البارت الثالث

131 7 0
                                    

بعد مرور ثلاثة اشهر
كان الجو من حولها ضجيج كبير لكنه كان هادي جدا داخلها
ليس هادي بل راكد كهدوء الموت
عم الضجيج ارجاء المكان لكنه كان ضجيج سعيد لمن حولهم وليس لها
نظرت لثوبها الابيض المرصع بالكريستالات
وللكتاب امامها بينما جلس هو على يسارها ببذلته السوداء يتحدث بابتسامة مع رفاقه
نظرت لصديقاتها في الغرفة يبتسمن بينما يرتدين لاول مرة اثواب السهرة ويضعن مستحضرات التجميل
ابتسمت لفرحتهم ولنظرات الجميع لهم
صديقاتي الجميلات هكذا همست لنفسها
كان والدىّ جاك سعيدان بينما شايله تعدل غطاء العروس فوق رأسها وتتأكد من زينتها
....ألن توقعي يا ابنتي؟
استيقظت من شرودها لتراهم ينظرون لهم جميعا
ابتسمت وقالت بخجل: اعتذر
شايله بابتسامة: انه خجل العروس
امسكت بالقلم وقامت بالتوقيع ليأخذ جاك الدفتر ويوقع هو ايضا
همست شايله لجاك :امسك بيدها وقبل رأسها هيا
نظر لها باستغاثة فنظرت له بحدة
رائع الان عليه ان يقوم بالاشياء المبتذلة امام جنوده الايكفى انه وافق على اقامة حفل زفاف
امسك يدها الصغيرة بين يديه
وقطب حاجبيه باستغراب وقال: لما يدك باردة هكذا؟
ابتسمت بشحوب: انا خائفة
ضغط علي يدها ووقف واوقفها معه واقترب منها وقبل رأسها وسط تصفيقات السعيدة
همس لوالدته وقال:امي نحن سنذهب
شايله بحدة : هل جننت لازلنا فالصباح
جاك بصوت عالي: شكرا لحضوركم جميعا انتم ابقوا هنا واحتفلوا حتى الصباح ، انا سأخذ زوجتى ونصعد لغرفتنا
تهافت الضحكات حولهم بينما بدات كلمات الدعابة من اصدقاء جاك لكنه تجاهلهم وامسك بيدها وغادروا المكان
***
في غرفة الفندق
ساعدها على الجلوس على الكرسي وقال:سأذهب لتبديل ملابسي وانت ايضا قومي بتغيير ثيابك
اخذت نفس عميق وحاولت الهدوء
هاقد بدأت مغامرتك يا ميلي
لايوجد اسره بيضاء ووردية
لايوجد الفتيات اللاوتي عشت معهم
انت مع غريب متجمد الان
وحياة لاتعرفين حقيقتها
***
عاد بعد دقائق ودخل ليري امامه حمامة بيضاء
هل يعقل للنقيدين ان يكونا جميلان معا؟
هي كانت بهذا القدر من الجمال اللونين الابيض والاسود كم بدا رائعين معا
كانت تقف امامه بقميص نوم ابيض طويل حريري وشعرها الاسود الطويل يعانق ظهرها
ابتلع ريقه بينما ظهر اللون الاحمر على خديها
انها عروس خجولة وحمامة بيضاء
اقترب منها بهدوء ووضع يده على كتفها رفعت عيناها السوداء الخجولة وتعلقت بعيناه
عين ترجى الامان والحب وعين تخاف اعطاءه او اخذه
***
في صباح اليوم التالي
في الدار
كن الفتيات ينمن على اسرتهم لكن لم يغمض لاحداهن جفن
ليسانا بحزن: الان ستفتح ميلي الستائر وتزعج نومنا
تيتانيا: لم اكن اعرف انها غالية لهذه الدرجة
داليا: هيا انهضن لن نبقى طوال يومنا نبكى عليها هي لم تمت لقد خرجت من هذا الجحيم هذا جيد
ثم وقفت ودخلت دورة المياه وهي تحاول اخفاء دموعها
نهضن الفتيات تباعا وكل واحدة تخفى دموعها
***
في الفندق
تقلبت ميلي في سريرها الناعم لتشعر فجاءة انها صدمت بشيء قاسي
فتحت عيناها ونظرت بجوارها لتجده ينام بهدوء
ابتلعت ريقها وهي تحدق بوجهه الخشن والهادي
ثم وقفت وخرجت من السرير بهدوء متجهة لدورة المياه
فتحت الباب وهي تلف منشفتها حول جسدها بينما شعرها المبلل يتساقط منه قطرات الماء لتصدم مجددا بشيء قاسي
رفعت عيناها لتجده يحدق بها من الاعلى للاسفل
غزا اللون الاحمر خديها وارتجفت من الرعب
ميلي في نفسها" ياالهي انه مخيف للغاية"
اما هو فقد كانت الاعاصير تشتعل داخله
متى وقع في هذا الفخ؟
الان فقط كان يريد ان يطرق الباب ليستعجلها لكن ظهرت امامه حورية مبللة
ماحكايتها مع اللون الابيض منشفتها وقميصها وثوب زفافها كلهم ابيض
"وبشرتها ايضا"هكذا همس لنفسه
بينما ينظر لها من الاعلى للاسفل ابتلع ريقه وقال لنفسه" ماهذه الفتاة من المفترض انها طفلة ما بها ناضجة هكذا اااه لم يكن ينقصني سوي ان تحمر خجلا انتِ فاتنة هكذا هل يجب ان يصبح خدك كالتفاح الاحمر ...ما الذي اقوله انا اي تفاح هذا هل جننت جاك عد لرشدك"
قال عندما شاهد ارتجافها: هل تشعرين بالبرد ؟
هزت رأسها رافضة وقالت: انا بخير
جاك: كان يجب ان ترتدي في الداخل
ميلي: لابأس لم ارد تعطيلك
جاك: كيف عرفت انني سأستيقظ مبكرا؟
ميلي: الا يستيقظ الجنود باكراً؟
جاك: ماذا عنك؟هذه اول مرة ارى شخص يستيقظ قبلي
ميلي: انا معتادة على الاستيقاظ باكرا ومراقبة شروق الشمس
هز رأسه وقال: ارتدي ثيابك سنذهب
هزت رأسها وسارعت في تبديل ثيابها
***
في منزل جاك
ستيف: شايله كفي عن القيام بهذه الامور لاتزعجي الاولاد
كانت شايله تعد الطعام للاطفال ولم تهتم لاي مما يجرى حولها فمن اعداد الطعام للحلوى لتنظيف المنزل وترتيبه
فاليوم يوم مميز ستأتي ابنتها في القانون لتعيش معهم
قطبت حاجبها وقالت: الا يكفى انه لم يأخذها لشهر عسل
الا تريد ان نحتفل بهم
ستيف: احتفلى لكن ليس الان سيأتي الفتى بعد قليل ويغادر خلال ساعتين دعيه يبقى مع زوجته على انفراد
شايله: معك حق لا اريد ان يضيع الوقت فالحفلات
طرق الباب في هذه الاثناء
ليفتح ستيف ويبتسم : جاك ميلي مرحبا بكم تفضلوا
دخل جاك وقال: ابي لا وقت لدى يجب علي ترتيب حقيبتي والذهاب مسرعا
ستيف باستغراب: قلت انه امامك ساعتين
جاك بعجلة : تغيرت الامور هناك مهمة
صعد للدرج بينما احتارت ميلي فيما تفعله
ستيف بابتسامة: الحقي بزوجك يا عزيزتي
ابتسمت بهدوء ثم امسكت بحقيبة ثيابها وحقيبة زوجها وصعدت الدرج
لتتفاجى به ينزل فجاءة وهو يقول: امي اين ال...
نظر لها وقال: لماذا تحملينهم لما لم تخبريني
ميلي بقلق: بدوت مستعجلا فلم ارد ازعاجك
اقترب منه وحمل منها الحقيبتين ودخل لغرفته قائلا: انا مضطر للرحيل كما ترين
فتح حقيبته وبدأ في وضع الاشياء بها بعشوائية
وهو يهمس: سحقا لما لم ارتبهم سابقا
اقتربت ميلي وقالت: دعنى اساعدك وانت قم بتبديل ثيابك
نظر لها ثم قال : حسنا ضعي هذه الثياب بالحقيبة وايضا هذه وهذه
قاطعته ميلي قائلة: سأفعل لاتقلق
هز رأسه واخذ ثيابه ليبدل في غرفة اخرى
بعد دقائق عاد ووجد حقيبته مغلقة وجاهزة
حملها وذهب باتجاه باب الغرفة فتح الباب والتفت خلفه ونظر لها نظرة اخيرة ثم اغلق الباب خلفه وخرج
وكانت تلك اخر نظرة القاها عليها كعروس
***
بعد شهر
جئن الفتيات في زيارة لميلي
فقالت ليسانا: الا يحدثك ابدا؟
هزت ميلي رأسها نافية
تيتانيا: متى ذهب؟
ميلي: اليوم التالي للزفاف
سيرينا: ربما يوجد حرب وذهب للمشاركة بها نحن لانعلم ظروفه
ميلي: انه يتصل من حين لاخر بوالديه لكنه لايطلبني ابدا
داليا: كيف يعاملونك والديه
ميلي: انهما لطيفان جدا وامي تعلمني الكثير من الاكلات لقد اعددت انا الحلوى
سيبال باعجاب: حقا انها لذيذة
ابتسمت ميلي لهم بشحوب وقالت: لقد علمتني الكثير من الامور ايضا كالتطريز والحياكة
سيرينا: اصبحت كنة المنزل حقا
هزت ميلي رأسها بينما قالت داليا: هيا لنذهب نحن
ميلي: لازال الوقت مبكرا
سيرينا: ليس مبكر ابدا تعرفين مزمار الحقل
ابتسمت ميلي وقالت: اشتقت لها هل تصدقون؟
داليا بسخرية: انا لن اشتاق لها ما ان اخرج من هذه الدار فلن اعود مجددا
ابتسمت ميلي وهي تقول لنفسها "العالم الخارجي ليس لطيفا كما نظن
خرجن الفتيات من عند ميلي بعد ان وعدتهم
سيبال بقلق: ميلي كانت شاحبة هل لاحظت
داليا: طبعا غياب زوجها يقلقها لقد دمرها الرجل رسميا
ليسانا: اتمنى لو يعود لفترة قليلة الا يرسلونهم لاجازات ابدا
تيتانيا:اراهنكم ان هذا الرجل هو من يرفض الاجازات لكي لايلتق بها
سيرينا:مستحيل لايمكن
داليا: لما لا يمكن هل يوجد من يغيب عن منزله شهر كامل
سيبال: ربما مات ويخشون اخبارهم
نظرن الفتيات لسيبال باستغراب ثم ضحكن فجاءة بينما قالت سيبال باستغراب: ماذا
***
قامت بنفض الثياب قبل تعليقها على الحبل لتجف
بينما هي تفكر لم يتصل بوالديه منذ وقت طويل هل هو بخير يا ترى ، ماذا حدث له
"ميلي لاتفكرى به ماشأنك به"
"لكنه زوجى من الطبيعي ان اقلق"
"هل قلق هو من اجلك حتى لم يتصل بك"
"وان اتصل ماذا سيقول هل لدينا ماسنتحدث به"
امسكت بالملائة البيضاء وقامت بتعليقها على الحبل
"يبدو ان اللون الابيض سيطاردني حتى نهاية عمرى"
التفت خلفها لتجده يقف ببذلته العسكرية وقبعته الرسمية الحمراء
بينما هي كانت تبدو جميلة وناضجة والملاءة البيضاء خلفها
ركضت بقوة وفجاءة اختفت ابتسامته وهو يراها تقوم باحتضانه بقوة وجسدها الصغير الناضج يعانق جسده الخشن الصلب

الاشتياق للحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن