قصة أخرى *2*

76 26 3
                                    

ودعوة أمي ما تزال بين عيني لا تفارقني ومنظرها وهي رافعة يديها تدعو علي مشهد لا يتوقف ...اتفقنا سامحنا الله على إجهاضه وقتله وهو من لا ذنب له ولا خطيئة وتحت جُنح الظلام ورمال المعصية وصحراء الخطيئة أُجهض الحمل وأُسقط في حفرة الذل والانحطاط لكن الله كان لنا بالمرصاد فهو الذي يمهل ولا يهمل فكشف الله الجريمة على يد رجال الأمن ليخرج الصباح وتشرق الشمس وتستيقظ الأسرة على مصيبة تنوء بحملها الجبال الراسيات بكيت كثيراً وأنا في السجن أتذكر دعوة أمي التي قتلتني فالحادثة مهولة والنهاية فاجعة بالنسبة لي ولأهلي وأقول بمرارة وألم : بأي وجه أقابل أمي الحنون!! وبأي حال أقابل أبي الكريم!! وهو مطأطئ الرأس مسود الوجه قد ذبحته بغير سكين كيف لا!!والجريمة بشعة والمصير السجن لا محالة ,,, تقول هذه الفتاة في نهاية رسالتها ...... أودعت السجن جزاء سلوكي السبل الممنوعة والطرق الشيطانية لقد تورطت بذلك في علاقات سلبت مني كرامتي وعفافي وأهدرت بأقل ثمن بل وبدون مقابل إلا شهوة دقائق ونشوة عابرة ما أسرع ما انتهت وبقيت اتجرع آلامها شهوراً طويلة عشت أيامها في السجن أعد الأيام عداً وأتجرع لوحدي الأسى والأسف وأتنفس الهم والشجن عشت في سجن ضاق بي وضاقت معه أنفاسي فلم يعد بمقدوري أن أتحمل بُعدي عن أمي التي تزورني من وقت لآخر وهي تدعو لي لكن بعد فوات الأوان ,,, عفواً مهما أخطأت فأنا تائبة!!وإن زلت بي القدم فأنا عائدة!!لا غنى لي عن أمي فهي من تزيل همي وتخفف لوعتي فدعوة لكل أم أن ترحم أمثالي من بعض الفتيات المجروحات بنار المعصية المكلومات بحرارة الخطيئة

( أحبابي الكرام ) ..

وأنا أحكي لكم هذه القصة كأني أعيش معها أحاسيس مختلفة تلاحقها ومن ذلك ...

( إحساس مقزز)

يوم أن همش الذئب لحمها وافترس قلبها واحتسى دمعها لتتابع عمليات موت الكثير من فتياتنا بين أنيابهم ومخالبهم كلما رأيت القصص المؤسفة

( إحساس ممل )

يوم أن تقرأ قصة مثل هذه فلا تتحدث إلا عن نفسها وفقط ولا معتبر ولا متعظ ولا متأثر ولا تائب فكم هن الفتيات اللواتي تعرفن على شباب وتواعدوا على الزواج باسم الحب قبله

( إحساس مؤسف )

يوم أن فتحت هذه الفتاة لهذا الشاب قلبها وبوابة أحلامها فمنحته الثقة بلا حدود فبكت وأبكت قبل دخول عش ومملكة الزواج المنبع الصافي للسحر الحلال

( إحساس مخيف جداً ) يوم أن اكتشفت الفتاة موت مشاعرها الصادقة وحبها الصافي الشرعي الذي لا يكون إلا بالحلال وفقط اكتشفت وبكل أسف بأنها مخطئة بكل ما تحمله الكلمة من إحساس مخيف لرحيل الحياة الطيبة بخطيئة نهايتها الفشل الذريع كما حصل ،،

( إحساس بشع )

يوم أن وهبته أسرارها فاصطادها بها وإن كان كاذباً في كلامه ووعده لكن لم تستطع التراجع بعد السقوط ودعوة أمها كانت القنبلة الموقوتة في ذلك ،،،

( إحساس مزعج )

لكل داعية فاضل له جهد مشكور في توجيه فتياتنا أن لا يصيبه الإحباط من هذه القصص المزعجة المؤسفة بل تكون داعية لبذل المزيد من الجهد والمثابرة في إرسال الحلول الملائمة للأخطاء وعلاجها بسرية تامة ،،،،

( إحساس مؤلم )

يوم أن عاشت شبابها تحت نيران العقوق المقيت فعاشت مع أم أحبتها وأعطتها كل شيء وبخلت الفتاة بأقل شيء لتعاقب بشاب أعطته هي كل شيء ولم يعطها أي شيء إلا العار والفضيحة تتجرعه لوحدها وفقط

( إحساس قاسي )

حينما تذكرت الفتاة صديقتها السيئة الوسيط بينهما فقد كانت قبلها تعيش الهدوء والاستقرار في ببت أهلها لم يخطر ببالها أن تصل إلى ذلك وكان بمقدورها أن تقطع علاقاتها معه من البداية لكن ما فات لا يعود وها هي حصدت السجن تحت ضغط الحب الزائف

( إحساس صادق ) في توبتها وعودتها ورجوعها وأسفها على ما حصل من خطأ وزلل وكلي دعاء ورجاء أن يمنحها ربي الهداية والعافية فما حل بها من إثم وخطيئة فرحمة الله تشمله والتوبة ندم والتائب من الذنب كمن لا ذنب له والحياة أنفاس والأنفاس أيام والأيام سنوات والعمر محدود يختمه بالتوبة الصادقة .....

هل عرفتم لماذا قال الله تعالى (وقرن في بيوتكم ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى )

بدايتها ابتسامة و نهايتها دموع Where stories live. Discover now