بعد دفن نوار عادت ياسمين الى منزلها الاول الذي ترعرعت به ، واصطحبت ولدها الصغير عزام ، وطيور نوار الصغيرة ، دخلت فترة اكتئاب رهيبة عانت منها ويلات الندم والشوق ، بات كل شيء في ذلك المنزل يذكرها بنوار الغرف والشرفة ، طاولة الطعام والصالة وتلك الرفوف التي صنعها نوار لطيورة.
كل شيء يحفر في ذاكرتها ألاحزان ويزيد من كآبتها فكرت بالانتحار عدة مرات ولكن وجود عزام طفلها الصغير منعها من ذلك لمن ستتركه ووالده لا يهمة امره ولا يسأل عن حالة ، لم ترد ان يتربى يتيما كوالدته ، كانت تعاستها تزداد في ذلك البيت كل صباح وكل مساء لا تفغل شيء الا استجماع الذكريات ، حتى اطباق الطعام باتت تذكرها ب نوار تلك الاطباق التي كان يضع عليها نوار آلذ الاطباق التي كان يعدها لياسمين على مدى سنين طويلة ، تذكرت حوار حصل بينها وبين نوار ذات مرة ، عندما كان يشرح لها عن مزايا طيورة وهي لا تلقي له بال في ذلك الحوار حين كان يضع الماء لطيور الكنار الصفراء وهو يشير بإصبعة و يقول
_ اسمعي يا ياسمين ، هذا يدعى الكناري إن الكناري هو طائر جميل وأنيق ، حسن الصوت ، يحب الصحبة ويكره أن يكون وحيداً ، ويتكاثر في الأقفاص ، أما عن موطنه الأصلي هو جزر الكناري ويمكن أن يكون هو هذا سبب تسميته بالكناري ، أحبّه البحارة قديماً فعملوا على نقله معهم إلى مواطنهم ، وبعد هذا انتشر إلى جميع أرجاء العالم ، وقام الهواة بالعناية به وتهجينه لحصر الصفات الوراثيّة ذات الأفضلية فيه من حيث شكله ولونه وصوته ، فحصلوا على العديد من الطيور المغرّدة والجميلة والجذّابة ، ويعيش الكناري مدة تتراوح من 5- 6 سنوات .
وقتها ضحكت ياسمين وقالت له
_ كان يجب ان يعينوك سفير لتلك الطيور ، انك تعرف عنها كل شي اكثر مما تعرف عن نفسك
ثم امتص سخريتها واشار بإصبعة لقفص أخر وقال
_ وهذا يدعى الحسون ، طائر رائع ومميز يعتبر من أكثر الطيور المميزة واقرب طيوري الى قلبي ، حيث أنه يتمتع بحجم صغير وريشه متعددة الألوان، وينتمي طائر الحسون إلى الشرشوريات، وهذا الطائر يعيش في جميع الدول والقارات باستثناء القارة القطبية، ويعيش هذا الطائر في الحدائق والأراضي أكثر من غيرها من التضاريس، حيث أن هذا الطائر يغرد بشكل مستمر فيما يمكن ملاحظة بأن صوته من الأصوات العذبة، ويوجد العديد من الاختلافات بين ذكر وأنثى طائر الحسون.
قالت له _ وما الفرق بين الذكر والانثى
ضحك وقال وهو يشير لرأسة الفرق بينهما الراس فقط الرأس ، تمام مثل البشر لا يفترقون ولا يجتمعون إلا بالراس
قالت له - كيف !!!
قال _ الذكر لون راسة اسود اما الانثى رمادي وكذلك فشكل راس الانثى مدبب صغير اما الذكر فممشوق واكبر
همهمت وكأن تفسيره لم يعجبها ثم ، قالت له
_ وهذا الطائر الذي له عرف مثل الديك ماهو ؟
YOU ARE READING
الجاحدة .....
Romanceملحمة رومنسية ، قصة متخيلة لطفلة في الثانية عشرة من عمرها تجد نفسها فجأة في أحضان رجل ثلاثيني ، كزوجة ولكن المفاجئة كانت تعامل ذلك الرجل مع تلك الطفلة التي تزوجت ولا تزال تمسك بدميتها التي لم تعرف من الحياة صديق غيرها....
