الفصل التاسع

103 2 0
                                    

قامت بترتيب الثياب الصغيرة في الخزانة الخشبية ثم وقفت بصعوبة وهي تضع يدها على بطنها المنتفخ
ابتسمت وقالت: متى ستأتي ياعزيزي؟
تفاجات بيدين تحتضن بطنها وظهرها اصبح ملاصق لصدر شخص ما : لقد جئت عزيزتي
ابتسمت وقالت: براد كم مرة حذرتك من ان تصدر صوتا عندما تدخل ، ثم اني لم اتحدث معك كنت اتحدث مع صغيرى
براد بابتسامة: صغيرك ؟ ربما فتاة من يدرى
ابتسمت وقالت: انا اشعر بذلك ايها السخيف ، كيف كانت الحضانة اليوم
ابتسم وقال: كالمعتاد عدا ان الاطفال قد اقاموا مظاهرة لاخبرهم باخبارك سيرينا
ابتسمت سيرينا وقالت: لقد اشتقت لهم كثيرا ، فقط لاضع هذا المولود بسلامة ثم اذهب اليهم واحضنهم واحدا واحدا
براد بابتسامة: اعطيني قليلا من هذا الحب
شهقت بصدمة وقالت: انا اعطيك مايكفى ايها الطماع
ابتسم براد وهو يراقبها تمشي ببطء بسبب انتفاخ بطنها
يشعر بالخوف كلما ثقلت حركتها اكثر لكن الطبيب قال انه امر طبيعي
لايريد ان يفقدها بعد ان وجدها
براد كان ايضا يتيم اخر عانى في هذه الحياة ولانه كان الاخ الاكبر للايتام في الدار اصبح معلما للاطفال وهناك التقى بيتيمة مثله وتجاذبا اطراف الحديث عن الذكريات المتشابهه ومع الوقت وقعا في حب بعضهما ولانهما بحاجة ماسة للعائلة قررا الزواج بسرعة وتكوين اسرة خاصة بهما
***
قامت بربط شعرها الناعم الاسود كالحرير فوق رأسها وارتدت قبعة لتحميه بينما كانت اذناها قد اعتادت الضجيج الكبير للالات حولها
ارتدت ثيابا ثقيلة فيجب ابقاء الجو باردا في المصنع لكي لاتسخن الالات
غطت فمها وانفها بشالها ووضعت سماعة شتوية ثقيلة على اذنها
واخذت مكانها بين مثيلتها في الطابور
يقمن بملىء القارورات الفارغة بالصابون ثم يمرروها لمن بعدهم ليغلقها ويغلفها ويرسلها للمخازن
وهكذا كانت تمضى حياتها تدفع الايام املا في إيجاد الحب الابدى لكنها لاتعثر عليه باي مكان ابدا
صرخت فتاة بجوارها وقالت: سيبال لقد تعبت سأرتاح قليلا هل تأخذين مكانى ؟
نظرت سيبال لها واتضح من مكانها بطنها المنتفخ وقالت بصراخ لتسمعها : حسنا اذهبي
صرخت اخرى وقالت: انها ترمى العمل عليك الا ترين؟
سيبال: انها حامل يجب علينا ان نقف بجوارها والا خسرت العمل من اين ستصرف على نفسها وطفلها
...انت محقة لكن اين زوجها عنها يقولن انها لاتعرف والد الطفل تخيلي
سيبال: لاتتدخلى فيما لايعنيك من يدرى ما السبب ، ربما كان حقيرا وهجرها او كان سكيرا وربما موجودا لكنه يعمل عمل بسيط
....انت محقة اتعلمين لايجب على الفتاة ان تتزوج الا من رجل غنى لكي لاتعمل وترتاح
سيبال بهمس وردي : ويكون يحبها اكثر من اي شيء
...هل قلت شيئا؟
سيبال بصراخ: لقد حانت استراحتى ، اكملى عملها عنى
ذهبت سيبال وسط تذمرات الفتاة الاخرى رغم علمها انها ستكمل عملها عنها
دخلت لاحدى الغرف الدافئة دون ان تنتبه لان هناك احد ما خلفها
ثم بدأت بخلع ثيابها الثقيلة لتبقى ببنطال اثنوي وردى وبه فيونكة في الوسط وكنزة رمادية بها غيوم بيضاء
قامت بازالة قبعتها وارخت شعرها الاسود الطويل ليظهر لمعانه وبشرتها البيضاء الناعمة كالقطن
التفت للخلف لتتفاجىء بوجود شخص تراه لاول مرة ينظر لها بصدمة
قالت بغضب: من انت ؟ وكيف تبقى في غرفة الفتيات
تكلم بثقة وقال: حسب علمى هذه غرفة الاستراحة وليست للفتيات فقط
سيبال بتلعثم: انت محق لكن كل العاملات هنا من الفتيات لذا هي غرفة الفتيات
...لكن العاملين ايضا رجال
سيبال بثقة: تقصد من يملكون مكاتب واولئك يقضون استراحتهم بمكاتبهم فقط
وقف الشاب الطويل ذو الشعر الاسود والعينان الرمادية والبشرة البيضاء لتظهر ثيابه الانيقة الرسمية واقترب منها وقال بثقة: لكن مدير الشركة يمكنه الاستراحة باي مكان اليس كذلك
سيبال بغضب: مدير الشركة السيد راجى وليس انت
ابتسم بثقة وقال: اقدم لك نفسي ليوناردو راجى ابن صاحب الشركة والوريث الوحيد لها
نظرت سيبال له بصدمة بينما استغل هو هذه اللحظة ليجول بعيناه في كل تفاصيلها بداية ببشرتها البيضاء وعيناها المرسومة بلا اي غلطة وشفتياها الحمراء نتيجة البرد وتفاصيل جسدها المتناسقة مع بعضها وشعرها الطويل الذى لاتحتاج للمسه لتتأكد انه ناعم يكاد يقسم انها فتاة تربت في القصور ولاتعرف معنى العمل الشاق ابدا
ابتلعت ريقها وقالت بتلعثم: اعتذر سيدي
قال بشاعرية: ناديني ليوناردو او ليو
ابتلعت ريقها وقالت: اعتذر سيد ليو لكن هلا ابتعدت قليلا
انتبه انه يكاد يلتصق بها ليبتعد فورا وقال: احم سألت ابى اين الاستراحة لان لديه اجتماع واخبرنى انها هنا لم اعرف انها للفتيات فقط
سيبال: لابأس اساسا انا الوحيدة التى لدى استراحة في هذا الوقت
ليو باستغراب: لماذا
سيبال: لانى اعمل حتى وقت متأخر لذا لدى استراحتين عكس الجميع
ليو: تبقين في المصنع وحدك ، الا تخافين
سيبال: لا لماذا اخاف
ليو: فتاة جميلة مثلك قد يحاول احد التعرض لها
سيبال: لم يقترب منى احد من قبل الى جانب انه هناك مسكن لنا جميعا لذا لابأس انه قريب
ليو: ما اسمك؟
سيبال: سيبال
ابتسم ليو وقال: اسم جميل ، لماذا تعملين هنا؟
سيبال: لاجنى قوت يومى
ليو: كلام كبير اعنى انتى فتاة ناعمة لذا ظننتك تريدين القيام بمغامرة او شيء ما
نظرت له باستغراب ولم تفهم مقصده اما هو فقال: هل لديك هاتف ؟
هزت رأسها ايجابيا فقال: جيد اعطنى رقمك اذن
سيبال: لماذا
ليو بابتسامة: هل ترفضين رقم صاحب الشركة؟
هزت سيبال راسها سلبا وخافت من الطرد لذا اعطته رقمها
بينما كان يعبث بهاتفه رن الهاتف لتظهر على الشاشة
"حبيبتي رقم 44"
ليو في نفسه"الم انفصل عن هذه الفتاة المرة الماضية"
هز رأسه وقام برفض الاتصال وحظر الرقم
وهذه كانت حياة ابن صاحب المصنع فقد كان ينتقل من فتاة لاخرى ويتسلي بهذه ويتركها عندما يمل ويبحث عن غيرها وقد كانت وسامته الكبيرة وسيارته الحديثة هي مايلفت نظر الفتيات اليه وكل واحدة تعتقد انها ستفوز بقلب صاحب اكبر شركات صابون بالبلاد لكن لم تصل إليه اي فتاة
نظر بافتراس لفريسته الجديدة وهو يفكر كم يوما سيأخذ منه إيقاعها في شباكه والتسلية بها عادة لن يتعب نفسه مع ذوات الطبقة المتدنية لكنها جميلة ولطيفة وقد اعجبته وهو يأخذ كل شيء يعجبه ولا يمكن لاحد ان يقول له لا
كانت سيبال تأكل وهي تفكر في العمل الذى ينتظرها حتى منتصف الليل دون ان تلحظ الذئب الذى وضعها هدفها له
****
في مكان اخر
اقترب المدير من مكتبها ورمى الاوراق امامها وقال: لاتعودي للمنزل قبل تنهى هذا العمل كله
نظرت ليسانا للاوراق وقالت ببرود: سيدي هذه الاعمال ليست لى
المدير بغضب: هل ارمى لك باعمال الغير ام ماذا ، قومى بعملك دون نقاش
ابتلعت ليسانا ريقها بغضب وقالت : حسنا سيدي المدير
تحكمت في اعصابها بصعوبة فهي تواجه التنمر بسبب شعرها وعيناها لدرجة ان يرموا باعمالهم لها ويحصلون هم على المكافات
نظرت لكم العمل الذي ينتظرها ولن تتفرغ منه قبل منتصف الليل
***
في احدى الوكلات
تيتانيا: انا سأبقى لانهى هذه الاعمال عودى انت للمنزل واغلقى باب المكتب خلفك
هزت السكرتيرة رأسها ايجابيا وخرجت لترى كارتال في وجهها فقال: هل عادت تيتانيا للمنزل؟
السكرتيرة بابتسامة رغبة في جذبه: لا ستعمل حتى منتصف الليل اليوم
هز رأسه ايجابيا وقال: اعطنى المفتاح سوف اتحدث معها واغلق خلفى
لم تستطع الاعتراض امام وسامته الكبرى واعطته المفتاح دون التفكير في العواقب
***
منتصف الليل
ثلاث فتيات قررن البقاء لانهاء اعمالهم المتراكمة
غافلين عن الذئاب البشرية التى وضعتهم هدفا نصب اعينهم

الاشتياق للحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن