تكلّم.
"مرحبًا يا رفاق، أحضرتُ لكم بعض الدجاج كهدية لكم على سهركم معه" قال هيونجاي بصوتٍ بهيج.
بدأ سونغمين وفيلكس يُصدران أصوات الفرح كصوت أيّ شخصٍ يرى وجبة دجاج جميلة أمامه.
انا اشتهيها بالمناسبة.
على كلّ حال، لا أعلم إن كان هذا حلمًا أم واقعًا، لكنني سعيدٌ لرؤية أصدقائي بخيرٍ بعد كلّ ما مررنا به.
أردتُ رؤيتهم بشدّة عندما سمعتُ قهقهاتهم الجميلة لذا فتحتُ طرف عيني، ولم استطع كبح ابتسامتي حتّى.
أغمضتُ عيني مرةً أخرى بتعب وكنتُ على وشك النّوم، حتّى سمعتُ هيونجاي يقول "عندما يستيقظ ويحصل على العلاج المناسب سأحضر له طبيبًا نفسيًا".
"اعتقدُ أنّ هذا مناسب، فتصرفاته قبل أن يفقد الوعي كانت غريبةٌ جدًا" وافقه سونغمين فقال فيلكس بصوتٍ متوتّر "أعتقد أنني أعرفُ السبب".
صمتٌ غريبٌ سادَ المكان، لا بدّ من أنهم ينتظرون إجابة، وانا انتظرها أيضًا.
"انت تعلمُ يا هيونجاي، أن والدته زارته منذُ شهرين".
"اجل هذا صحيح، وما علاقته بالأمر؟" تسائل هيونجاي بإستغراب.
تنهّد الأشقر "لقد إستمعتُ إلى كاملِ حديثهم، كانت أمّه تقسو عليه عن غير قصدٍ، وأخبرته عن حقيقة وجوده، لقد آلمني قلبي لسماع ذلك أيضًا".
"وما الذي قالته؟" استفسر سونغمين بفضول.
صمتَ فيلكس لعدّة ثوانٍ فقال هيونجاي "هل من الممكن انها... أخبرته بأنه لقيط؟...".
فتحتُ طرف عيني ونظرتُ الى فيلكس فبدى حزينًا واومئ ببطئ.
"جيسونغ ل-لقيط؟" هتف سونغمين بصدمة فاغلقَ فيلكس فمه "اصمت ايها الأثول، سيسمعكَ أحدهم".
ثم اردف "هذا سرٌّ بيننا، لن يكونَ جيسونغ سعيدًا إن علم الجميعُ بهذا".
اجل..لن اكونَ سعيدًا بذلك.
تذكرتُ ما قالته والدتي لي في ذلك اليوم، وتذكرتُ عندما أخبرتُ الجميع بذلك فسمعني تشان وألقى باللوم عليّ تجاه اصابة فيلكس.
لكن فيلكس مستيقظٌ الآن، ولا أحد يعلمُ بالأمر، وهذا للأفضل لأنني شعرتُ بالندم للحظة عند اعترافي بذلك سابقًا.
"إذًا ماذا حصل بعد ذلك" قال هيونجاي فردّ فيلكس "بالتأكيد لاحظتم الأمر، لقد إنعزل عنّا وعن الجميع لمدّة شهرٍ كامل، وكان يجلس على السطح غالبيّة الوقت".
"أجل لاحظتُ ذلك، سألته إن كان هناك ما يزعجه واخبرته أنني سأستمتعُ له بصدرٍ رحب لكنه قال أنه بخير، وأن هذا فقط بعض الزكام الخفيف" قال سونغمين.
" وكان يتكلم في نومه بشكلٍ عشوائي، هو بالعادة يكون هادئًا جدًا اثناء النوم وهذا شيءٌ غير اعتيادي،لاوكان يسرحُ بالحائط فجأة عندما نتحدث بأمرّ ما، والكثير من العوارض الغريبة التي صاحبته تلك الفترة".
هل هذا ما حصلَ فعلًا؟.
"إذًا فلننتظر حتى استيقاظه ثم سنأخذه لطبيبٍ نفسي، هناكَ طبيبةٌ جيّدةٌ أعرفها، اتمنى أن تستطيع مساعدتنا، والآن أكملوا طعامكم".
هذا غريب، ليس هذا ما أتذكره عن الحادثة.
ماذا عن انتحاري؟ وفيلكس الذي سقط معي؟ والكابوس الطويل الذي عشته بالغيبوبة؟.
"لقد مرّ شهرٌ ويومان بالفعل على فقدانه للوعي، آملُ ألّا ينتقل إلى مرحلة الغيبوبة".
شهر؟ ما اللعنة التي تحصل هنا.
أصبحتُ أخافُ النوم كي لا استيقظ على صدمة جديدة.
هناك أشياء تحصلُ في حياتي لا أعلمُ عنها حتى.
___
604✔.
أنت تقرأ
Suicide | Skz✔.
Fanfictionأينَ أنا؟ حيثُ يقع هان جيسونغ في دوامّة لا نهايةَ لها. -نفسيّ، غموض، صداقَة. -خالٍ من الرومانسية والعلاقاتِ المثليّة. -معقّد، لا انصحُ الاغبياء بقراءتهِ. -تحذير : يشملُ أفكارًا إنتحارية. -هَان جِيسُونغ،ليِ فِيلكس،كِيم سونغمِين. تمّ التعديل.
