الخاتمة

14.1K 438 79
                                    


تهبط الدرج المزين بأغصان الشجر بلون السكر المحترق تنبت منها زهور أقحوانية هادئة تمتزج بالأرجواني والقرمزي تتهادى بخطواتها الخجولة وفستانها الأبيض يتطاير من خلفها، تاركة لأعينها العسليتان مهمة البحث عن آسرها أسفل الدرج منتظرها يراقبها بعينان خضرواتان عابثتان ابتسمت بحياء وهي تراه يتطلع لها منبهرًا وبجواره أبن عمه الوسيم رجال عائلة الجيار ونساؤها أجتمعوا لشهدوا على زفاف حفيد أخر من أحفاد عبد الغفار الجيار...
نسمات هواء باردة لفحت بشرتها الخمرية أسرت قشعريرة ناعمة بجسدها بذات اللحظة التي لامست أنامله الرجولية باطن يدها...

حنى رأسه مقبلًا كفها المأسور بين كف يده يرفع عيناه بابتسامة مشرقة تظهر بياض أسنانه يلمس شفته السفلية بطرف لسانه يبللها مرددًا بنبرة ماكرة :
- أخيرًا بقيتي ملكي

خجل أنتابها لتنهره بتلعثم طفيف لم يُمحى منه تذمرها الدائم :
- خلاص يا طارق بقى بلاش بصة حمدي الوزير دي

قهقة طارق بقوة وهو يجذبها أمام الجميع يدفنها بأحضانه فاليوم أصبحت زوجته أمام الله وأمام الجميع مُذ روياه لها... تحديدًا منذ عامان شعر بإنجذاب نحوها ظن في بداية الأمر أنه إنجذاب لحظي للشعلة المتوهجة غضبًا أمامه، يفاجأ بصدامٍ جديد معها بأحد شوارع باريس صباحًا ليحصل على جرعة توبيخ أخرى بعدما تناثرت أوراق عملها أرضًا يقابلها هو بمرح ساخر... وبعد عدة أسابيع حدث لقاءٍ جديد بين الطبيب المتمرس لعمله مع مريضته وأبنة خالها ليكتشف أن أبنة الخال نفسها مريم "فتاة المطار" كما أصبح يلقبها... وفتاة كل صدفة توالد عنها لقاء...

أردف طارق ممازحًا جوار أذنها :
- لا متقلقيش مش هتبقى بصة بس

أنتهى يغمز بعيناه وهو يجذبها خلفه لمنتصف الأرضية الكرستالية البيضاء تلمع أسفل حذائهما أنعكاسًا للأضاءة المتدلية من سقف القاعة...

صدحت في الأرجاء أغنية فرنسية ناعمة تربت على قلوب الأحبة وتزيدهم تعلقًا، كلماتٍ تعبر عما عاناه العشاق وتُوصف ما يعتمر القلوب..

D'accord, il existait d'autres façons de se quitter
Quelques éclats de verres auraient peut être pu nous aider
Dans ce silence amer, j'ai décidé de pardonner
Les erreurs qu'on peut faire à trop s'aimer
D'accord!!
la petite fille en moi souvent te réclamait
Presque comme une mère, tu me bordais, me protégeais
Je t'ai volé ce sang qu'on n'aurait pas dû partager
A bout de mots, de rêves je vais crier
Je t'aime, je t'aime

يتراقص طارق مع مريم يحتضنها بقوة مستنشقًا رائحتها شبيهة بالفانيليا الناعمة يزيد ضمها بداخل أضلعه... جوارهما يتحرك يحيى محتضنًا تارا كفيه قابضان على خصرها ورأسها يسند على كتفه بسعادة حصلت عليها أخيرًا تشعر بكلمات الأغنية توصفهما معًا تقص حكايتهما العميقة بداخل كلماتٍ ونغمات متراقصة، تلتف الصغيرة نجمة حول نفسها بفستانها الوردي مرتفعة ضحكاتها فأصبحت فرحتها مكتملة بعد عودة تارا مع والدها ووجود فردًا جديدًا بالعائلة أخاها "ضياء" ضياء حياتهم الصغير البالغ من العمر عامٍ وعدة أشهر ضئيلة...

عشق في سماء الماضي "نوفيلا"Where stories live. Discover now