البارت الرابع عشر

77 5 0
                                    

جلست امامه بينما عيناه تجول على شكلها الذى يرضى غروره
كانوا يتناولون بعض الحلوى وهي مركزة بما تأكله
لم تنتبه لعيناه التى تجول على شكلها من رأسها حتي قدمها
ابتسم وقال: لاتأكلى الكثير حتى تتناولى الفشار في السينما
هزت رأسها غير آبه بما يقوله فهي نقطة ضعفها الحلوى
اتسعت ابتسامته ونظراته تنظر لشعرها وعيناها شفتيها
ابتلع ريقه
ثم وقف بسرعة وقال : هل نذهب؟ الفيلم سيبدأ
هزت رأسها ايجابيا فسحبها خلفه لقاعة السينما
كان الفيلم الذى اختاره ليو بكل خبث وبعناية فائقة من خبرته بالمواعدة
جلسا في احدى الكراسي متقاربين بينما وضع ليو علبة فشار كبيرة في حضنها وحمل زجاجتين من العصير
بدأ الفيلم الذى شاهده ليو مئة مرة مع مئة فتاة
فهو من النوع العاطفى والرومنسي الشديد وايضا بعض الرعب فهو فيلم غريب
ليو بخبث: لم ارى الفيلم من قبل لكن مدحه لي اصدقائي
سيبال باستغراب: هل اخبرت اصدقائك عنى؟
اقترب منها وقال بحب كاذب: طبعا ألستِ حبيبتي
ابتلعت ريقها وعيناها تجول على ملامحه الرجولية والوسيمة اما هو فقد فقد السيطرة على نفسه وهو يقترب منه حتى تبقى بينهم سنتمترات قليلة
وفجاءة شعر بحبة الفشار وهي تدخل فمه من يد سيبال
التى ضحكت برقة على ردة فعله كان من المفترض ان يغضب
لكنه شعر بدقات قلبه تتسارع وهو يسمع ضحكتها الجميلة
ليو بوله: ضحكتك جميلة
صمتت بخجل وقد احمرت خداها
ابتسم لرده فعلها وقاطعهم بدء الفيلم
***
منزل جاك
اعطاه كوب الشاي وهو يلاحظ شروده الغريب
جاك بابتسامة: اذن مارت اخبرنى ما الذى جعلك تأتي لهنا
مارت بشرود: لماذا؟ هل اذهب
جاك بابتسامة جانبية: لا لكن لابد ان هناك سبب، اليس كذلك؟
اغلق مارت عيناه وهو يتذكر اشياء لايريد تذكرها
"من تظن نفسك"
"من اعطاك الحق لكى تتدخل في حياتي"
"ابحث عن عشيقة لك خارج حياتي"
"هل تظن اننى سوف اقتنع انك تحبنى وتريد الزواج منى وامك ايضا تنصرنى ، ما الذى تسعي اليه"
ابتلع بقية كلماتها الجارحة ورمى بها لابعد نقطة في دماغه
بينما يراها تقترب وتضع صحون حلوى على الطاولة
لاحظ النظرات والابتسامات بينهم فشعر انه عجلة ثالثة في المكان
قاطع افكاره اتصال جاء لجاك فاستأذن ليرد
مارت بسرعة: امم هل يمكنني ان اسال؟
نظرت له باستغراب وخافت ان يغضب جاك لكنها جلست على اي حال: ماذا
مارت بتوتر: انا....اممم..انا لقد تشاجرت...
ميلي باستغراب: مع ليسانا
هز رأسه بتوتر وقال: لاتفهمى الامر خاطئا انا احبها حقا ومشاعرى صادقة لكنها...
تنهدت ميلي وقالت: لابد ان ليسانا رفضت ذلك ليس حبك بل رفضت تصديق انك تحبها بالفعل
مارت لتأييد: اجل اجل لا اعلم لما لاتصدق
ميلي بتعب: انظر مارت انا لا اعرفك ولا اعرف ماهي نواياك
لكن ليسانا مختلفة عن بقية الفتيات كما ترى الوانها المختلفة كانت محط للتنمر وكان الجميع منذ صغرنا يراها قبيحة
مارت بسرعة: اي قبح؟ انها اجمل فتاة بالعالم
نظرت له باستغراب فاحمر خجلا وقال: اعنى...
ابتسمت وقالت: هل اخبرتها بكل صدق انها جميلة ومن غير تلاعب؟
مارت بتفكير: لما يجب ان اخبرها ؟ اعنى لابد انها تعرف ذلك
ميلي: عليك ان تعلم ان ليسانا رغم جمالها الا انها تفتقد للثقة بنفسها وهي مقتنعة تماما بأراء جميع من يغارون منها
واي احد سيقترب منها فهو اما يستغلها او يسخر منها لذا لكى لاتتألم فهي لاتثق بأحد وهذا كان سلاحها لحمايه نفسها من الاذى مثلها مثل كل الايتام
نظر لها بصدمة وقال: ايتام؟ هل ليسانا يتيمة؟
ميلي باستغراب: اجل الم تكن تعرف؟ لقد تربينا في دار الايتام معا
وقف مارت فجاءة وقال: اعذريني واعتذرى لجاك سأذهب
ابتسمت وهي تراه يركض وهي تتمنى بداخلها السعادة لرفيقتها بالحزن
شعرت ان ضوء الشمس قد تم حجبه فنظرت امامها لترى جاك ينظر لها ابتلعت ريقها هل سيغضب؟
***
وقف امام شقتها وضرب الجرس
نظر لساعته سحقا لقد اضاع ساعتين ليعثر عليها
لم تأتى لعملها اذن لابد انها هنا في المنزل
انتظر قليلا
ثم رن الجرس مجددا لم ترد
هل ذهبت لمكان اخر؟
كيف سيعرف؟
هل يسأل ميلي؟
وضع يده على الجرس حتى سمع صراخ من الداخل قائلا: قادمة
فتحت الباب لتنظر له
قبل ان يلحظها او يقول اي شيء
شاهدها تسقط امامه
امسكها قبل ان تلمس الارض ورفعها واضعا يده على خصرها ويده اليمنى تمسك ذراعها الايسر وضمها لجسده فلايبدو انها ستتمكن من الوقوف وحدها
نظر لها حيث رفعت رأسها له وقالت بوهن: مارت؟
نظر لها كانت تبدو غريبة لكن لذيذة ايضا
كان التعب يرسم خطوطه على وجهها ولم تضع اي مستحضرات تجميل وشعرها كان مبعثرا وهناك حمرة علت خدها
ابتلعت ريقها وقالت: لابد انى احلم ، مارت لن يأتي لرؤيتي مجددا ابدا
قالت كلامها وهي تغمض عيناها وتستند على صدره وشعر بها ترتخى
اسندها على صدره وقام باغلاق الباب بقدمه ثم حملها للداخل باحثا عن المكان الذى خرجت منه
وجد غرفتها ووضعها على السرير
نظر حوله ولم يستغرب فوضى المكان فلطالما كان مكتبها فوضوى
وضع يده على جبينها وكما توقع انها مصابة بالحمى
وقف وبحث في الشقة كلها عن رفيق سكن او شيء كهذا لكنها تعيش وحدها
ثم عاد وبحث عن المطبخ وهو يفكر باعداد شيء ما لتتناوله
لم يجد اي ليساعده حتي ثلاجتها فارغة
خرج من الشقة ولم ينسي اخذ المفتاح الذى بجوار الباب وبحث عن اقرب صيدلية وبقالة وبعد ان اشترى عدة اشياء
يحتاجها عاد لشقتها
وقام بعمل عدة اشياء وتنظيف المكان وترتيبه
لقد اكتسب سمه الترتيب والنظافة الشديدة في الجيش
كما انه تعلم الطبخ والعيش في اي مكان وتحت اي ظروف والتمتع به
عاد لها وقد اعد شوربة خضار
دخل لغرفتها وكانت فاقدة للوعى كما تركها
اقترب منها وهو يقول: ليسانا...ليسانا...استيقظى..
فتحت عيناها بتعب وقالت: هل لازلت احلم؟
ابتسم وقال: لا لستِ تحلمين استيقظى
حاولت الاعتدال لكنها لم تستطع فقام بمساعدتها على الجلوس
ووضع طبق الشوربة بين يدها وقال: اشربيه كله
نظرت للطبق باستغراب وله باستغراب اكبر وقالت: من اعده
مارت بابتسامة جانبية: من غيري؟
ابتسمت له وقالت: هل تجيد الطبخ؟
مارت: يجب على الجنود ان يجيدوا كل شيء
ليسانا بدلال: قم بإطعامي
نظر لها بصدمة لدرجة انه ظن انها مخيلته من خيلت له كلامها
لكن نظراتها المدللة كانت جادة فامسك المعلقة وبدأ في اطعامها وهو يشعر بالخجل خصوصا مع خجلها هي ايضا
بعد ان انتهت قام باعطائها بعض الادوية
مارت وهو يتحاشى النظر لها: تناولى البودينغ
امسكت بعلبة الحلوى وبدأت في تناولها بنفسها
لكنها همست فجاءة: اسفة
نظر لها وقال: لابأس
ليسانا: لم اظن انك ستعود مجددا
ابتسم بخبث وقال: هل ندمتِ؟ هل اشتقتِ لي؟
ابتلع ريقه على سؤاله الغبي انه لم يتعافى بعد من جرحها له
لكنها صدمته وقالت: اجل
صُدم بشدة لكنه لاحظ ارتعاشها وظن انها تتحدث بدون وعى منها
وقف وجلس على طرف السرير ووضع يده على السرير وهو يحجزها بينهما واقترب قائلا بخبث: اذن هل احببتنى ليسانا؟
نظرت له وهي مخدرة لكنه لم يبالى بتعبها هو يحتاج لسحب هذا الاعتراف منها
ليسانا بتردد: اممم
ابتسم وهو يقول: اممم ماذا هل هي نعم ام لا
نظرت له بضياع وتردد وخوف وشوق وقبل ان تفتح فمها لترد اغمضت عيناها لتفقد وعيها
زفر بانزعاج لكنه قال: ساعتبرها نعم اذن
عدل من وضعها واخذ العلبة من يدها
وقام بتغطيتها جيدا
ثم خرج ليرتب لها منزلها الفوضوية

الاشتياق للحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن