البارت الاول

669 9 0
                                    

جلست على كرسيها الهزاز ووضعت نظارتها التى تعينها على النظر في سنها الكبير وقالت وهي تفتح صفحات كتابها الملون: ماذا تريدون أن تسمعوا يا صغار
ألتف حولها احفادها الصغار ينتظرون جدتهم لتحكى لهم قصة فأيهم تختار سندريلا ام ذات الرداء الاحمر
اقترب منها رجل ثلاثيني منهم وقال: امي احكي لهم قصة حياتك
التمعت اعين الاحفاد وقالوا بصوت واحد: اخبرينا جدتي اخبرينا
ابتسمت الجدة وقالت: هل احكى لكم قصة الايتام التعساء
بدا العنوان مثير للغاية للاحفاد الشغوفين بالحكايا
فبدات الجدة حكايتها قائلة (هل يمكن للانسان ان يعيش بدون حب)
هل يمكن للانسان ان يعيش بدون حب؟
سألت نفسها هذا السؤال بينما تنظر من نافذتها لشروق الشمس
ضمت جسدها اكثر وهي تسأل لماذا هي مشتاقة للحب كثيرا
ربما لانها لم تحظى به ابدا
حب الوالدين فقدته معهم
حب عاطفى لايحب المراهقين من يعانون
حب الاخوة ليس لديها
ليس لديها سوى من يشاركوها مصيرها الاعمى من الالم والاشتياق للحب
نظرت امامها لتظهر أسره وردية اللون وبيضاء تحتضن اجساد بمثل حجمها وسنها
ليس لديهم سوي هذه الاسره التى تحتضنهم في البرد
ظهر انين مفاجى من احد الاسره
"ميلي اغلقي الستائر"
ميلي: هيا استيقظن لقد اشرقت الشمس
نهض جسد صغير من السرير وازاح خصلات شعره الاشقر عن وجهه وقالت: ميلي عشر دقائق اخرى لن تسبب دمارا في العالم
ميلي: سوف يأتي مزمار الحقل الان ليفزعنا
صدرت ضحكات عديدة من الأسره الخمسة
ميلي : لاتضحكن ان صوتها يشبه مزمار الحقل
نهضت الفتيات الخمس تباعا لتظهر وجوه مراهقة ناضجة للحياة
كانت ميلي فتاة جميلة ذات شعر اسود طويل وعيون سوداء واسعة وبشرة بيضاء صافية
لم يملك وجهها اي غلطة سوى الحزن الذي سكن عيونها
كانت لتبدو مغرية لو كانت اكثر سعادة
وقفت وحملت بعض الكتب من مكتبها لتضعها في حقيبتها
انها في اخر مرحلة دراسية يمكن ان تعطيها الحياة لفتاة تعيسة مثلها
قالت ذات الشعر الاشقر: اووف كم اكرهه المدرسة
ميلي: ليسانا انت جميلة للغاية لماذا تأخذين كلامهم بمحمل الجد
ليسانا : لايمكن ان يكون الجميع كاذبون
نظرت ميلي لليسانا الشقراء ذات العيون الزرقاء الجميلة والبشرة البيضاء لم تكن تشبه اي شخص من المدينة فوالدتها اجنبية لذلك تتعرض للتنمر ممن حولها ولايتقبلون شكلها
لكنها كانت جميلة للغاية في نظر ميلي
امسكت ميلي خصل شعر ليسانا الطويلة وقالت بابتسامة: ليسانا انت جميلة للغاية وعيناك جميلة لما تستمعين لكلامهم
فقط تجاهليهم
ليسانا بحزن: كلامك يعطيني الثقة لكن ما ان اذهب للمدرسة حتي يحطموها
...لا ادرى لما تهتمين لهم اجعليهم يندمون على كلامهم
نظرت ميلي وليسانا لتيتانيا
السمراء ذات العيون العسلية والشعر العسلي
هي ايضا ليست من القرية لذا تتعرض للتنمر كثيرا لكنها لاتسكت بل ترد وتتشاجر معهم حتى انها تضربهم لذا توقفوا عن محاولة إيذائها
ازاحت تيتانيا شعرها القصير عن وجهها وقالت: فقط قومي بالبصق في وجوههم
ميلي: لا يجب ان تتجاهلهم فقط
خرجت ثلاث فتيات من حجرة صغيرة وقالت احداهن: فتيات الحمام فارغ
نظرت ميلي للفتيات الثلاث المتبقين
كانت سيرينا بشعر اسود يصل لكتفها وعينان سوداء ضيقة
لاتهتم بشيء سوي الموضة وعيش حياة سعيدة بغض النظر عن حقيقتها
انها تعيش بالوهم حرفيا
اما من تقص شعرها مثل الاولاد هناك فهي داليا ليست انثوية مثل اسمها مثل تيتانيا تماما تحب الرياضة ولديها رغبة كبرى ان تصبح سباحة وطنية من يشاهد شعرها الاسود القصير وعيناها السوداء يظنها صبي
وتلك سيبال تبحث عن الحب باي طريقة وهي انثوية وناعمة كالقطن وتقع بالحب بسهولة وتنكسر بسهولة
للاسف تبحث عن فارسها الذي يمنحها الحب لكنها لاتجده ابدا بل تقع في يد المخادعين دوما
ارتدت ميلي قميصها الابيض وتنورتها الزرقاء القصيرة وسترتها الزرقاء انه زيهم الرسمي
قريبا ستنهي المدرسة ولن يكون الخروج من هذه الدار سهلا
لكنهم سيرمون في الشارع في عمر الواحدة والعشرين ليواجهوا الحياة وحدهم بلا حب
اصطففن في طابور واحد جميعهم يرتدون نفس الملابس من اعمار مختلفة من سن الحضانة حتى الثانوية ليصعدن في الحافلة التى ستقلهم للمدرسة
كانت اعينهم متشابهة الحزن والبؤس والجوع للحب
هو عنوانهم
كانوا جميعا بنفس الوان الشعر والعيون السوداء عدا عن تيتانيا وليسانا وعدة فتيات اخريات من بلاد اخرى
كانت قصصهم جميعا متشابهه
اليتم عنوانها وتفاصيلها الغير مهمة من موت ابائهم او تخلى ابائهم عنهم او ان ابائهم في السجن او المشفى او اي شيء اخر لكن لايهم طالما عنوانها اليتم
***
ارتدى ثيابه المكونة من بنطال وقميص بالوان مختلطة كثياب الجيش العادية وحمل حقيبته على كتفه
كان شعره القصير بلون اسود وعيناه الحادة كانت سوداء كالصقور
اقتربت منه سيدة كبيرة وقالت: بنى هل اتفقنا
زفر بانزعاج وقال: امى اخبرتك مئة ألف مرة انا لا اريد الزواج
الام: انظر جاك انا اريد رؤية احفادى
جاك بملل: امي انا ارى ما يعانيه اصدقائي اتصالات من زوجاتهم وعدم تقدير لعملهم وقلق زائد عليهم بشكل سخيف كما لو كانوا اطفال وايضا لو كان هناك واحدة عاقلة فاسرتها ستسبب لى ازعاجا انت تهمل ابنتنا انت لاتحضر مناسبتنا المهمة اولادك لايرونك...
قاطعته والدته قائلة: انها يتيمة لايوجد لها احد ان تزوجتها ستكسب ثوابا بها وتسلينا انا وابيك كما انها جميلة للغاية
نظر لوالدته بحنق حتى انها بحثت عن يتيمة لاجله
جاك بحنق: امي افعلى ماتريدينه
ابتسمت والدته بفرح وقالت: لو تعلم كم افرحتني
ابتسم بسعادة وقال: ادعي لي والدتي
خرج من المنزل بينما يسمع صوت والدته تهلل بالدعاء خلفه
حاملا على كتفه مهمة حماية شعبه وارضه
***

الاشتياق للحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن