الفصل التاسع و العشرون

5.8K 224 5
                                    

مصطفى : لا أستطيع أن أجزم الآن ,’ لكن الأمر جد خطير

فى البدايه, كان تركيزى على المركز ونشاطه وبعد بحث مكثف .أدركت انه نظيف تماما ولا شئ فيه يريب

ونفس النتيجه جاءتنى من المعلومات التى تلقيتها عن المركز الرئيسى فى نيويورك , حتى الدكتور جيفرى باركلى , شخصيه عاديه تماما ولا غبار عليها , ولا يدور حوله اى شك ,وكاد الأمر يمر عاديا ,لولا.....

اكمل عندما رأى اللهفه والتساؤل يطلان من عينى على بقوه : لولا معلومه صغيره اخبرتنى بها ,وكانت بمثابة مفتاح اللغز ,عندما أخبرتنى انها كانت تتلقى علاجا نفسيا اثر تعرضها لنوبات اكتئاب وان الطبيب المشرف على علاجها هو أحد أقرباء الدكتور باركلى..هذا الطبيب هو....

اتسعت عينا على وبدا على وجهه انه مستعد تماما لتلقى الصدمه , فلم يطيل عليه والقاها اليه مباشرة : هو أحد عملاء الموساد

ارتمى على على الكرسى المجاور له بعد ان ادرك ان قدميه لن تستطيعان حمله من هول الصدمه وظل صامتا لمدة طويله

وبعد ان بدأ يستعيد نفسه وبدأ عقله يعمل ثانية بعد ان توقف تماما ,خرج صوته من حنجرته متكسرا متقطعا وهو يقول ببطء : أتريد أن تقنعنى أن المرأه الوحيده التى سمحت لها ان تدخل حياتى وتمتلك قلبى جا....

لم يستطع ان يكمل,فقد جرفته سيول الألم فدفن وجهه بين كفيه واسند مرفقيه الى ركبتيه وضغط أسنانه بقوه حتى ان مصطفى سمع صريرهما

فاقترب منه ووضع كفه على كتفه وقال بتعاطف : أقدر تماما مشاعرك,لقد سقطت فى حبها ولكنها طعنتك فى قلبك طعنه نجلاء

أتاه صوته ينذر بعاصفه توشك على الإنفجار : ليت الأمر فقط حبا..ولكنها زوجتى........زوجتى

قال مصطفى بهدوء : لو كنت فى مكانك ...

انتفض على بعنف وصرغ بغضب عارم : انت لست فى مكانى ولن تفهم ابدا مشاعرى ..انها...انها...انها زوجتى...زوجتى..

ضرب قبضته فى الحائط بعنف وهو يصرخ بغضب : لماذا..لماذا أنا ..لماذا تزوجتنى؟

قال مصطفى بهدوء : هناك أكثر من احتمال

التفت اليه على بحده لكنه لم يتكلم فأكمل مصطفى : ربما تكون قد وقعت بالفعل فى حبك فأرادت ترك ذلك العمل وتلك الحياه لتبدأ معك حياة جديده ,وفى الغالب انها فعلت هذا رغما عنهم لذلك فهم سوف يطلبون سفرها بأى وسيله

الإحتمال الثانى أن يكون كل هذا مدبر ومرتب بحيث تتخذ منك ساتر مناسب تتخفى خلفه ,وتقوم بعملها دون ان تتعرض لأى شك ولا...

حــــــــــــــــقــــــــــــــيــــــــــــــره
قاطعته صرخة غضب هائله من على وهو يلقى باحدى الزهريات التى كانت على المنضده الى الحائط بعنف لتتكسر الى قطع صغيره قبل ان تهوى ارضا

نظر اليه مصطفى بدهشه فوجده يلهث وينتفض غضبا ,ثم جرى بخطوات سريعه الى باب الشقه فاستوقفه مصطفى : انتظر , يجب أن نتفق على ما ستفعله

أمسكه من ذراعه وقال بلهجه آمره : لا تذهب اليها وانت فى هذه الحاله ,ولا ترتكب اى حماقات, لا أريدها ان تكتشف اى شئ

دفع على يده بغضب وخرج صافعا الباب خلفه بقسوه

................................................

لم يفعل على فى حياته مافعله فى ذلك اليوم الكئيب

قاد سيارته بسرعه متهوره وكأنما يفرغ غضبه فى عجلة القياده وبات وجهه شديد الإحمرار وعينيه زائغه وتفكيره مشلول تماما حتى انه لم يكن يدرى الى اين تقوده السياره

وبينما هو غارق فى نوبة الغضب العاتى تلك ,سمع صوت هاتفه المحمول وعندما رأى رقم المتصل ,استشاط غضبا وأغلق هاتفه تماما وقذف به بعنف على الكرسى المجاور له ليرتطم بالباب الملاصق به ويسقط عليه وينزلق الى الدواسه ,

زاد على من سرعة السياره وهو يضغط اسنانه بغضب هائل

حتى خرج من القاهره الى مكان بعيد خالى ليس به سوى رمال وتلال

توقف اخيرا ..وخرج من السياره وأغلق بابها بعنف وسار بخطوات سريعه يضرب الأرض بقدميه وكأنه يفرغ فيها غضبه

وقف وحيدا ينظر الى الأرض الصفراء الخاليه الشاسعه الممتده أمامه وأصوات كثيره تغزو رأسه وتملأ أذنيه :

لا أدرى لم أشعر اننى على وشك الوقوع فى فخ
لم يحظ بثقتى المطلقه فى هذا العالم سوى شخصين اثنين

الثانى ,هو جيف..أقصد د.جيفرى باركلى
جيفرى باركلى... جيفرى باركلى... جيفرى باركلى..
أعلم كل هذا بل واكثر منه ,عجبا..كيف فكرت ذلك التفكيرالأحمق؟

أمسك رأسه بكفيه بقوه ليوقف تلك الأصوات التى تكاد ان تفجر رأسه

وفجأه تذكر شئ ما...

فأغلق عينيه واعتصرهما بقوه ثم زفر زفرة حاره ومسح وجهه بكفيه وأخذ يستغفر الله بكل أحاديث الإستغفار التى يحفظها فى عقله

وبعد نصف ساعه كامله لم يكف فيها لسانه عن الإستغفار ..بدأ يهدأ , وبدأ عقله يعود للعمل بالتدريج وحاول تنظيم أفكاره والتوصل الى حل للكارثه التى حلت به

وأخذ يقلب الأمر على كل جنب حتى أعيته الحيل واستنفذ طرق التفكير تماما

أخذ يقلب وجهه فى السماء ودموعه تترقرق فى عينيه ,وهو يتوسل الى الله بكل كيانه ويتذلل ويتضرع له ان يرحمه ويلهمه الصبر والثبات
لم يدر كم بقى على هذه الحال الأليمه حتى شعر بالإنهاك الشديد ,فعاد يترنح الى حيث ترك سيارته واستند بكفيه اليها وهو يلهث
وفى أذنيه تدوى عبارة لا تفارقه

انت خائفه .تنتظرين انتقامى؟

متحفزه لما سيفعله ذلك المهووس المتعصب ذو اللحيه السوداء !

رفع رأسه وانتصب واقفا ,وفى عينيه ارتسم الشر قادحا ,وقال بصوت مخيف ينذر بعاصفة هوجاء : لقد أردت الإنتقام...
لك ما أردت...........

.................................................. .... يتبع>>>>>>>>>>>>>>

الرجل ذو اللحية السوداء لـ (سامية احمد)Where stories live. Discover now