البارت الأوَل.

30 3 7
                                    

                               [بيرلِين ١٩٦٨]

كيم تايهيونق|

يتساقطُ المطر على نافذتي بينما اضع بدوري رأسي على النّافذه انظر الى الغيوم و افكر كيف انها بيضاءٌ نقيه رُغم دموعها المتساقطه.

اردتُ ان انطق للذي يجلسُ بجانبي ولكن صوتُ صراخ السائق قاطعني عن حديثي.هذا كُل ما اتذكره بعد فُقداني للذاكرة.

مضَت سنةٌ و اربعة اشهُر و حالي بائسٌ كحال الذي اعتاد على الحُب و كُره فجأةً،شعرت لوهلة انني منبوذ بسبب تصرفات

اخي الذي لا يتجاوز سنهُ العاشرة عاماً،إنه دائِما يصفني بالمَريض النفسي ولكنني لم أُفاتحه الموضوع نظرا لعُمره.

في غُرفتي أجلسُ متكورا حول نفسي،لا يسعني الحراك خوفاً من إرتفاع تلك الأصوات التي لُقبت بالمُختل أثرُها.

مؤخرا أصبح الأمر يزداد مما جعلني أنطوي مُنعزلا عن جميع معارفي فأنا بِتتُ اشعر بعدم الأمان قُرب احد ولا أود التصرف
بغرابةٍ حين سماع الأصوات التي تعلو في رأسي فقَط كما تقول أمي،أهي صادقه؟.

-١٢:٤٦ ليلاً.
شعرتُ بأنني متعب لذا استقمتُ من اريكتيِ و ذهبت للحمام فاتحاً صنبور المياه،أدرتهُ إلى المُنتصف لتكُن الماء دافئة على جسدي المُحطم.

بضعةُ دقائقٍ و وضعت جسدي بالماء
بعد أن غمرتُه بصابون اللافندر المُفضل لدي
من يعلَم لرُبما اتناسى ما أهلك أفكاري؟.

"آه" أُطلقت مني تنهيدةً حين أوقعت السلسال الذي كان بيداي خارِج الحوض لذا اضطررت ان اخرج منه ملتقطاً ما سقط.

كل شيءٍ كان عادياً إلى ان سمعتُ تلك الضوضاء اللعينه و الأصوات المُزعجه مجدداً فشتمت تحت انفاسي و شعرتُ بخوفٍ و غضبٍ طفيفين.

لم ألبث الى ان شعرتُ بقدماي تُجر الى الحوض مرةً أخرى
لكن في الوقت ذاته لم أود أن أُروع نفسي و أهلع لذا تظاهرتُ
بأن شيئا لم يحدُث و لم أُعر الأمر اهتماما بعدها لأنني حتماً أريد النوم.

-٢:٣٠ بعدَ منتصف الليل.
يُفترض ان اكون نائماً لكنني خائِف بلا نكران
لسببٍ ما شعرتُ بالدفئ يحاوطني في الوقت ذاته
و كأن ملاكاً يعانقُ انحائي لذا استسلمت و غفيتُ.

آميليا|
"تايهيونق أمازِلت نائما"
"لا إنتظرِي أنا آتٍ"

نَبس بأربعةِ حروف أذهلتني،مع علمي بأنهُ لن يجاوب على سؤالي كالعاده ولكنني اسئله كل يومٍ السؤال ذاته في أملٍ ان يتجاوبَ معي،ذهولٍ أصابني و إبتسامةً رُسمت على وجهي مرة أخرى!!.

"ولكِن انا لا أحب الخُبز بالشوكولاتَه!"
حسناً لا أنكُر ان صدمةً اعتلت وجهي هُنا،أعني مرحباً تايهيونق هل أصابَك شيئاً!

تايهيونق|
ما بها مُجدداً،سأُعد شطيرة مُربى و أذهبُ الى غُرفتي
لا بُد ان أسجل بعض الملاحظات عن التغيُرات التي طرأت في الآونه الأخيره.

قضمتُ من الشطيرة اللتي أعدتتها و فتحتُ منتصف مدونتي اللتي دوما ما اكتب فيها كلاماً فارغاً حسب منظوري،هذا ما أُسِدُ مللي بِه،و ها انا اكتُب:

يوماً آخر بلا عيناكَ،امازِلت هنا؟.
وجدتُ نفسي اكتبُ عنه مجدداً فصُدمت مما أكتب من تفاهاتٍ حقاً،لا أعلم ما الذي جعلني أكتُب عنكَ يا غريبٍ في كُل يوم،هل و بالصُّدفه كُنت أعرفُك سابقاً؟.

أسئلة تراودهُ منذ خروجه من ذاك المشفى الى هذا اليوم اللذي يعتقدُ تايهيونق أنهُ بلا فائدة بِه،هذا مُزعج كذلِك.

إلتقطتُ هاتفيِ مُتصلاً على صديقي الوحيد الذي لم يترِكني كباقي الأصدقاء بعد علمِهم بفقداني الذاكرة،فهُم ظنوا بأن ليس هنالك فائدةً من معرفتي بعد ما فُعل بي و هذا كان جارحاً جداً!.

                                 "تايهيونق؟"

                          "جين لستُ بخيرٍ حقاً"
               "أهي تِلك الأصوات مُجددا لأنه إن كا.."
     قاطعته قائِلا"لا ليست الأصوات انما اشعر بالفراغ فقط"
                 أطلق جين ضحكتَه بسخرية مزيفه
                      "ظننتُك أقوى من ذلِك تاي".
               "لا أعلم لما إتصلت بِك من البدايةِ،مُغفل"

كاد ان ينهِي الإتصال لولا الذي اوقفهُ"انا آتٍ"بضحكاتٍ            يعتقدُ تايهيونق بأنها اشبه بمسح الزُجاج.

في مكانٍ آخر:
"ألَم أقُل لكَ انه موجود لما تستمر بنكرانِ ذلك" بغضبٍ اهابَ الذي بجانبِه، نظراتهُ كانت معاتبةً الآخر الذي ظنه صديقاً لكنه أثبت الآن بأنه لم يكُن يستحق اللقب.

"أتعلَم لطالما رأيتُ الكثير من أمثالِك لكنني لن أشكوا الآن و ستكون تحت رحمتيِ لأنني أشفق على من هُم أمثالَك"

اوطئَ رأسهُ بتأنيب ضمير "أعتذِر"

                            "أخرُج سيد كيم"
قالها قبلَ ان ينفجِر بوجه الآخر

اكتسى قلبيِ الأمَل حين علِمت بوجود مالِك الرُّوح،أهيمُ به في خيالي فكيفَ لو تلاقَت عيناي بِه و تمعنت بحُسنه.

"سأعود كيم تايهيُونق".

.
.
.
.
.


أولاً بما انه الرواية اول رواية لي أكتُبها فأتمنى تعطوها كل الحُب،كذلك اليوم البارت مو طويل بما إنه اول بارت لكن بالأيام القادمه بحرص على إني أكتُب اطول من ذا البارت
اتمنى عجبكُم الأسلوب بالسَّرد و شُكرا جميعاً🖤🖤.

                            الى اللقاء♡♡.





تَشوُش||VK.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن